ينبغي أن نعلم يقينا أن الفشل لا يقع إلا لما كسبت أيدينا، وأن النفس هي العائق الأكبر في كل خدمة إيمانية، وما يتم من توفيق وإنجاز محض إكرام منه جلا وعلا، فالخير كل الخير من الله وحده، أما مقولة: “إنما أوتيته على علم عندي” فلم يقلها إلا قارون حينما ظن نفسه مصدر الأرزاق والنعم، وإنها لعبارة لم يزل كل قارون وفرعون يرددها عبر التاريخ.
أما الأنبياء وعلى رأسهم سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم فقد كانت كلمتهم واحدة: “لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا إلا ما شاء الله”. فمن يقل فعلت أنا، أنجزت أنا، نجحت أنا، لو لم أكن أنا” فقد وقع في مستنقع آسن من التفكير الفرعوني.
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم”، فلو هدى الله ملايين من الناس على يديك فنسبت تلك الهداية إلى نفسك، فقد أحبط عملك، ورميت بنفسك في لظى النار، وحرمتها من النعيم المقيم .