يتحدثون الآن عن متحجرة يقال أنها متحجرة لطائر طويل الذيل له أسنان، كما يملك كلابات في أجنحته، أطلقوا عليه اسم “آركيوباتركس Archaeopteryx” وزعموا أن هذا الطائر هو الحلقة الوسطى بين الزواحف والطيور. ويقول التطوريون استناداً إلى هذا بأنهم قد عثروا على مرحلة تطورية وسطى بين نوعين، وأنهم سيعثرون على الحلقات الوسطى الأخرى التي تصل الإنسان بأول دودة تطور منها، وسيملأون الفراغات الموجودة في هذه السلسلة. وهكذا سيبرهنون بأن الإنسان قد تطور من القرد.
علماً بأنه لا توجد أي علامة ولا أي إشارة بأن هذه المتحجرة حلقة وسطى بين الزواحف والطيور، حيث نرى البروفيسور عاطف شنكون -وهو من المدافعين عن هذه النظرية- يقول في الجزء الأوّل من كتابه (التطور) عن هذه المتحجرة:
(لا تملك هذه المتحجرة قيمة دليل في المحافل العلمية). ولو عُدت هذه المتحجرة حلقة وسطى، فليس هناك من مانع إذن من عدّ الخفاش في نفس القائمة، لأن الخفاش طائر ثديي، أي من الأحياء الثديية، لذا يمكن عده حلقة وسطى بين الثدييات وبين الطيور.
ولكن العلم لا يذكر أي عهد لم يكن الخفاش فيه موجوداً، كما لم يتعرض الخفاش لأي تغيير طوال وجوده، لذا لا تجد عند أنصار التطور أي نية في استعماله كدليل في موضوع التطور. وفي الوقت الحاضر هناك بعض الطيور التي لها أسنان في منقارها وكلابات (أصابع) في أجنحتها مثل متحجرة ذلك الطائر، وأفضل مثال على هذا صغار طائر Opisthocomus hotzin.
لذا فإن الاستناد إلى مثل هذه المزاعم الواهية -في الوقت الذي لم يتم الكشف عن جميع الأحياء التي عاشت حتى الآن، بل لم يتم الكشف حتى عن جميع الأحياء التي تعيش حالياً- والبحث بهذه الطريقة عن الحلقات الوسطى حتى الوصول إلى الإنسان ليس إلا عبثاً لا طائل تحته، ولا تفيد في شيء. لأنه كان من المفروض وجود المليارات من متحجرات الحلقات الوسطى التي تبين مراحل الانتقال بين ملايين الأنواع من الأحياء. ومع أنه تم العثور على أعداد كبيرة جداً من متحجرات الأحياء التي عاشت سابقاً ثم انقرض نسلها، إلا أنه “لسبب ما!!” لم يُعثر حتى الآن على متحجرة واحدة كأنموذج وكمثال على أي مرحلة انتقالية أو حلقة وسطى بين الأنواع.
أما بعض الأحياء التي خلقت وعاشت في الماضي ثم انقرضت لأسباب عديدة على رأسها عدم تكيفها مع البيئة، كالديناصورات، فهي تشكل أمثلة على الانقراض وليس على التطور. وعلى الرغم من كل هذا فالإصرار منذ ما يزيد على قرن كامل على نظرية والقيام بصرف مبالغ طائلة في سبيلها لم يكن من أجل العلم ومن أجل الوصول إلى الحقيقة. وكما ذكرت فإن بعض المحافل العلمية مشغولة بنظرية التطور لكونها وسيلة في الوقوف ضد فكرة الخلق، أي ضد الإيمان بالله.