تجارب ميللر
استعمل أنصار التطور تجارب ميللر وكأنها دليل على حدوث مثل هذه التفاعلات. بينما كل ما فعله ميللر كان عبارة عن قيام إنسان يملك علماً وشعوراً وإرادةً بتجربة للحصول على خلية حية بمساعدة أحماض أمينية قام باختيارها. كان من الضروري في هذه التجارب دوام التزويد بالطاقة المسيطر عليها لكي يظهر كائن حي (أي خلية حية) أول، ثم لكي يستمر في الحياة. والشيء الأهم هنا هو الحفاظ على الأحماض الأمينية المتشكلة من التحلل، وجمعها معاً ضمن مصيدة باردة وضعت خصوصاً لهذا الغرض.
فإن كانت هناك قابلية لدى الأحماض الأمينية للانقلاب إلى الحياة -علماً بأن الله تعالى وحده الذي يهب الاستعداد للحياة- فإن الإنسان الذي يملك المعرفة والإرادة يستطيع تحريك هذا الاستعداد وتنشيطه. ولكن الزعم بأن كل هذا يحصل نتيجة المصادفات ونتيجة الظهور التلقائي يعدّ بلا شك استهزاءً بالعقل وبالإرادة.
الظهور التلقائي
عندما قام “شمس الدين كون آلتاي” بنقد هيجل عن حق في هذا الموضوع في كتابه “الفلسفة العليا” قال: “يتكلم هيجل عن عشرين جيل من الأحياء المتعاقبة في قاع البحر. ويورد هذا المسكين أسماءها وكأنه كان يعيش معها، ويعطي رأيه حول أشكالها”.
ونظراً لعجز المنظرين لنظرية التطور في تفسير كيفية ظهور الحياة نراهم يتشبثون بالمصادفة وبالظهور التلقائي. فهم يزعمون أن الجو البدائي للأرض كان يحتوي على كميات كبيرة من الأمونيا والميثان وبخار الماء والهيدروجين، وأن هذا الخليط تفاعل مع بعضه البعض بواسطة الطاقة المنبعثة عشوائياً من البروق ومن الانفجارات البركانية، ونتجت بعض أنواع من الحوامض الأمينية عن هذه التفاعلات. وبمرور الزمن تحولت هذه الأحماض الأمينية إلى بروتينات، ثم سالت جزيئات البروتينات هذه إلى البحار. ومن ثم ظهرت الأحياء الأولى في المستنقعات بشكل ديدان بدائية.