لقد نذرنا أنفسنا للخدمة، ولم نرغب أن يَعرفنا أحد. تمنينا لو نرحل يوما من الدنيا، نسلك طريقا مجهولا، فيعثرون على جثماننا بعد أيام ويقولون: “ها قد مات غريب”، ويدفنوننا كما يدفنون الغرباء. هذا ما حلمنا به دوما. وفي مرات كثيرة، فتحت يديّ أبتهل إلى ربي قائلا: “يا رب، إن كنتَ قسمتي، فأنت حسبي، ولست أريد سواك، واجعلني لا أطلب إلّاك، ولا أنقطع طرفة عين عن ذكراك، وأن يلهج لساني بك كل حين،ليس لي رجاء منك إلا هذا وأن أردد اسمك دوما كمجنون ليلى، وأن أمصّ -حبًّا- شفتاي الناطقتين باسمك، ويُغشَى عليّ وأنا أهيم بحثا عنك.” أجل، لم نرغب قط أن يتحدث الناس عنا، لا أنا ولا أنتم.