كما يوجد بين الناس من يمكن شراؤه بأبخس ثمن وأرخص سعر، كذلك هناك من لا يمكن شراؤه بملء الأرض ذهبًا وجواهرًا. والفئة الثانية هم الذين يُعلون الأمة ويرقونها. والناس الغالون كأمثال الغيوم المحملة بالأمطار محملون على الدوام بالمبادئ العالية وبالفضائل السامية. وسواء أعرفوا ذلك أم لم يعرفوا فكل أرض يطؤونها تخضر من بعدهم.
قال عمر المختار للإيطاليين: “إنني أموت، ولكني سأخلد. ولكن مصيركم أنتم إلى الموت”. إن المسلم يبيع حياته بثمن غال جدًّا…يعطي حياة فانية ليكسب مقابلها حياة خالدة. أما الصحة التي تربطنا بالحياة فتشبه زهرة لا يدوم جمالها سوى بضعة أيام، أي تشبه أوراق الأزهار. وهذه الأوراق عندما تكون نضرة تجلب إليها الأنظار. أما إن ذبلت فلا يهتم بها أحد ولا تبقى لها أي قيمة.
المصدر: فتح الله كولن، الموازين أو أضواء على الطريق، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة.