سؤال: ما هي أنواع الغفلة التي تحول دون قيام رجلِ الخدمة بخدماتِه الإيمانية؟
الجواب: إن إيصالَ الحقّ والحقيقة إلى القلوب، ونشر الاسم الجليل المحمدي في كلِّ الأصقاع، وبذل الجهد لتصحيح المفاهيم الإسلامية التي أخطأ بعضُ رجالِ عصرنا في التعريف بها وتبليغها؛ كلّ ذلك أمورٌ يقتضيها إيماننا، فضلًا عن أنها وفاءُ دينٍ معلَّقٍ في رقابنا، وأعظم مسؤولية يحتّمها علينا ديننا الذي ننتمي إليه؛ وبعبارةٍ أخرى يجب أن تكون غايةُ حياتنا تمثيلَ الإسلام على الوجهِ الأكمل، وعلى النحو الذي كان عليه في عصر صدر الإسلام، وإبراز صورته الحقيقية وتقديمه للإنسانية من جديدٍ وفقًا للصورة التي جاء عليها من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى النحو الذي عاشه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم؛ لأن النار مشتعلةٌ في كلِّ مكانٍ بالعالم حتى كدنا نقول مثل الشاعر الصوفي “سوزي” (1765-1830م):
من الغفلة تجاهُل مسبِّب الأسباب في الخدمات المبذولة، ومن الخطإ أيضًا أن نكون سببًا في تثبيط همم مَن يسعون في سبيل الخدمة وتحطيم شوقهم واشتياقهم.
أيها الحبيب! لقد ألقيتَ جمرة ملتهبة بسفينة قلبي ومركبِ جَنانِي
ثم رفعتَ عقيرتك بالصياح قائلًا: انظروا البحر كله يموج بالنيران
فإن كان البحر يضطرم بالنيران، فهذا يعني أن كل الأماكن قد أصابتها النيران؛ والعالم الإسلامي كله والدنيا بأسرها قد اندلعت فيها النيران.. وعلى ذلك فإن عدمَ إدراك هذه الحال البائسة التي تعيشها الإنسانية بسبب تلك النيران التي تسري في أوصالها، وعدم الشعور بها في النفس، وعدم معالجة المسألة بهذا القدر من الدقة والحساسية هو غفلة بالنسبة لمن يسعون في سبيل خدمة الحقّ والحقيقة..
بيد أن على رجال الخدمة هؤلاء أن يكونوا حيث تحطّ النيران رِحالَها أو حيث يوجد البؤسُ والشقاء، وأن يتعاملوا بدقّة وحذر شديدين وكأن تلك النيران قد أصابت ذويهم وعوائلهم، أو أن هذا البؤس والشقاء قد أصابا أولادهم؛ وهذا بالطبع لا يتأتى إلا لمن حمل روحًا نبويّة، وتبنى القضية بعزم وتصميم وهمٍّ وإيثارٍ نبوي، وبما أن عهد النبوة قد انتهى بتاتًا فإن مَن يتّسم بهذه الصفات لا يمكن أن يكون نبيًّا، -ويا ليت الأنبياء يرضون باعتبارنا مطايا لهم، فهذا بمثابة تاجٍ فوق رؤوسنا- ولكن لا بد أن ينشد الإنسان الأوصاف العالية التي يتحلى بها الأنبياء، وبما أن الله تعالى اصطفى الأنبياء من بين البشر فلا سبيل إلى هزيمة أو شقاء أحدٍ يسير في طريق الخدمة ويحاول أن يتحلى بأوصاف الأنبياء، ومن ثم فلا بد من التحلّي بالأوصاف النبوية وجعلِها وسيلة للقرب منه سبحانه وتعالى؛ لأن من صفات مفخرة الإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان ذا خلق عظيم، ولقد كان “خُلقُه القرآن” الذي أُنزِلَ من قِبَلِه تعالى[1]؛ أي إنه متخلِّقٌ بأخلاق الله جل جلاله، وبهذا السبيل فقط يمكنكم الوصول إلى قيمكم الحقيقية، وسبر أعماقكم، والشعور بذاتيتكم.
من الغفلة نسبةُ الخدمات التي تقوم بها الجماعةُ إلى الشخص الذي يبدو بارزًا فيها، لأن إعطاء القائد كلَّ غنيمةِ الجيش، يعني غمطَ حقوقِ جميع الجنود.
وأعتقد أنه لا يمكن الإبحار إلى أفق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومشاطرته المشاعر نفسها في هذا الأفق إلا بهذه الأوصاف النبوية فقط، كلٌّ حسب مستواه، والذين يشاركونه هذه المشاعر في سبيل خدمة الدين لا يمكن أن يتخلى عنهم رسولنا صلى الله عليه وسلم.
أجل، لن يتخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّن يهتمّ بأمر العالم الإسلامي، ويقوم ويقعد، وينقصم ظهره من كثرة التفكير في الخدمة، ويضع الخطط والمشاريع دائمًا حتى يصل إلى كلِّ القلوب، فإن أحسستم بانقطاع السبل فأيمُ الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيمدّ يده النورانية إليكم، وربما يزوركم في منامكم، ويحثّكم على المسير، وربما يتمثل بروحانيته المباركة، ويطوف بينكم ليرفع من طاقتكم المعنوية، وإذا كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم معكم فاعلموا أن كل الصالحين الذين أتوا من بعده لا سيما أهل البيت رضوان الله عليهم سيكونون معكم أيضًا.
حب المغامرة
ولنرجع إلى موضوعنا الرئيس ونقول: إن من أنواع الغفلة التي تشكل خطرًا داهمًا بالنسبة لأرباب الحق والحقيقة في أيامنا هو عدم المبالاة بالوظيفة، وهذا النوع أيضًا له تفرعات أخرى؛ مثل: التحرك عشوائيًّا، وعدم استخدام الدبلوماسية عند الاحتياج إليها، والتحرّك دون وضع حسابٍ للجبهات المعارضة المفطورة على الشرّ، والتورّط في أعمال خاطئة حبًّا في المغامرة، وحبّ الشهرة، واللهث وراء رفع الأرصدة لدى الناس على حساب الرصيد عند الله، والشروع في شيء دون إخضاعه للتجارب والتأكد من إحرازه للأهداف المرجوة… وكل هذه الأنواع من الغفلة كفيلةٌ بأن تخسف بالإنسان الأرض، بل إن من يتردَّون في هذه الأنواع من الغفلة لا يخسفون بأنفسهم الأرض فقط، بل هم كالربّان الغافل الذي لا يكتفي بإهلاكِ نفسِه فقط، بل يُهلِك من معه على متن السفينة أيضًا؛ لأن خط سير السفينة التي تقع تحت إمرة ربّان غافل هو قاع البحر.
من جانب آخر فالمهم بالنسبة لمسلكنا إذا كنا نقوم بعملٍ أو نبلِّغ حقيقةً ما هو تجنّب أذى الآخرين وجرحِ مشاعرهم، ومعاملتُهم بالشفقة والمرحمة، والهرولةُ لإغاثتهم دائمًا كعامل الإطفاء، ورؤيةُ الجفاءِ الذي هو من جلال الله والوفاءِ الذي هو من جمال الله سواء، ومعاملة الناس بالحسنى دائمًا، والاعتراف بعجزنا وفقرنا، والمحافظة على الشوق والشكر والشدّ المعنوي، والتفكر الدائم.. من أجل ذلك يجب الالتزام بكل هذه الأسس والتحلّي بالفطنة واحتساب النتيجة عند القيام بأي أمر، وسؤال أنفسنا: هل هذا العمل الذي نقوم به سيخلِّف وراءه الحقدَ والغلّ والغضب أو الحبَّ والودَّ والعطف؟! علينا أن نقيّم كل هذه الأمور مسبقًا.
والخلاصةُ أن تعاملاتنا وحركاتنا كلّها يجب أن تتحلّى بالدقّة والبصيرة؛ حتى لا يصيبنا الخزي والهوان أمام مَن يعلّقون الآمال علينا.
من الغفلة ربطُ النتيجة بالأسباب
ومن الغفلة إبداءُ العناية الكاملة بالأسباب، وربطُ كلِّ شيءٍ بهذه الأسباب، ونسيانُ مسبّب الأسباب أو عدم القدرة على رؤيته أو تعاميه.. ولقد حاول الأستاذ النورسي رحمه الله في رسائله أن يفرّج الأبواب على مسبب الأسباب، ويوجّهَ الأنظار إليه تعالى؛ فعلى سبيل المثال يقول في موضعٍ ما من رسائل النور عن الحكمة من وجود الأسباب: “إن العزّة والعظمة تستدعيان وضع الأسباب الظاهرية أمام نظر العقل، إلّا أن التوحيد والجلال يردّان أيدي الأسباب عن التأثير الحقيقي”[2]..
وفي موضع آخر يقول: “لئلا يُرى في ظاهر نظر العقل مباشرةُ يد القدرة بالأمور الخسيسة في جهة مُلك الأشياء”[3].. وهذا يعني أن الأسباب ليست المؤثر الحقيقي، لكن ربما تكمن قيمتُها في أنها تجلّ من تجلياتِ أسماءِ اللهِ تعالى التي اخترقت كثيرًا من الحجب، ولذا فإن كان لا بدّ من إعطاء قيمة للأسباب فينبغي النظر إليها على أنها من خلق الله تعالى، ومع ذلك فالتقليل كليةً من قدرها يُعتبر نوعًا من الجبر، أمّا مَنْ يعتبر الأسباب كلَّ شيء فقد وقع دون أن يدري في غفلةٍ عن مسبّب الأسباب سبحانه وتعالى.
ولتوضيح هذا إليكم هذا المثال: هبْ أن صديقًا لكم سافر للمرة الأولى إلى مكانٍ ما، فأجرى اللهُ على يديه كثيرًا من النتائج المثمرة، لدرجة أنّ الزهور قد بدأت تتفتح والبلابل تغرّد في كل حقول الشوك الموجودة هنالك، حتى تحوّل المكانُ إلى حديقة غنّاء.. فلما رأى صديق هذا الشخص الجماليات التي تحققت على يد صديقه أخذ يمتدحه وينسب الجماليّات إليه ويقول: “ما كان لهذه الجماليات أن تكون لولا وجود صديقي فلان”، فمثل هذا القول قد يسوق الشخص الممدوح إلى غفلةٍ كالتي تردى فيها المادح، لأن المخاطبَ الممدوح إن لم يكن في حالةٍ تسمح بتحمّل عبء هذا المديح الثقيل فقد قطع صديقُه المادحُ عنقَه كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم[4].
ومن الغفلة أيضًا نسبةُ الخدمات التي تقوم بها الجماعةُ إلى الشخص الذي يبدو بارزًا فيها، لأن إعطاء القائد كلَّ غنيمةِ الجيش، يعني غمطَ حقوقِ جميع الجنود.
أجل، لا يصحّ أن تُنسب الثمرات التي جناها الكثيرُ من الناس بسبب غيرتهم وهمتهم إلى القائم على الأمر فحسب، فضلًا عن ذلك لا بدّ ألا ننسى أن السبب في توفيق الله تعالى لهؤلاء هو وفاق هؤلاء الناس واتفاقهم؛ بمعنى أن الحق تعالى قد تفضل عليهم بالوفاق والاتفاق وعدم نشوب الخلاف رغم أن كل واحد منهم يحمل غرورًا وأنانية خاصة به.
ولذا فإن تجاهل كلّ هذا ونسبة النجاحات والتوفيقات إلى شخصٍ أو عدةِ أشخاص يقومون على الأمر، والاعتبار بالأسباب فقط لهو عينُ الغفلة عن مسبِّبِ الأسباب سبحانه وتعالى.
من أنواع الغفلة التي تشكل خطرًا داهمًا بالنسبة لأرباب الحق والحقيقة في أيامنا هو عدم المبالاة بالوظيفة.
وقاحة من لا يعرف حده
فإذا ما تناولتم المسألة على نطاقٍ أوسع فقد تجدون هذا الخطر محدقًا بهيئةٍ أو مجموعة معينة؛ فمثلًا إن اعتبرت جماعةٌ أن جهدها وسعيها في خدمة الدين والإنسانية كانا السبب في تحقيق النجاحات التي أحرزتها فقد تردّت في الغفلة أيضًا؛ لأنه لا بدّ من توافر عدد كبير من العوامل حتى يتحقق مثل هذا الوضع، نحو: “تهيئة المناخ، وعجز أهل الضلالة والغفلة عن الإضرار بكم رغم ما يحملونه لكم من حسد وحقد ومشاعر مقيتة، وانفتاح القلوب بالحب لكم، وإبداء الحفاوة بكم في كل مكان تهاجرون إليه، وتهيئة المناخ العالمي لهذا الأمر”؛ وهذا أمرٌ إن وقع فلربما يحدث مرة واحدة في المليون، فإذا كان الأمر هكذا فكيف تُرجعون العديدَ من هذه الجماليات في الوقت الحاضر إلى الأسباب البسيطة، إنّ عليكم إذا ما لاحتْ لكم هذه الفكرة كالبرق الخاطف أن تتجهوا على الفور بالاستغفار إلى ربكم.
كنت مرَّة أكتب نظمًا من سطرين على غلاف مجلة “سيزنتي (الرشحة)”[5] فوقع في نفسي أن هذا النظم يوافق هذه الصورة بالتمام والكمال، وسرعان ما رجعت إلى ربي تائبًا مستغفرًا وكأنني قد أشركتُ، وقلتُ: “أستغفر الله، اللهم خذْ روحي ولا تغرني في نفسي”، وعلى ذلك فإن راودت الشخصَ فكرةُ أن حديثه هو الذي أثّر في قلوب الناس، وأثار الحماسة فيهم، فهذا يعني أن ذلك الشخص قد جهِل ماهيةَ نفسِه، وهذا يدلّ على وقاحته وعدم معرفته لحدّه؛ لأنه بهذه الفكرة قد نسب لوحةً ربما تقع احتمالًا بنسبة واحدٍ في الألف إلى سببٍ بسيط.
على رجال الخدمة هؤلاء أن يكونوا حيث تحطّ النيران رِحالَها أو حيث يوجد البؤسُ والشقاء.
ثمة جانب آخر للمسألة وهو أنه من الغفلة تجاهُل مسبِّب الأسباب في الخدمات المبذولة، لكن من الخطإ أيضًا أن نكون سببًا في تثبيط همم مَن يسعون في سبيل الخدمة وتحطيم شوقهم واشتياقهم، وبدلًا من هذا علينا أن نقوّي من عزيمتهم دون أن نفتح بابًا للشرك، وندعو الله لهم قائلين: “جزاكم الله خيرًا دائمًا، فلو لم يكن لكم قدرٌ عند ربكم ما أسند لكم هذا الدور، فهذا تفضُّلٌ منه تعالى، أدامه الله تعالى عليكم”.. أما عن المعيار الذي ينبغي مراعاته هنا فهو: علينا أن نعبّر عن حبّنا وحسن ظنّنا بهؤلاء الطليعة الذين يعملون في الخدمة منذ ثلاثين أو أربعين عامًا بدلًا من أن نُنْزلهم منازل تتجاوز أعناقهم، أو ننعتهم بالغوثية والقطبية، فإذا ما زلّت أقدامُهم يومًا فعلينا أن نمسك بأيديهم ونحتضنهم ونرفعهم من حيث زلّوا ونزيل النجاسةَ عنهم ونعانقهم.. ومن ثم فإن مراعاة ومراقبة مسبب الأسباب لا يعني التغاضي كليّةً عن هؤلاء الذين تفانوا في الخدمة، ولكن لا بدّ من مراعاة ذلك في إطار الصدق والوفاء لهم.
يجب أن تكون غايةُ حياتنا تمثيلَ الإسلام على الوجهِ الأكمل، وعلى النحو الذي كان عليه في عصر صدر الإسلام.
ومن الغفلة الكبيرة عدم القدرة على النظر إلى الآيات التكوينية وتأملها واستخراج ما بها من معانٍ، والسير إلى الله من خلالها، وفي هذا الصدد يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ (سورة يُوسُفَ: 12/105).
وقد نرى نوعًا من أنواع الغفلة التي تناولناها منذ البداية يتقدّمُ أو يتأخر على الأنواع الأخرى؛ وبأسلوبٍ آخر: قد تختلفُ درجةُ عمقِ هذه الأنواع للغفلة حسب قابلية واستعداد كلّ شخص؛ فقد يكون أحدُ هذه الأنواع ابتلاءً للبعض، والآخر ابتلاءً للآخرين، ولكن إذا ما نظرنا إلى المسألة من وجهة نظر دينِنا وإسلامِنا يمكننا أن نقول باطمئنان: إن كلّ نوعٍ من أنواع الغفلة بمثابة حسٍّ وفكر شيطاني لا بدّ من دفعه وإزاحته، والخلاصُ منه منوطٌ بتحقيق بعض الأعمال القلبية والفكرية والروحية مثل: السير على وعي وبصيرة، وإظهار مزيدٍ من الحساسية والدقة، ومحاولة رؤية الأشياء والأحداث على ماهيتها الحقيقية، والرؤية عند النظر، والإنصات عند السمع، والشعور عند اللمس، وإعلام القلب بكل هذا…
[1] انظر: صحيح مسلم، صلوات المسافرين، 139؛ سنن أبي داود، التطوع، 26.
[2] بديع الزمان سعيد النورسي: الكلمات، الكلمة الثانية والعشرون، المقام الثاني، ص 325
[3] بديع الزمان سعيد النورسي: إشارات الإعجاز، ص 26.
[4] صحيح البخاري، الشهادات، 16؛ صحيح مسلم، الزهد والرقاق، 65. [“عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: “وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ” مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ: “مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ”].
[5] بدأ الأستاذ فتح الله كُولَنْ في كتابة مثل هذه التعليقات منذ أن نشر العدد الأول منِ مجلة “سِزِنْتِي (Sızıntı) الرشحة” التركية وهي مجلّة علمية أدبية أخلاقية، بدأت تصدر منذ الأول من شهر يناير/كانون الثاني عام (1979م). (الناشر)