ناشدتكم بألا تتوقفوا عن الدعاء للمظلومين. شكلوا فيما بينكم مجموعات بذل وهِمم، وفّروا لهم ولعوائلهم مساعدات بطريقة أو بأخرى. إنّ أي مساعدة تقدمونها إلى عوائلهم ستبعث نسمات البهجة في قلوب المظلومين. افعلوا ذلك، لا رغبة في شهرة أو طمعا في ثناء، بل لإدخال السرور في قلوبهم، لإشعارهم بأنكم لم تتخلّوا عنهم في وحدتهم، ولكي تفوزوا بدعائهم وهم مظلومون. تذكروا سفيان بن عيينة في قوله: “إن الله لَيغفر لأمة بأكملها بدعاء عبد مضطر”. فإذا رفع هؤلاء المظلومون أيديهم بالدعاء لكم مقابل ما تبذلونه لهم في محنتهم وقالوا: “اللهم كن في عون من كان في عوننا”، فإن الله يذيب جبالا من الجليد إكراما لهم، ويدفع بيد قدرته مغاليق أبواب مستعصية على الفتح، وتُحَلّ فجأة بإذنه تعالى مشاكل غير قابلة للحل.
أجل، بادروا إلى تشكيل مجموعات بذل وهِمم في شتى أنحاء العالم، وابذلوا كل ما في وسعكم لمساعدة المظلومين في تركيا والذين اضطروا إلى هجرتها مكرهين. علما أن هؤلاء المتسلطين إن سمعوا بسعي كهذا فسيسارعون إلى إفشاله وبلبلة العقول حوله. لكن دعوهم يَسمعون، فأهل النخوة والشهامة يقومون بهذا أصلا. أخبرني البارحة أحد الإخوة في إحدى الدول: عقدنا مؤاخاة بين ٣٠٠ عائلة على غرار مؤاخاة المهاجرين والأنصار. مستحيل أن تفعلوا هذا في تركيا اليوم، لأن ذلك يكفي لتصنيفكم أعضاء في منظمة إرهابية. لقد فقدت العقول صوابها، وفقدت القلوب إحساسها بالرحمة. إن ساعدتَ أحدا فأنت مجرم. إن قدمت منحة لطالب، أو أسست مدرسة، أو فتحت معهدا للتحضير الجامعي، فقد ارتكبت جريمة كبرى، صار اسم هذه الأعمال الإنسانية عملا إرهابيا. رغم كل شيء حركوا الهمم، وقفوا إلى جانب المظلومين، وفعّلوا مؤاخاة المهاجرين والأنصار.