سؤال: لماذا كانت مرتبة الصديقيين أعلى من مرتبة الشهداء ؟
الجواب: الصدّيق هو الذي يتحلّى بصفتي الصِّدقِ والتصديق، أما الشهيدُ فهو الشخص الحاضر والشاهد، ولعل هذه الكلمة أُطلقت على الشهيد لكونه في حضور الله تعالى يعيش حياةً قريبةً من الحياة الدنيوية، وكلتا المرتبتين من المراتب العليا عند الله تعالى.
لقد تسابقَ المؤمنون منذ عصور مع بعضهم البعض من أجل هاتين المرتبتين، ووصل الكثيرون إلى مرتبة الشهادة ولا سيما في عهدِ الصحابة، وقد استشهد ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة العظام، بينما وصل الرابع إلى الدرجة العظمى لمرتبة الصديقية، والآن لنذكر هنا الأمر النسبي في هذا الموضوع، ثم نبحثُ عن خصائص هاتين المرتبتين، هذه الخصائص التي توقِدُ الأشواق في القلوب.
كان أبو بكر الصديق أعظمَ مصدِّقٍ على الإطلاقِ لِأَكْبَرِ دعوى في التاريخِ، وارتقى في الصِّدِّيقيّة إلى ذروةِ سنامِها حتى لامسَ حدودَها النهائية.
كلُّ إنسانٍ له نصيبٌ في الصدقِ وفي مرتبةِ الصدِّيقيّة حسب مستواه، وهناك أنواعٌ عديدة من الموت تُكسِبُ الإنسانَ مرتبةَ الشهادة حسب العديد من الأحاديث النبوية، ولكن لكلٍّ من هاتين المرتبتين درجة عليا ومنزلة قصوى تُشكِّلُ الحدود النهائية لهما، أي لا يمكن تجاوزها، لأنه لا يوجد وراءها سوى مرتبة النبوّة، مثلما توجد درجات في الشجرة بدءًا من البذرة وانتهاءً إلى الثمرة، كذلك هنالك درجات مختلفة للإيمان، ومرتبة الصديقية والشهادة تشكلان قفزات كبيرة بين هذه الدرجات، ولهما أبعاد مهمة أخرى.
وكلُّ مَن أقرَّ وقَبِلَ الإسلامَ بلسانِهِ وصدَّقَ به بقلبِهِ يكونُ داخلًا من باب الصديقية بوجهٍ من الوجوه بعلَّةِ توفُّرِ تصديقٍ قلبي هنا، ومجرَّد الدخول من عتبة هذا الباب يُكسِبُ الإنسانَ سعادةً كبيرةً، لذا فقد ورد في حديث متَّفقٍ عليه أن لله ملائكةً طوّافين بمجالس الذكر. والذكر هنا لا ينحصر في تسبيح الله، بل هو كل مجلس يتم فيه مذاكرة مسائل الألوهية والربوبية ومسائل التفكُّر والتأمُّل في صنع الله تعالى، بل إنَّ مثل هذا المجلس ليَذخَرُ بالذِّكْرِ والفِكرِ والشُّكر، لذا يجب فهم موضوع الذكر بشكلٍ واسعٍ وشاملٍ، وقد ورد في حديث نبوي شريف:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟
فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ.
قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟
قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ.
قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟
قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ.
قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟!
قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ.
قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟
قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ.
قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟
قَالُوا: لَا.
قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟!
قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ.
قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا.
قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ.
قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”([1]).
وهكذا فالإنسان الذي دخل في الإسلام بكلمة التوحيد يندرج ضمن هؤلاء القوم مهما كانت درجتُه ومرتبتُه، ومجرَّدُ هذا الدخولِ هو درجةٌ من درجات الصديقيّة، لأننا نرى هنا نوعًا من الإخلاص والارتباط وإن كان من درجة عامّيّة، ولكن هناك أيضًا درجة عليا ودرجة قصوى لهذه المرتبة يشغلُها أبو بكر الصديقرضي الله عنه، وهناك حادثة تُروى عن سببِ إطلاقِ هذه الصفة عليه: إذ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عندما قصَّ خَبَرَ مَا رَأَى، وَأَنَّهُ في ظرفِ ليلةٍ وضحاها جَاءَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَصَلَّى فِيهِ وعادَ إلى مكّة؛ انقسمَ الناسُ ما بَيْنِ مُصَفِّقٍ وَمُصَفِّرٍ تَكْذِيبًا لَهُ وَاسْتِبْعَادًا لِخَبَرِهِ، وَطَارَ الْخَبَرُ بِمَكَّةَ وَجَاءَ النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَكْذِبُونَ عَلَيْهِ.
فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَقُولُهُ.
فَقَالَ: إِنْ كَانَ قَالَهُ فَلَقَدْ صَدَقَ، إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً أَفَلَا أُصَدِّقُهُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ([2]).
كان أبو بكر الصديق أعظمَ مصدِّقٍ على الإطلاقِ لِأَكْبَرِ دعوى في التاريخِ، وارتقى في الصِّدِّيقيّة إلى ذروةِ سنامِها حتى لامسَ حدودَها النهائية التي لا يوجد وراءها شيءٌ سوى مرتبة النبوّة، وكلُّ إنسانٍ يأخذ مكانه حسب مرتبة إيمانه وراء أبي بكر t، وهذا لا يتمُّ إلا بالانتقال من “علم اليقين” إلى “عين اليقين” ثم إلى “حق اليقين”، ومن وسائل هذا الانتقال التفكُّرُ في الآيات التكوينيّة وتأمُّلها بقلبٍ حاضر.
وكما ذكرنا سابقًا فإن للشهادة أيضًا مراتب، فإن تهدَّمَتْ بنايةٌ وماتَ تحتها بعض الناس فإن المؤمنَ منهم يُعَدُّ شهيدًا، ومع أنه “شهيد آخرة” أي: لا يعامَلُ في الدنيا معاملة شهيد؛ إلا أنه يُعَدُّ في الآخرة شهيدًا ويدخل ضمن الذين لهم حقُّ الشفاعة، ومن ذلك المبطونُ والمطعونُ والغريقُ والحريق وأشباهها.
وكما ورد في الأحاديث فإن من مات غريقًا دخل بين هؤلاء الشهداء، وهذا يدلُّ على أن بعضَ الحوادِثِ ترفعُ الإنسان إلى بعض مراتب الشهادة، غير أن هناك ذروة هذه المرتبة وهي للذين يُضَحُّون بأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله، وهم مَن تُطلَقُ عليهم صفةُ “شهيد الدنيا والآخرة”، وهناك روايات عديدة تذكر بأن من يعمل صباح مساء في سبيل إعلاء كلمة الله ويدعو الله تعالى مخلصًا أن يرزقه الشهادة يحوز على مرتبة الشهيد وإن ماتَ على فراشه.
وأنا أظن أن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي بلغَ أرقى مرتبة في الشهادة إلى جانب مرتبة الفاروقية، فهو المتربِّعُ على عرشِ هذه المرتبة، وقد طلبَ الشهادة طوال عمرِهِ وذرفَ الدموعَ خوفًا وخشيةً من عدم الوصول إليها، ولقد كانت هذه الخشية واضحةً في خُطَبِهِ المنبريّة التي ابتدأها بعدَ وفاةِ أبي بكر t، ولقد كانت كلُّ خطبةٍ من خُطَبِه t حدثًا مهمًّا، حتى إن عبد الله بن عباس رضي الله عنه (حبرَ الأمة الذي دعا له الرسول r قائلًا: “اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ”[3]) كان يشد الرحال من مكة إلى المدينة متحملا عناء السفر لسماع خطبة واحدة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكانت معظمُ هذه الخطب تُكتَبُ من قِبَلِ بعضِ المستمعين، لذا ففي أيدينا اليوم خُطَبٌ عديدةٌ له يستنْبِطُ منها العلماء والفقهاءُ أمورًا كثيرة.
عن قيس بن أبي حازم قال: خطبَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبتِه: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبي، ثم نظرَ إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: هنيئا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبرِ أبي بكر رضي الله عنه فقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، ثم أقبل: على نفسهِ فقال: وأنى لك الشهادة يا عمر! ثم قال: “إنّ الذي أخرجني من مكّة إلى هجرة المدينة لقادِرٌ أن يسوق إليّ الشّهادة”[4].
أجل، نحن أيضًا نطلب الشهادة لأنفسنا، ذلك لأن الله تعالى عندما يعطي بكرمه الواسع لا يعطي حسب اللياقة بل حسب الحاجة، ولأننا محتاجون وندقُّ بابَ كَرَمِهِ بفقرنا وحاجتنا فإنه لن يرجعنا خائبين، لأنه لم يرجع أحدًا دقّ بابه خائبًا. أجل، لقد طلب عمر t الشهادةَ بشوقٍ، فأعطاه الله هذه الشهادة في أبهى حِلَلِها وأعلى مراتبها، وسَاقَهَا إِليهِ على يدِ شَرِّ خَلقهِ، مَجوسيٍّ عبدٍ مملوكٍ للمُغِيرَةِ، كان الوقت فجرًا، وكان عمر t واقفًا في المحراب، وعندما همَّ بالسجود انغرسَ الخنجرُ الخائنُ في صدره، والآن لنضع هذه الحادثة في صورتها الكاملة:
أولًا: رغبة قوية وشوق.. ثم صلاة من نوعِ ومستوى صلاةِ عمر t الذي كان كثيرًا ما يجهشُ بالبكاء فيها حتى ما يستبينُ أحدٌ ما يقرأ، أو تنحلّ عرى ساقيه فيتهاوى إلى الأرض في الصلاة، فكِّروا في سجدة في مثل هذه الصلاة.. ولا تنسوا أن أقربَ ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد، في هذه اللحظة التي تجمَّعَتْ واكتملت فيها جميع الشروط التي تهيِّئُ الإنسان إلى أعلى ذروة؛ فإنَّ ضربةَ خنجرٍ كفيلةٌ أن تسموَ بالمطعونِ إلى ذروة الشهادة، إنَّ الله تعالى قد قال: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ (سُورَةُ العَلَقِ: 96/19)، وكان عمر قد سجد، ثم اقترب إلى الحدِّ الذي تستطيعُهُ طاقةُ إنسانٍ غير نبي، لأن خطوة أخرى وراء هذا الحد تُدْخِلُ صاحبَها إلى ساحة النبوة، وإلى هذا يشير النبي r عندما قال: “لَوْ كَانَ نَبِيٌّ بَعْدِي لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ”([5]).
الصدّيق هو الذي يتحلّى بصفتي الصِّدقِ والتصديق.
تحت هذه الذروة لمرتبة الشهادة تندرِجُ مراتب كثيرة، فالذين استشهدوا في “بدر” وفي “أحد” وفي “مؤتة” وفي “جناق قلعة” وفي طرابلس أو في أفغانستان أو الفلسطينيون الذين يستشهدون اليوم في كفاحهم ضد الظلم… كل شهيد من هؤلاء الشهداء يشغل مرتبة من مراتب الشهادة هذه.
كما استشهد من الخلفاء الراشدين العظام عثمان وعلي رضي الله عنهما إذ استشهدَ أحدهما وهو يقرأ القرآن، واستشهد الآخر وهو في طريقه إلى المسجد، ويمكن تقييم الفرق بينهما بالوضع الأخير لكل منهم، لذا فإن علي بن أبي طالب t بوضعه الخاص كان عظيمًا إلى درجة لا يمكن قياس أحد به، فهو الذي كان يمثل أهلَ البيت، وبهذا الفضل الخاص كان أكبرهم جميعًا، ولكن إن أخذنا الفضل العام بنظر الاعتبار كان أبو بكر t هو الأول وكان عمر t هو الثاني.
ومع أنني لا أملك دليلًا موثوقًا على قيام الشهيد بالشفاعة للشهداء، وعلى قيام الصديق بالشفاعة للصديقين إلا أن قلبي يحدثني بأن هذا كائن، ثم يقوم هؤلاء بالشفاعة لأقربائهم ثم لمعارفهم، أما الذين يملكون هاتين المرتبتين معًا فالمأمول أن يشفع لهم الرسول r مباشرة.
الشهيدُ فهو الشخص الحاضر والشاهد، ولعل هذه الكلمة أُطلقت على الشهيد لكونه في حضور الله تعالى يعيش حياةً قريبةً من الحياة الدنيوية.
أما الحديثُ عن الأسرار التي تكتنفُ هذه المراتب فيتجاوزُ طاقةَ شخصٍ مثلي، ذلك لأنه لا يمكن لمثلي أن يشرحَ حال هؤلاء الذين وصلوا إلى ذروة هذه المرتبة، ولا يمكن للآخرين فهم حالهم، لا أقول بأن كلَّ مرتبة من مراتب الصديقيّة أفضل من كل مرتبة من مراتب الشهادة، فالتفاضل بينهما إنما يكون في ذروة كل منهما، ففي ذروة الأولى يوجد أبو بكر t، وفي ذروة الثانية يوجد عمر t.
وحتى لا يُساء فهم المسألة هنا نقول: إن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه -وفق مفهومنا- شهيد وصديق، ولكن من حيث الشهادة فالأفضلية لسيدنا عمر رضي الله عنه، ومن حيث الصديقية فالامتياز يكون لسيدنا أبي بكر ضي الله عنه، وكذلك الحال بالنسبة لسيدنا عمر رضي الله عنه، فهو من حيث الصديقية يأتي بعد أبي بكر، أما من حيث الشهادة فيسبق أبا بكر، أما بالنسبة للأفضلية المطلقة فكما ذكرنا آنفًا فإن أبا بكر رضي الله عنه يأتي في الذروة بعد الأنبياء.
والله أعلم بالصواب.
[1] صحيح البخاري، الدعوات، 66؛ صحيح مسلم، الذكر والدعاء، 25.
[2] الحاكم: المستدرك على الصحيحين، 3/65؛ عبد الرزاق: المصنّف، 5/321؛ ابن كثير: البداية والنهاية، 3/137-140.
[3] مسند الإمام أحمد، 4/225.
[4] الطبراني: المعجم الأوسط، 9/163؛ ابن عساكر: تاريخ دمشق، 44/404.
[5] سنن الترمذي، المناقب، 51؛ مسند الإمام أحمد، 28/624.
[6] صحيح البخاري، الجمعة، 24؛ سنن النسائي، الجمعة، 17 (واللفظ له) .