نعت الأستاذة الدكتوره نوسة السيد محمود أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر في برقية تعزية الأستاذ فتح الله كولن. وكانت الأستاذة الدكتوره نوسه السيد قد حصلت على درجة العالمية الدكتوراه عن أطروحة بعنوان: “فتح الله كولن وآراؤه الكلامية والفلسفية”، وفيما يلي نص البرقية:
وترجل الفارس
إنا لله وإنا اليه راجعون
إن القلب ليحزن وان العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا .
رحل عن عالمنا اليوم السائر على درب النبيين وسيرة خير المرسلين الحامل سيماء الصالحين وسمت السلف الفائزين
الذي عاش وحيدا وارتقى غريبا، شيخنا المربي الأستاذ فتح الله كولن الذي عاش حياته لله وهاجر في الله فكان فارسا من فرسان آخر الزمان
“فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ”
بحق فقيدنا كان فارسا فريدا عالما، أثرى المكتبة الإسلامية بعديد المؤلفات في العقيدة والتصوف والتفسير والسيرة والقيم والأخلاق غير أحاديثه المسموعة وخطبه المسجلة وحواراته في الصحف والمجلات ولقاءاته وجلساته العلمية والتربوية مع طلابه وضيوفه من كل مكان.
مربيا، أحيا عديدا من القلوب بصدقه وعلمه وخلقه ونبضات روحه وثمرات عقله .
داعيا، دعا إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، حاور القريب والبعيد فجادلهم بالتي هي أحسن فكان رسول السلام ورومي هذا العصر.
مفكرا مجددا مجتهدا ساهم في قضايا الأمة، وقدم الرؤى الجادة، مازجا في فكره بين التراث والمعاصرة وبين الروح والمنطق، فحق أن يكون من أكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم وفق لاستطلاعات رأي سابقة.
شيخنا كان بحق مثال العالم الجاد في بحثه والمفكر المجدد في سعة علمه واطلاعه ومرونة فكره واجتهاده، أضف إلى ذلك ما اتصف به من زهد المخلصين وورع العارفين وتقوى الصالحين.
نسال الله أن يجعل علمه وعمله وخلقه في ميزان حسناته وأن يشفع فيه القرآن والقيام وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا