تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف
إلى قرّاء موقع الداعية الرباني محمد فتح الله كولن،
في كل عامٍ، حين تُطِلّ علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، لا نحتفل بميلاد جسدٍ مضى، بل نُعيد وصل أرواحنا بالنور الذي لا يغيب، ونُوقظ فينا المعاني التي تهدّلت من شجرة الرحمة، منذ أن نطق الصادق الأمين: (اقرأ)، فابتدأ عصر الإنسان من جديد.
لقد كان مولد محمد ﷺ كما يرى الأستاذ فتح الله كولن: ميلادًا للحياة بعد الموت، ونفحةً من الجنة في أرض أثقلتها القسوة، وعبرت بها قوافل الجهالة.
فما أن أشرقت شمسه ﷺ، حتى أزهرت الصحارى، وانقشعت الظلمات، وخفّ نبض القسوة في القلوب، وبدأ الإنسان يسمع همس السماء في ضمير الأرض.
أيها الأحبة،
في ذكرى مولده، لا نُشعل شموعًا، بل نُشعل في قلوبنا يقينًا بأنه ما من ظلمٍ إلا والرحمة أقوى منه، وما من تيهٍ إلا وله في خطى محمد ﷺ هدى.
نتعلّم من سيرته لا مجرد العِبَر، بل فن الحياة بنور الحب، وعظمة القيادة برقة القلب، وبلاغة الصمت حين يعلو ضجيج الباطل.
فلنجعل من هذه الذكرى لحظة صدق، نخلع فيها أثواب التبلّد، ونرتدي جلال الروح، ونغتسل في نهر الحنين إليه ﷺ.
نسأل الله أن يُعيد علينا هذه الذكرى كل عام، ونحن أقرب إلى خُلقه، وأوفى لعهده، وأصدق في اتباعه.
وكل عام وأنتم بخير،
