Reader Mode
الجــســمُ أَعْـــيَـــتْ بَـأْسَــــهُ الأوْزَارُ |
والــرُّوحُ أَلْـهَتْ خَــوْفَها الأعْـذَارُ |
تاهَتْ خُطانا في الطَّريقِ ولمْ نَزَلْ |
نسْعَى، وتَنْأَى عَــنْ خُــطانا الدَّارُ |
ولكُلِّ نبْضٍ في الدُّروبِ حِكايةٌ |
ولكلِّ نَـجْــمٍ فــي السّـماءِ مَــدارُ |
اللهُ يــقْــضِــي مـــا يــشَاءُ لــحــكْـمةٍ |
ولَــكَمْ عَلَــتْ في فَهْـمِها الأفْكَارُ |
رُبَـمَا ظنَـنـتَ الـخـيْرَ فــي أمرٍ، ولـمْ |
يـــكُ فـــيـــهِ إلا سَـــــوءةٌ وخـــسَارُ |
وعَسَى مُنِعْــتَ، وكانَ حُزْنُكَ طاغـيًا |
والـمنْعُ مِـــنْ بَـــعْــضِ البَـلاءِ سِتَارُ |
ولعَــلَّ أَمْــــرًا قــــدْ بَــدَا لَــكَ مُظْـلِـــمًا |
وغـــــشَاكَ هَــــــمٌّ قـــــاتـــلٌ ومَـــــرارُ |
حِينَ اسْتَفَقْتَ وَجَدْتَ فيهِ مَنَارةً |
وَتَـــرَنَّـمَـــتْ فـــي لَيْـــلِــكَ الأقْـمَارُ |
فانْفُضْ فـــؤَادَكَ وهْـمَهُ، أوْ هَـــمَّهُ |
قُمْ حَيْثُ قَامَ الـمحسنونَ وسَـــارُوا |
ثِقْ لا تَغِبْ عَنْ حُسْنِ ظَنِّكَ لَـحْظَةً |
إنَّ الـحَـبِــيبَ علــى الــحَبِيبِ يَـغارُ |
وانْــظُــرْ لإبــراهــيمَ خَــلَّــى زَوْجَــهُ |
فـي غَــيْرِ ذِي زرْعٍ، فـكَانَ عَـمَارُ |
والعَبْدُ مــعْ مُــوســى شِـــعَارٌ للْــقَــضَا |
وبـــكُــــلِّ حـــــادِثــــةٍ جَــــــــرَتْ أسْـــــرارُ |
أقْـــــــدارُ ربـِّـــــــي كُــــلُّـــــها نـــــفْـــــعٌ لَـــــنَا |
حَــاشَا لـمِثْلكَ يــا رَضِـــيُّ يُضَارُ |
واللهُ يَبْــغِيكَ السّــعادَةَ لا الضَّنَى |
فَلْتَرْضَ؛ إنَّ رِضَــاءَكَ اسْتِـبْـشَارُ |
بِرِضَاكَ تَـحْدُوكَ السَّكينةُ والهُدَى |
والنَّـفسُ تُظْهِــرُ بأْسَــهَا الأَخْــطَارُ |
بِـــرِضَـاكَ تـنْــتَـعِـشُ الْـحَيَاةُ كريـمةً |
والسُّحْبُ تُعْلِنُ خيْرَها الأَمْطَارُ |
بِرِضَاكَ لن تَـأْسى على دُنْيا الوَرَى |
وتَـحُــولُ مــاءً فـــي الصُّدُورِ النَّارُ |
بِرِضَاكَ تُصْبِحُ في الْمَعَالِي قُدْوَةً |
وَإِلَيْــكَ بــالْفَضْلِ الْعَظِـــيمِ يُشَارُ |
واللهِ لــــــو رُفِــــعَ الـحِـــجَابُ أمــامَـــنَا |
وَبَـــدَتْ حِـــيَالَ عُيــونِـــنَا الأقْــدَارُ |
ما غيْــرَ مـــا كَتَـــبَ الإلَهُ سَنَـــرْتَـجِـي |
كَلَّا، ولا غَيْـــــرَ القَــضَا نـخْــــتَارُ |