سؤال: انتشر فيما بيننا طلبُ الدعاء من بعضنا، ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا الطلب عاديًّا، فما الحالة الروحية التي يجب أن يكون عليها كلٌّ من الطالبِ والمطلوبِ منه؟
الجواب: الدعاء له أهمية بالغة من بين سائر العبادات؛ إذ إنه يوطِّد العلاقة والصلةَ بين العبد وخالقه سبحانه وتعالى، ومن خلاله تتحدّد ماهيّة المعاملة من الله لعبده.. فالشخص الداعي هو الذي يشعر بدايةً بعلاقته وارتباطه بربه سبحانه وتعالى، حتى إنه يصل إلى شعورٍ بأنه في صلةٍ مع الحضرة الإلهية، من خلالها تتحدّد ماهيّة معاملة الله له؛ حيث إن الله تعالى يجعل من توجُّه العبدِ إليه بالدعاء وسيلةً للقبول، ويعامله سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته.
قيام البعض بفتح بيوتٍ خاصة للدعاء والكهانة، وكتابة الأحجبة للغادي والرائح، وامتهان هذه الوظيفة ليس من الإسلام في شيء.
عبودية ثرية صافية
والدعاء من جانب آخر هو عنوانٌ للتضرّع إلى الله تعالى بشيء يتجاوز حدود الأسباب، ومن ثم فالدعاء هو عبوديّة صادقة خفيّة بين العبد وربه، وهو يختلف عن العبادات والطاعات الأخرى التي يمكن القيام بها ضمن دائرة الأسباب، فمثلًا الصلاة يصاحبُها شيء من المشقة، وكذلك الصوم والحجّ تلحقهما بعضُ المكاره، من أجل ذلك قد تكون هذه المشقات المصاحبة لأداء العبادات بمثابة المسوغ للتشوّف إلى أجر وثواب من الله تعالى، غير أن رفع العبد يديه بالدعاء وهو في غاية الفقر والعجز وتوجُّهه إلى ربه سبحانه وتعالى في صدقٍ وإخلاص كاملٍ وتوقع الإجابة منه سبحانه هو نوع من العبادة الخفية الخالصة.. وعلى ذلك فللدعاء خصوصية تميزه عن سائر العبادات.
وإننا إذا ما نظرنا إلى الحياة السنية لمفخرة الإنسانية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن الدعاء كان يهيمن على كل حياته، فقد كان الدعاء والتضرّع والتوسل إلى الله تعالى الشغلَ الشاغلَ له صلى الله عليه وسلم في ليله ونهاره؛ عندما كان يأوي إلى فراشه وينهض منه ، أو يركب دابته ، أو يخرج إلى الغزو ، أو يستقبل الناس ، بل إنه كان يلتمس الدعاء أيضًا حينما يتعرّض للبلاء ، وكأنه نسج كل حياته بحريرِ الدعاء.. وإذا ما نظرنا إلى الأقوال النيرة التي صدرت عنه صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن هذه الأقوال كانت في نصابها ومكانِها المناسب، وأنها تليق تمامًا بالعلاقة بين العبد وربه؛ ونظرًا لأن سلطان الأنبياء كان أكثر الناس دقّة وحذرًا ومعرفة بالله تعالى فهو على درايةٍ تامة بكيفية الطلب والدعاء لله تعالى على الوجه الأكمل.
يجب على من يرجو الدعاء من أخيه أن يكون صادقًا مخلصًا في طلبه.
أجل، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي الدقّة البالغة في اختيار كلماته، لدرجة أننا لا يمكننا أن نتردّد فيما بين صواب هذه الكلمات أو خطئها.. ولما كان التوجّه إلى الله تعالى بكلمات تليق بكماله من الأهمية بمكان فالأولى لنا أن نتوجه إلى ربنا بالأقوال النيرة المأثورة عن سيد السادات صلى الله عليه وسلم، ولذا إن ذكر الإنسان في دعائه ألف مرة: “اللّٰهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم” ؛ فعليه أن يعتبر هذا قليلًا بالنسبة إلى شخصه ويزيد على هذه المرات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يطلب شيئًا لا يحبه الله أو لا يرتضيه الله.
طلب سيد السادات صلى الله عليه وسلم الدعاء من صحابته رضوان الله عليهم وطلب الدعاء كما ورد بالسؤال له أهميةٌ بالغة بالنسبة لنا، فكم من المرات طلبَ سيدُ الكونين صلى الله عليه وسلم الدعاء من صحابته رضوان الله عليهم؛ فعلى سبيل المثال لمّا كان يشتكي طلبَ الدعاء من أمنا عائشة ، لقد عانى نبيُّنا صلى الله عليه وسلم معاناة بالغة كأمته قبل أن يرحل إلى أفق روحه؛ وذلك حتى تعلو درجته، ويحظى بالمقام المحمود، وتتسع دائرة شفاعته، وتوهب له إمكانيات وصلاحيات تؤهله لاحتضان أمته كلها.. فكما ورد بالحديث الشريف أنه صلوات الله عليه قال: “إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ” ، لقد امتدّت يد المرضِ إلى جسدِ سلطان الأنبياء صلى الله عليه وسلم في لحظاته الأخيرة؛ فـ”قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ” حتى يهدّئ من وجع رأسه الشريف، وكانت أمنا عائشة تمسك بيديه وتمسح بهما وجهه رجاء بركتهما ، فلما أرادت أن تفعل ذلك في اللحظات الأخيرة جذب صلى الله عليه وسلم يديه وقال: “اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى” ؛ بمعنى أنه قد فهم أن مراد الله له أن يتوجه إلى الآخرة، ولذا جذب يده ولم يطلب الدعاء وهو يرحل إلى أفق روحه.
وذات يوم جاء عمر رضي الله عنه يستأذنه في الخروج إلى العمرة فأذن له ثم قال: “لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ” .. وطلبُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الدعاءَ من عمر وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم رغم أنه عاش في كنف الله تعالى في حالة استغناء عن الآخرين ورغمَ أن الله تعالى يستجيب له كلَّ أدعيته لَيُعَدُّ مؤشِّرًا على أهمية مسألة الدعاء وضرورةِ عدم الاستخفاف بها.
على من يسأل أخاه الدعاء أن يتزيّن بالعجز والفقر والضعف، وأن يعتقد أنه لولا عناية الله ما استطاع أن يواصل حياته، وأن يعتبر أن دعاء أخيه له هو أعظم وسيلة لجلب العناية الإلهية.
أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً
وفي هذا الصدد يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ” ، وبعد أن ذكر الأستاذ النورسي رحمه الله الشروط التي لا بدّ من توافرها لإجابة الدعاء أضاف شرطًا آخر وهو الدعاء بظهر الغيب، مبينًا أن الدعاء بهذه الشروط يُرجى من رحمته تعالى أن يكون مقرونًا بالاستجابة .. ويقول الأستاذ النورسي في بعض المواضع من مؤلفاته: “لا أكفّ عن الدعاء لكم صباح مساء، فاذكروني أنتم أيضًا في دعائكم، فإنّ أعظم معونةٍ من المؤمن لأخيه المؤمن هو الدعاء”، ويقول في موضع آخر: “أما “سعيد” الذي هو أخوكم في الآخرة، فهو معكم صباح مساء في الدعاء والتضرع إلى المولى الكريم”، “لا تنسني من دعائك أنت وكذلكَ أنتِ يا أختي في الآخرة ويا أمي الثانية ويا والدة أخي العزيزة، إنني دائمًا أشرككم في دعائي، فاجعلوا من دعائكم لي تأمينًا على دعائي”، وهو بذلك يشير إلى مَغبّة الاستخفاف بهذه المسألة.
وأريد هنا أن أنبه إلى مسألة أخرى تناولَها السؤال وهي: أن مسألة طلب الدعاء من بعضنا قد شاعت بيننا حتى إننا غضضنا الطرف عن روحها ومعناها، ومن ثم صار هذا الطلبُ قولًا مبتذلًا، وفقدَ روحَه وشعورَه، وأصبح لا طعم له إن جاز التعبير.. فمثلًا أصبحت عبارة “ادع لنا يا أخي” من قبيل الأقوال المستهلكة.. ومن ثم يجب على من يرجو الدعاء من أخيه أن يكون صادقًا مخلصًا في طلبه؛ بمعنى ألا يكون هذا الطلب كالقول المبتذل الذي تلوكه الألسنة ولا يقترن به الشعور، وأن يكون مصحوبًا برغبةٍ وشوقٍ عارم وحسن ظنٍّ بمن نطلب منه الدعاء.. كما لا بد عند طلب الدعاء أن تحدونا الأملُ العارمُ في أن يدعو هذا الشخصُ لنا ويُستجاب له دعاؤه، وأن نؤمن يقينًا بأن الله تعالى يقبل الدعاء بظهر الغيب.
أجل، يجب أن تسيطر على عالمنا الداخلي عند طلب الدعاء أفكارٌ من قبيل: “لولا عناية الله ودعاء المخلصين من عباده المؤمنين الذين هم سببٌ لتجلّي هذه العناية لكنت على شفا خطر عظيم، ولمتُّ -حَفِظَنا الله- على ضلالة”.
ولا بد أن تغمرنا المشاعر والأفكار التالية عند طلب الدعاء: “أخي، ناشدتُك الله.. إذا لم يكن الأمرُ فيه ثِقَلٌ عليك فاذكرني في دعائك وأنت تدعو لإخوانك المؤمنين”.
أجل، على من يسأل أخاه الدعاء أن يتزيّن بالعجز والفقر والضعف، وأن يعتقد أنه لولا عناية الله ما استطاع أن يواصل حياته، وأن يعتبر أن دعاء أخيه له هو أعظم وسيلة لجلب العناية الإلهية.
الدعاء والوفاء
وكما أنّ على مَن يسأل غيره الدعاء أن يفكر على هذه الشاكلة فكذلك على مَنْ استؤمن الدعاء ألا يهمل الدعاء لأخيه وفاءً لحقِّه عليه؛ إذ يجب عليه إن اقتضت الضرورة عند قيامه لصلاة التهجد أو الوتر أو الحاجة أو أي صلاةٍ كانت؛ أن يرفع يديه ويدعو لمن شاء، ثم يخصص بضع دقائق على الأقل للدعاء لصديقه الذي طلب منه الدعاء، وبذلك يكون قد أعرب عن مروءته ووفائه لأخيه؛ لأنه كان بمقدوره أن يخصص هذه الدقائق لنفسه، وبدلًا من أن يقول مرة واحدة: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ” يكرر هذا الدعاء عدة مرات، غير أنه بعد أن دعا لنفسه مرة بهذه الدعاء اتجه كي يدعو لهذا وذاك، وللطائفة الفلانية وللجماعة الفلانية وهكذا، فكان بذكره هؤلاء في دعائه قد وفى بِدَينه لإخوانه، وكأنه يقول: “اللهم إني فتحتُ لك قلبي وبَثَثتك همومي ولُذتُ بوفائك من أجل أخي الذي يؤمن بك ويشاركني نفس دربي”؛ لأنه يجب ألا ننسى أنه لا أحد أوفى من الله.
هب أنهم قد جاؤوا لكم بقائمة تحتوي على مائة اسم من أتباع حركةٍ نماذجُها من ذاتِها، وقالوا: “إن هؤلاء يطوفون بكل أرجاء العالم، ويعملون هنالك بأجر زهيد، ولم يسببوا لنا الخزي والعار، فنسألكم أن تدعوا لهم بأن يصمدوا في مكانهم، وتُيسَّر لهم خدماتهم، ويمنع الله عنهم البلايا والمصائب”؛ فالحقُّ أن مقتضى الوفاء لهؤلاء الناس الذين أحسنوا الظن فيكم هو أن تستغلّوا أشرف الساعات التي يتنزل الله تعالى فيها بلطفِه ورحمته ويقول: “مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟” ، وأن ترفعوا أيديكم بالدعاء للأشخاص الواردة أسماؤهم بهذه القائمة سواء كنتم على معرفة بهم أو لا.
كان الدعاء والتضرّع والتوسل إلى الله تعالى الشغلَ الشاغلَ له ﷺ في ليله ونهاره.
الدعاء المقرون بالشعور والوعي
ومن الأهمية بمكان أن تكون كلُّ كلمة يدعو بها الداعي نابعةً من شعوره. أجل، يجب أن يطبع الشعورُ كلَّ كلمةٍ تخرج من فم الإنسان؛ لأن سيّد السادات صلى الله عليه وسلم يقول: “إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ” .. ومن ثمّ يجب على الإنسان أن يشعر بعمقٍ في وجدانه بكل كلمةٍ تخرج من فيه، وأن يكون على وعي بما يَسأل، وفي هذا الصدد يجب أن ننبّه إلى أن خطرًا ما قد يحيق بالشخص الذي يُطلَب منه الدعاء، وهو أن البعضَ قد يطلب الدعاء من شخصٍ يحسنون الظن به كثيرًا لأنهم عرفوا عنه أنه يعمل في سبيل الله منذ حوالي أربعين أو خمسين عامًا، ولا جرم أن حسن الظن بمثل هذا الإنسان الذي يعيش على هذا الخط المستقيم منذ حوالي أربعين أو خمسين عامًا أمرٌ عادي في حدّ ذاته، فينبغي عدم الاستهانة به مطلقًا، لأن الاستخفاف بمثل هذا الوفاء والولاء يُعد من ناحيةٍ ما استهانةً بمرضاة الله تعالى، وسوءَ أدبٍ معه سبحانه وتعالى، بل عليّ ألا أنظر إلى إخلاص هذا الشخص لغايته من عدمه، ولا إلى مدى استيعابه لهذه الغاية بكل محاورها الرئيسة، ولا إلى قدْرِ الأعمال التي قام بها لتحقيق هذه الغاية؛ وإنما عليّ أن أجرّد الأمر من كل هذا، وأن أنظر إلى أن ذلك الشخص وقفَ أمام الباب الذي كان عليه أن يقف عنده، وأنه ظل طوال عمره واضعًا رأسه على عتبتِه؛ فعلى سبيل المثال فضيلة الأستاذ النورسي رحمه الله ظل من مبتدإ حياته إلى منتهاها ثابتًا على موقفه لم يغيره قط، فكان موقفُه ذلك أعظم من أدعية كثيرة تلهجون بها طوال ساعات؛ ولذا قد يأتي البعض إلى شخصٍ يحسنون الظن به، ويسألونه الدعاء لهم، ومثل هذا الموقف يقتضي من ذلك الشخص الذي يُطلب منه الدعاء أن يعيَ بأنه في مقام العبودية، فيَلزم حدّه.
الدعاء هو عنوانٌ للتضرّع إلى الله تعالى بشيء يتجاوز حدود الأسباب.
أجل، قد يوفي الآخرون حقّ إرادتهم وبعد ذلك يتّجهون إلى ذلك الشخص ويطلبون منه الدعاء، وإزاء هذا الموقف يجب على ذلك الشخص أن يلزم التواضع والمحو وألا يخرج عن حدّه، ويسأل الله ما يريد قائلًا: “اللهم لا تكذّب ظنهم فيّ، فأنا أخجل من اللامبالاة بالناس، والإعراض عنهم”، فإن حدث واستجيب دعاء هذا الشخص فينبغي له ألا ينسى أن الأمر كله بيد الله تعالى، ويُرجع الاستجابة إلى حسن ظن الناس به، وتوجّههم الصادق إلى ربهم سبحانه وتعالى.. فإنْ نظر الإنسان إلى الأمر على هذه الشاكلة فلن يتلطّخ بالشرك ولن تُداخله الأنانية.. فيجب على الجميع أن يتحرك بحيطةٍ وحذر، فإن أجرى الله تعالى الشفاء على يد أحدٍ، فليعترف بالفضل في ذلك إلى الله ، فمثلًا على الإنسان إذا ما وضع يده على المريض أن يقول: “اللهم اجعل يد سيد السادات صلى الله عليه وسلم فوق يدي، وخلّص هذا الإنسانَ مما يشكو منه، فأنا لا حول لي ولا قوة ولا أملك من الأمر شيئًا، ولكن ما دام هذا الإنسان قد توجه بحسن ظنه إلي فلا تردّه يا رب خائبًا، وأنعم عليه بالشفاء برعايتك وكلاءتك وعنايتك”.. عليه أن ينسب الأمر إلى صاحبه الحقيقي، وينجو بنفسه منه.
ويجب أن ننوّه أن قيام البعض بفتح بيوتٍ خاصة للدعاء والكهانة، وكتابة الأحجبة للغادي والرائح، وامتهان هذه الوظيفة ليس من الإسلام في شيء، فقد بين الإسلام أماكن الدعاء وكيفيته، غير أن امتهان هذا العمل والزعم بأن الشفاء لا يتأتى إلا بهذه الوسيلة لهو خطرٌ عظيم وجرمٌ كبير؛ حيث يجعل الشخصَ ينسب إلى نفسه أشياء لا تليق إلا بربه سبحانه وتعالى.. من أجل ذلك يجب على المؤمن أن يكون حذرًا على الدوام، وأن يعتبر نفسه إنسانًا عاديًّا، وأن يتحرّى مثل هذا الوعي والحساسية البالغة في جميع حياته.