عدم الشكوى، يقول الأستاذ: “الذين ظلموني وجرجروني من مدينة إلى أخرى.. وأفردوا لي أماكن في السجون.. ومنعوني من الاختلاط بالناس شهورًا..فقد غفرت لهم ذلك وتنازلت عن حقوقي تجاههم”. هذه هي الرجولة الحقيقية. ويقول أيضًا: “أقول للقدر العزيز: كنت مستحقًّا للطماتك هذه”. وفي موضع آخر وهو يحاسب نفسه يقول: “الآن عرفت سبب ما كان يُصيبني إلى الآن: كان السبب هو أنني آثرت مشاعر الكمال الشخصية والرقي المادي والمعنوي على خدمة الإيمان والقرآن”.
فإذا أن الإنسان إذا سعى نحو هدفه السامي دون توقف.. لكنه قصد شيئًا آخر غير رضا الله .. فإنه يُعدّ انحرافًا، حتى ولو كان قصده هذا دخول الجنة. كما يقول الأستاذ: “فليس في قلبي رغب في الجنة ولا رهب من جهنم..فإن رأيت إيمان أمتنا في خير وسلام فإنني أرضى أن أُحرق في لهيب جهنم..إذا بينما يحترق جسدي يرفل قلبي في سعادة وسرور..” هذه رسالة إليكم.
“أرضى أن أُحرق في لهيب جهنم ..” هذا هو الطريق. وهذا من نجيب فاضل فاضل:
يكفيك هذا الزحف والحبو ..انهض.. يا صقاريا!. إن (نهر) صقاريا هنا يُعبِّر عن الأمة..لأن هذا هو ما تبقى لديكم..
ليتني لا تغلبني مشاعري.. فهو يؤثر في اتزاني في الحديث .. أرجو ألا يعود ذاك الخطر مرة أخرى إن شاء الله.. إلا أن هناك الكثير من الحشرات عن يميننا وعن يسارنا، لا تريد لهذه الأمة أن يشرق مستقبلها ويسطع..ومما يبدو أن المعتدين الغربيين والمنافقين الشرقيين لن يتركوا هذه الأمة وشأنها..
كأننا في حصار وقد أحاط بنا الأعداء من كل جانب، فعلينا التخلص من هذا الحصار بالفراسة والكياسة والفطانة وباحتراف وبدبلوماسية سليمة