إن التغيُّر والتحوُّلَ السلبيَّ أشبه ما يكون بالفيروس والميكروب الذي إن التصق بالإنسان لا يتركه بسهولة ويسر، وإنما يلازمه ويتسلّط عليه، بالضبط كالميكروب الذي يستقر في جذور الأسنان وبعد فترة وجيزة يتكاثر بالآلاف ليصيبها بالعفن، فالتحوُّل السلبيُّ متى ما طرأ على الإنسان وأبدى له الإنسان استجابةً ولو بطرف لسانه، لا يمكن ردعه بعد ذلك، وكلُّ تنازلٍ يستدعي ويُولِّد تنازلًا آخر وراءه، وعندما يبتعد الإنسان عن قِيَمه الذاتية ويبدأ بالتغير والتحول يتقاذفه الشيطان والنفس، ويجعلانه يعيش في انحرافات ما كان له أن يتخيلها في بداية الأمر، وما إن يدخل الدائرة الفاسدة تلك حتى يخرج منها شخصًا آخر مختلفًا بالكلية مثل “بلعم بن باعوراء”.
إن كنا لا نريد الابتعاد عن الله تعالى عند مواجهة الإمكانيات الدنيوية فعلينا أن نجدد عهدنا وولاءنا لله رب العالمين في كل موضع ومرحلة من الطريق.
التعساء الذين وقّعوا على هلاكهم
وفقًا للروايات الواردة فإن بلعم بن باعوراء كان من العارفين لاسم الله الأعظم، وكان عندما يرفع رأسه للسماء يستطيع رؤية العرش الأعظم، وكان من الصالحين الذين لا ترد لهم دعوة، وبحسب رأي جمهرة المفسرين فإن قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا﴾ (سورة الأَعْرَافِ: 7/175) تشير إلى بلعم بن باعوراء دون ذكر اسمه، وفي تتمة الآية يقول الحق تعالى مبيّنًا كيف صارت عاقبته: ﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ (سورة الأَعْرَافِ: 7/175-176) فرغم أن الجانب السماوي كان هو الغالب عند بلعم بن باعوراء لكنَّ الشيطان والنفس تمكّنا من خداعه، ليتعثر بالدنيا ويخلد إلى الأرض.
على الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإيمان أن يعزموا تمام العزيمة على ألا ينحرفوا عن الطريق الذي سلكوه قيدَ شعرة.
وهناك منقبة أخرى مماثلة وهي: أن سيدنا موسى عليه السلام وهو في طريقه إلى جبل الطور قابل شخصًا فقيرًا معدَمًا ينام على الرمال ويرتدي ثيابًا رثّة، فطلب من موسى عليه السلام أن يعرض حاله على الله قائلًا: “اعرض حالي على الحق تعالى واسألْه أن يوسّع علي رزقي”، فيتوجه موسى عليه السلام إلى الله تعالى يسأله أن يغني الرجل، ولكن الله تعالى يُعلِم موسى عليه السلام أن الفقر أصلح لحال ذلك الرجل، فيعود موسى عليه السلام للرجل ويخبره بذلك، إلا أن الرجل يصرّ على سيدنا موسى بأن يدعو الله له بالغنى، وفي النهاية يدعو سيدنا موسى عليه السلام ويستجيب الله دعاءَه، ويبارك له في أغنامه القليلة لتصبح مع الزمن قطعانًا ضخمة، وبعد مرور حقبة من الزمن يمر سيدنا موسى عليه السلام بتلك المنطقة مرة ثانية فإذا به يجد الناس مجتمعين لإعدام رجل، ويسأل فيعلم أن هذا الرجل هو الذي قابله فقيرًا منذ سنوات، وعندما يستقصي سيدنا موسى عليه السلام عن أصل المسألة يخبره الناس بأن هذا الرجل عندما منّ الله عليه بالمال والإمكانيات المادية تغيّر حالُه وتبدّل، واغترّ بماله وثروتِه، وذاتَ يومٍ سَكِرَ سكرًا شديدًا فقتل رجلًا دون أن يشعر، ولذلك استحق الجزاء بالإعدام.
من المقومات المهمة التي تحافظ على الإنسان من التغيّر والتبدّل السلبي الاستغناءُ وعدم التشوّف لشيء، وعدم ربط الخدمات المنجزة بأي مقابل؛ دنيويًّا كان أو أُخرويًّا.
ليس المهم بالنسبة لنا هنا هو صحة الرواية من عدمها ولكن المهم هو المعنى الذي يُستفاد منها.. ويذكر لنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الكثير من الأمثلة للعبرة والاتّعاظ، وعلى سبيل المثال فقد وردَت في السنّة قصّةُ الرجل الذي أضلّه غناه وأغواه، كان ثعلبة من أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن ثروته أسكرته فَطَارَ عقلُه وتكدّر بصرُه، وبدخوله في الدائرة المفرغة للتغير السلبي أمضى توقيعه على هلاكه، فأصبح من التعساء الخاسرين.. إذًا فالتبدل والتغير السلبي يفتح على صاحبه بابًا من الغوائل والمصائب، وإن لم يحدث هذا في الدنيا ففي الآخرة يقينًا.
هناك تغيرات تقرّب المرء من الله ورضوانه ورضاه، ومن الجنة ونعيمها.. وهناك تغيرات تؤدي بالمرء إلى المصيبة والتهلكة، وما يجب الابتعاد عنه وتجنبه من تغيرات هو ذلك النوع الثاني.
دائرةُ التبدُّلِ الفاسدة
إن الذين تيسّرت لهم بعضُ الإمكانيات فقاموا بإنفاقها على كيفهم وراحتهم ورفاههم؛ هؤلاء يدخلون في مرحلة التبدل، أمسُهم مختلفٌ عن يومهم وغدُهم مختلفٌ تمامًا، فهؤلاء وإن حافظوا على تديُّنهم وأخلاقهم حال فقرهم وعجزهم؛ فإنهم عندما تسنح لهم الفرص يَفسدون فورًا ويُصبحون عرضةً للتحلل والانحلال، وبعض هؤلاء المساكين الذين دخلوا في الدائرة الفاسدة للتبدّل يتحولون إلى قارون الذي قال ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ (سورة القَصَصِ: 28/78)، والبعض الآخر يصير كفرعون الذي قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ (سورة النَّازِعَاتِ: 79/24).
لقد انزعج صلى الله عليه وسلم من الرغبات الدنيوية لأزواجه، فانزوى بركنِهِ واعتزلهنّ مدةً من الوقت.
والتبدل بكل صوره وأشكاله، ينفتح بزاوية صغيرة في المركز ولكن مع مرور الأيام تتّسع الدائرة وتكبر، وبعد فترة وإن كان يظن نفسه يسير في هذا الطريق إذا به انحرف عن الطريق منذ أمد بعيد، ومثل هذا الشخص قد يؤمن بالله قولًا، ولكنه يحيا كما توجّهُهُ نفسُه عملًا وحالًا، قد يسلك الطريق على غرار أمثال سيدنا موسى عليه السلام ولكن عندما يقترب من نهاية الطريق يتحول دون أن يشعر إلى أمثال قارون، وقد يبدأ السير بأداء يشبه المسيح عليه السلام ولكن في مرحلة ما يتحول إلى “دقيانوس”، لأنه متى ما بدأ الإنسان في التغير والتبدل السلبي لا تدري أين سينتهي به الأمر في نهاية المطاف، فهو يصل إلى درجة من التحول والتغير بحيث لو التقطْتَ له صورةً وهو في حاله القديم وقدَّمْتَها إليه لما استطاع أن يتعرَّف على نفسه.
لقد شرَّف مفخرة الإنسانية صلى الله عليه وسلم الدنيا في منزل فقير بساطُه الحصيرُ، وسار إلى أفق روحه وجوار ربِّهِ على نفس الشاكلة دون أن يغير موقفه وسلوكَه أبدًا.
إن العوامل التي تدفع الناس نحو التغير السلبي مختلفة؛ فالبعض يتغير وهو يلهث وراء تقلُّد المناصب والمواقع، والبعض وهو يحاول تحقيق الشهرة والصيت، والبعض يغيره الشعور بالاسترخاء والراحة، والبعض الآخر تغيره الملذات الدنيوية كالطعام والشراب، وهناك كثيرون ساروا على نهج الأنبياء، لكنهم بعد مرحلة معينة من ذلك الطريق الذي ساروا فيه صاروا مثل قارون وفرعون، وما ذلك إلا لأنهم صاروا فيما بعد عبيدًا للثروة أو لأنهم ألَّهوا بعض الأشياء المادية الموجودة في هذه الدنيا.
وآخرون دخلوا في الحياة السياسية وهم يحملون نيات طيبة في بداية الأمر، وطلبوا المناصب، إلا أنهم تعرضوا في هذا السبيل بعد مدة لتسمّم السلطة؛ كان هؤلاء الناس يبدون متواضعين في البداية ويسجدون معكم جنبًا إلى جنب، لكنهم بعد ذلك تألّهوا فجأة، وصاغوا القوانين وشكلوا الأنظمة جميعها وفقًا لمزاجهم، واستعبَدوا الجميع لأنفسهم.
إن أفكارًا من قبيل؛ “الآخرون يستفيدون من الدنيا هكذا فلنفعل مثلهم؛ وهؤلاء يَطعَمون هذا العسل، فلنغترف مثلهم”؛ هي نوع من التغير السلبي بالنسبة لمن نذروا أنفسهم لخدمة الإيمان والقرآن.
ينبغي ألا يُعتقد أن شخصيات قارون وفرعون والسامري وبلعم بن باعوراء عاشوا في مرحلة من مراحل التاريخ وولوا بلا رجعة؛ ففي عصرنا هذا يوجد الكثير من أمثالهم؛ تعرضوا لتغييرات مستمرة بسبب طول أملهم وتوهّمهم الخلود، ففي الطريق الذي ساروا فيه رافعين لواء “الدين” و”الديانة” صاروا لاهثين وراء الدنيا، بل إنهم رضوا عن بعض الأشياء الإلحادية، وهذا يعني أنه مهما بدا هذا النوع من الناس بشرًا ظاهرًا إلا أنهم مُسخوا سيرةً، تمامًا مثلما مُسخ بعض الأقوام الذين ورد الحديث عنها في القرآن الكريم، لكنهم لم يستطيعوا إدراك هذا، مخدوعين بسيماهم المنعكسة على المرايا.. لهذا السبب أيضًا واصلوا السير في الطريق الذي يسلكونه، وارتكاب السيئات التي يفعلونها، لا يسمحون أبدًا بكشف أخطائهم وزلاتهم، وإذا تجرأ أحدٌ على القيام بذلك اتخذوا موقفًا جادًّا تجاهه وبدؤوا في معاداته، بيد أن أصحاب البصيرة يرون ويفطنون كيف غيَّرَ أمثال هؤلاء الناس من ماهيتهم وهويتهم.
الوقوف بحزم إزاء التغير السلبي
في هذا العصر الذي اتبع الناس فيه أهواءهم بشكل كبير يجب على من نذروا أنفسهم لخدمة الإيمان والقرآن خاصة أن يكونوا أكثر حساسية وحذرًا في مسألة التغير السلبي، وأن يكونوا أكثر ثباتًا على موقفهم، ويجب عليهم أن يُحافظوا حتى النهاية على الفلسفة ونمط التفكير والرؤية العالمية التي بدؤوا بها طريقهم، وعليهم كذلك وهم يودّعون الدنيا أن يودّعوها في درجة أعلى بكثير من تلك التي كانوا عليها حين جاؤوها، يجب أن يحافظوا حتى النهاية على الرغبة والشوق الذي أحسُّوه عندما بدؤوا طريقهم، وألا ينهزموا للدعة والكسل، وألا يسمحوا للقيم التي يمتلكونها بأن تذبل وتشحب فتتلاشى.
في هذا العصر يجب على الناذرين أنفسهم للخدمة الإيمانية ألا ينهزموا للدعة والكسل، وألا يسمحوا للقيم التي يمتلكونها بأن تذبل وتشحب فتتلاشى.
إن أفكارًا من قبيل؛ “الآخرون يستفيدون من الدنيا هكذا فلنفعل مثلهم؛ وهؤلاء يَطعَمون هذا العسل، فلنغترف مثلهم”؛ هي نوع من التغير السلبي بالنسبة لمن نذروا أنفسهم لخدمة الإيمان والقرآن، ولقد شرَّف مفخرة الإنسانية صلى الله عليه وسلم الدنيا في منزل فقير بساطُه الحصيرُ، وسار إلى أفق روحه وجوار ربِّهِ على نفس الشاكلة دون أن يغير موقفه وسلوكَه أبدًا.
ولقد انزعج صلى الله عليه وسلم من الرغبات الدنيوية لأزواجه، فانزوى بركنِهِ واعتزلهنّ مدةً من الوقت، ولما جاءه سيدنا عمر رضي الله عنه ووجد نبيَّنا عليه الصلاة والسلام يرقد على حصير على هذا الحال حتى إن أثر الحصير بدا واضحًا في جنبه المباركِ؛ أخذ يبكي، فلما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائه: “مَا يُبْكِيكَ؟” أجابه رضي الله عنه بقوله: “يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ!”، فقال له عليه الصلاة والسلام: “أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ“(1).
ينبغي ألا يُعتقد أن شخصيات قارون وفرعون والسامري وبلعم بن باعوراء عاشوا في مرحلة من مراحل التاريخ وولوا بلا رجعة؛ ففي عصرنا هذا يوجد الكثير من أمثالهم.
بعد أن شرَّف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدنيا عاش تغيرات حقيقيّة؛ فقد عرج إلى السماء، حتى إنه فاق جبريلَ والملائكةَ فيما وصل إليه من مكانة، وكانت هذه التغيرات تعني التطوّر والارتقاء معنويًّا وأخرويًّا وملكوتيًّا، ولا ينبغي الخلط بين هذه التغيرات وتلك التي تقع نتيجة الانخداع بالدنيا ومفاتنها؛ أي إن هناك تغيرات تقرّب المرء من الله ورضوانه ورضاه، ومن الجنة ونعيمها.. وهناك تغيرات تؤدي بالمرء إلى المصيبة والتهلكة، وما يجب الابتعاد عنه وتجنبه من تغيرات هو ذلك النوع الثاني.. فعلينا أن نسعى للارتحال من الدنيا كما جئناها.
التبدل والتغير السلبي يفتح على صاحبه بابًا من الغوائل والمصائب، وإن لم يحدث هذا في الدنيا ففي الآخرة يقينًا.
ومن المقومات المهمة التي تحافظ على الإنسان من التغيّر والتبدّل السلبي الاستغناءُ وعدم التشوّف لشيء، وعدم ربط الخدمات المنجزة بأي مقابل؛ دنيويًّا كان أو أُخرويًّا، فمن الصعوبة بمكان بالنسبة لمن يطمعون في الدنيا وما فيها أن يحافظوا على مواقعهم ومواقفهم في مواجهة العروض المبهرة التي تعِنُّ لهم؛ فمثلُ هؤلاء الأشخاص “يمكن شراؤهم” من قِبَلِ الآخرين.. في حين أن من ابتغوا رضا الله ينبغي لهم ألا يُباعوا أو يَطمعوا في أي شيء دنيوي على الإطلاق، وألا يحنوا ظهورهم ويُطأطِئوا رقابهم لأحد أبدًا، يجب عليهم أن يكونوا في القمة من الصمود والشموخ والتصميم، وألا يقعوا تحت منّة أحد، وإن مَن يضعَفُ أو يتنازل ولو مرة واحدة في هذا المضمار فقد سلك طريقًا مجهولًا ودربًا لا تُعرَفُ عاقبته.
لذا فعلى الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإيمان أن يعزموا تمام العزيمة على ألا ينحرفوا عن الطريق الذي سلكوه قيدَ شعرة، وكما أنهم لم يبرحوا السير على الصراط المستقيم فيجب عليهم أن يُمسكوا بأيدي رفاق الدرب، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لمنعهم عن الانحراف هم أيضًا، وإذا ما رأوا فيمن حولهم علامات على التغير والتبدّل السلبيّ وجبَ عليهم أن يُنبهوهم بأسلوب ملائم وبطريقة لا تتسبب في نفورهم، وأن يساعدوهم على إدراك الاستقامة من جديد، يجب أن تظلَّ أعينُهم مفتوحةً دائمًا في مواجهة الانحرافات؛ تمامًا مثل الجندي المناوب على الجبهة، وعليهم كذلك أن يسعوا إلى تجاوزِ وإصلاحِ أخطائهم وعيوبهم بكل السبل.
وعندما يبتعد الإنسان عن قِيَمه الذاتية ويبدأ بالتغير والتحول يتقاذفه الشيطان والنفس، ويجعلانه يعيش في انحرافات ما كان له أن يتخيلها في بداية الأمر.
وقصارى القول؛ إن كنا لا نريد أن نكون ممن يخسرون ونحن في طريقنا إلى الجنة، ولا نريد أن نتعثر على الطرق المستقيمة، فيجب أن نصمد في مواجهة التغيُّر والمتع الدنيوية، وأن ندعو الله باستمرار أن يثبّت أقدامنا، وأن نتحلى بالصبر في مواجهة مفاتن الدنيا المغرية، وأن نكون على يقظة وحذر دائمين من الدنيا حتى لا تُسلب عقولنا ولا تزيغ أبصارنا.. إن كنا لا نريد أن يَطالَنا تغير وتحوُّلٌ سلبي، ولا أن نتعرض لعناء الطريق ومشقّته، ولا أن تنقطع بنا السبلُ فعلينا أن نتتبّعَ العرفانَ والمعرفةَ واليقين حذوَ النعل بالنعل وحذوَ القُذّة بالقذّة، وإن كنا لا نريد الابتعاد عن الله تعالى عند مواجهة الإمكانيات الدنيوية فعلينا أن نجدد عهدنا وولاءنا لله رب العالمين في كل موضع ومرحلة من الطريق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متّفق عليه.