كنت آكل وجبة واحدة بدلاً من ثلاث وجبات، فلم تكن لدي قدرة مادية، لكن كنت أهتم بنظافة ملابسي، في داخلي الجامع كنت أرتدي بنطالاً ممزقًا، كنت أضع بنطال الخروج تحت فراشي الذي أرقد عليه حتى الصباح فيخرج وكأنه مكويّ، كنت أشتري ملابسي سنويًّا بالتقسيط، وخلال السنة تهلك تلك الملابس، فأشتري بالتقسيط مرة أخرى، فليسألوا عني الناس، وليعرفوا كيف كانت حياتي.
ما ذهبت للإنشاد في احتفالات المولد، ولم أذهب لقراءة الختم من أجل كسب المال، ووظيفتي كإمام كنت أتقاضى منها في ذلك الزمن 200 ليرة، بينما كان الموظف العادي يأخذ 300 ليرة ويكفوه، ولكن ما كنت آخذه لم يكن ليكفيني، ولذلك كنت أفعل كما يقول المثل”على قد لحافك مد رجليك”، إذا جائتني نقود أشتري كرافتة إذا لم يكن معي نقود لا أشتري هكذا.
وضدقني لفترة طويلة من حياتي كنت أكتفي بواجبة واحدة في اليوم، وفي مدرسة الكستناء حيث عملت لست سنوات ما كنت لآكل من طعام الطلاب أبدًا، وما كنت آكله كنت أدفع مقابله 50 ليرة، وكنت أتقاضى 400 ليرة، وكنت أدفع أجرة المكان الذي أبيت فيه، هذا كله من الأشياء التي بيني وبين الله، ولم أكن لأحب أن أفصح عنها.
وفي فترة لم يكن معي نقود كان ما معي بالكاد يكفي لشراء الملابس، ويمكنني أن أريكم الجوارب التي كنت أرتديها في ذلك الوقت، ومنذ تلك الأيام حتى اليوم عندما تمزق الجوارب أقوم بخياطتها بنفسي وارتدائها مرة ثانية.
المحاورة: هذه صارت لك عادة إذن.
نعم لم تكن لدي الإمكانات المادية ولذلك كنت أقوم بذلك