Reader Mode
- فجِّر -أيها الإنسان- منابع العقل يأتك العلم واثبًا، وفجِّر منابع البصيرة تأتك المعرفة متواثبة. فكلّ عقل كبير فهو للبصيرة مدين، وعقل بلا بصيرة لا يزكو غرسه ولا يتسع فهمه. فإن التقيا على صعيد الإنسان، حصل المطلوب، وبان كل ظاهر ومحجوب.
- إذا أقفر قلب الأرض من الأشواق، وأجدب فكرها وروحها من الإيمان، أمسكت السماء عن التهطال وبخلت بالعطاء.
- هِزّة في الأكوان سرتْ، والأرضُ بمولده صلى الله عليه وسلام انتشتْ، ومن رحيق روحه ارتوتْ، فإذا العالم نشيد، وأُغرودة عشق مديد، والسماوات أبواب مفتّحة، وأضواء مشتعلة، تنث أنداء رأفة، وتسحُّ شآبيب رحمة.
- على صعيد الدنيا كان صلى الله عليه وسلم يدرج، غير أنها لم تستطع أن تحجب بصيرته عن جلال الأزل والأبد. يا لَقَلبه العظيم! برب الزمان والمكان كان معلَّقاً، وبين الخلق والخالق يروح ويغدو؛ جائعاً يظلُّ ليشبَع الآخرون، فقيراً يبقى ليغنىَ المعدِمون.
- أحنوا أصلابكم، واجمعوا شتاتكم، وقفوا في حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أعطى الدنيا كلَّ شيء ولم يأخذ منها شيئا، وأشعل ضوءا في قلب الضياع الإنساني الحزين.
- عنده صلى الله عليه وسلم تلتقي ساميات الأفكار، ويجد كلُّ عظيم من بني الإنسان ما يرفده ويغذوه. فكل معرفة منه تتضوأ، وكل فكر إلى جانب فكره عقيم. وأشدُّ النيّرات تألقا إلى جانب أنواره ليلٌ دامس، وكل نظر إلى جانب نظره قاصر، وكل شعور إلى جانب شعوره حسير.
- قِمما تريد أن تسمو، وإلى عوالم ما وراء السماوات تريد أن تغدو. إذن، ساذجا كالأطفال لا تكن، وبِطين الدنيا لا تلهُ، بطلا كنْ، وبأسباب السماء تشبث، لتنال المراد، وتصل الآباد.