أجل، إن الإسلام كافٍ وافٍ، وما قلناه بالأمس أصبح الناس جميعًا يعترفون به اليوم، وإقبال الكثيرين في الغرب على اعتناق الإسلام خير دليل على ما نقول.
هب أن لمصنعٍ ما نظامًا يعمل به، فمن أعرف به من مؤسِّسه وواضعه؟ ها أنتم ترجعون في تشغيل أسهل آلة إلكترونيّة إلى من يعرف نظام تشغيلها؛ والله هو خالق الإنسان، فهو أعلم بنظام حياة الإنسان الاجتماعية والفردية، ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (سُورَةُ الْمُلْكِ: 67/14)، فالوسيلة الوحيدة الكفيلة بسعادة البشر في الدنيا والآخرة هي دِينُ الله.
اليوم تتجه الإنسانية التي أثقلتها مشكلات العصر إلى الإسلام من جديد، وقد اتسعت كثيرًا دائرةُ قناعاتٍ ترى أنَّ الإسلام هو الحلُّ لمعضلاتٍ مستعصيةٍ طالَ أنين البشرية تحت وطأتها.
واليوم يسلّم الناس جميعًا بهذه الحقيقة؛ فالأنظمة التي وضعها البشر أَفْلست برمتها، ونجاحها كان مؤقتًا، ومنها نظام الإقطاع والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، فرغم أنها كانت من أشهر النظم على مر التاريخ إلا أنها انهارت واندثرت تِباعًا، وخلفت وراءها صراخًا وعويلًا لا ينقطع، بينما لم يفقد الإسلام من جوهره شيئًا قط منذ ظهوره حتى اليوم.
والغرب على وعي بهذا، فالدُّعاة الذين لهم عُرًى وثيقة مع الله يَلْقَون استحسانًا وقبولًا حسنًا في العديد من الدول الغربية، وقاعات الكنائس اليوم غدت تتنفس عبق محبة الإسلام.
واليوم تتجه الإنسانية التي أثقلتها مشكلات العصر إلى الإسلام من جديد، وقد اتسعت كثيرًا دائرةُ قناعاتٍ ترى أنَّ الإسلام هو الحلُّ لمعضلاتٍ مستعصيةٍ طالَ أنين البشرية تحت وطأتها.
الأنظمة التي وضعها البشر أَفْلست برمتها، ونجاحها كان مؤقتًا، ومنها نظام الإقطاع والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، فرغم أنها كانت من أشهر النظم على مر التاريخ إلا أنها انهارت واندثرت تِباعًا.
واليوم يعترف الناسُ بهذه الحقيقة جميعًا حتى بعض من يعادون الإسلام، وهذا لا يخفى في أحاديثهم وشهاداتهم، والحق ما شهدت به الأعداء.
وما أكثر مَن أسلموا في أوربا الآن لكنهم يخشون مَن حولهم فيُخفون إسلامهم.
وإذا أردنا أن نمثِّل لهذا فلا بد من إحصاء القضايا كلها واحدة واحدة، لنبين كيف حلّ الإسلام كلًّا منها على حدة، وهذا لا تتسع له عدة مجلدات، ويتعذر سبر أغوار موضوع كهذا في جواب سؤال.
وعلاوة على ذلك، فعلى هؤلاء أن يبيّنوا لنا أي معضلة تعذّر على الإسلام حلُّها لنرُدّ ونبيّن، لكنهم لما سألوا سؤالًا نظريًّا كان جوابنا مثلَه، ناهيك عن أن كثرة الكلام في المسلَّمات عبث، وهو ما لا يستحسنه الإسلام ألبتة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: فتح الله كولن، الرد على شبهات العصر، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ2، 2014م، صـ121/ 122.