يقول العالم السويدي المشهور “جارلس ايجون كوي Charles Eugenie Guye”: “تتألف جزيئة البروتين من 40.000 ذرة. لذا فنسبة احتمال ظهور جزيئة بروتين واحدة عن طريق المصادفات هو احتمال واحد من احتمالات كبيرة وهائلة جداً تبلغ 10 60”.( ) أترون؟… علماً بانه عند الأحياء لا نجد جزيئة بروتين واحدة، بل سلاسل من البروتينات. ويقول “الدكتور لوكونت دي نوي Dr. Lecomte de Nouy” عن احتمال ظهور سلسلة واحدة من البروتينات عن طريق المصادفة:
“لا يمكن التعبير عن ظهور سلسلة من البروتينات عن طريق المصادفات إلا باحتمال واحد ضمن رقم هائل من الاحتمالات يبلغ رقم 10 أس 243.( ) ولكن الإنسان لا يتألف من سلسلة واحدة من البروتينات، لأن الإنسان يتألف من 60 تريليون خلية. وترتبط هذه الخلايا ببعضها بروابط قوية بحيث إن فساد عضو أو نظام واحد لهذه الخلايا قد يؤدي إلى موت الإنسان. وحياة الإنسان مستمرة ضمن استمرار هذه العلاقات الحساسة جداً والمتكاملة جداً. وعندما يتأمل الإنسان هذا النظام الدقيق الرائع لا يملك إلا أن يهتف من قلبه: “سبحانك!… ما أعظم شأنك!!”
قبل تناول البروتينات ودورها في الكائنات الحية تأتي الأحماض الأمينية أولاً. تنتظم هذه الأحماض الأمينية في سلاسل معينة مشكلة البروتينات. ولكن البروتينات تحتاج إلى أشياء أخرى لتشكيل خلية حية. كل كائن حي عبارة عن نظام “System” من الجزيئات المتجمعة ضمن تصميم معين. ولكي يستمر في الحياة عليه أن يتغذى ويحصل على طاقة.
وعلم البيولوجيا المناصر للتطور يزعم بأن الكائن الحي الأوّل حصل على هذه الطاقة من الشمس، كما استفاد من البروق ومن الأشعة فوق البنفسجية. بينما نعرف بأن الكائن في أثناء تشكله وبعده يحتاج للتزود بنسبة معينة من الطاقة بشكل منتظم ودون انقطاع لكي يستمر في الحياة. بينما أشعة الشمس تكون موجودة في النهار فقط إن لم تكن هناك غيوم، ولا توجد في الليل، ثم إن جزءً كبيراً من السنة يكون شتاءً، لذا لا تكون الطاقة الآتية من الشمس منتظمة وبالمقدار نفسه. أما البروق فليست منتظمة في أي وقت. فهي تحدث مرة ثم تغيب. وعندما تبرق البروق تحرق وتهدم. وحتى لو افترضنا وجود نصيب من الصحة في هذا الادّعاء فكيف نفسر تنظيم العلاقة المزعومة بين أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية والبروق وبين ظهور الكائنات الحية؟