Reader Mode

إنّ احتكار الإنسان للنجاحات التي حققتها هيئةٌ ما يدخل في باب الشرك الخفيّ من جانبٍ والغلول من جانب آخر؛ بمعنى أن مِن الأخطار العظيمة التي قد تحيق بالإنسان أن يحتكر لنفسه النجاحات التي تحقّقت بفضل مساعي الملايين من الناس ويقول: “هذه الخطط والمشاريع من بنات أفكاري وصدق فراستي”، وبذلك يجذب إقبال الناس عليه وتقديرهم له، فالإنسان حينما يحتكر نسبة هذه النجاحات لنفسِه يأخذُ الآخرون في التملّق إليه، قائلين: “ما شاء الله، لا حرمَنا الله منك، أطال الله عمرك، وفقك الله إلى مزيدٍ من النجاحات…”، وعلى ذلك يدّعي الإنسانُ لنفسه كلَّ شيء، وهذا يُعدّ وقاحةً أخرى وسوء أدب، ومن ثم فليس من الصحيح أن ينسب الإنسانُ لنفسه النجاحات التي أُحرزت نتيجة مساعي وجهود الملايين من الناس، ولا أن يعتبر توجّه الناس إليه حقًّا له، وهذا الوضع يُعدّ غلولًا وذنبًا عظيمًا وخيانةً للأمانة.