ماذا سيفعل هذا الإنسان؟ عليه أن يُؤدي صلاته في عمق كهذا! لا يمكننا بضحالتنا أن نواجه أولئك الذين غاصوا في كثيرٍ من الإساءات. إنهم يتفوقون عليكم في قدراتهم وإمكاناتهم الدنيوية، وفي إستراتيجياتهم وألاعيبهم الشيطانية، وفي تصرفاتهم النفاقية، كرًّا وفرًّا.. أنتم لا تستطيعون مجاراتهم في مثل هذه الألاعيب؛ لأنها جميعا غير مشروعة.. تنبع عن أفكار ميكافيلية. لذلك فإن ما عليكم فعله هو أن تتعمقوا في هذا الدين، وتعززوا الصلة بالله، ساعين بجدٍّ لإزالة جميع العوائق ومحوها بين قلوبكم وبينه تعالى. قد تفي الصلاة بهذا، بشرط أن تكون صلاة، أو بالأحرى أن يصطبغ الإنسان بالصلاة. علينا أن نرفع من هممنا، فلا ندري إلى أي مدى يمكن لاستعداداتنا وقابلياتنا وتجهيزاتنا الداخلية أن تستوعب؛ يجب أن تكون أعيننا معلقة دائما بالسماء؛ وأن نستشعر أننا سنصطف بين الملائكة، وأن نؤدي عباداتنا وفقًا لهذا. علينا أن نعتبر الليلة التي تمر دون تهجدٍ ليلةً ميتةً. والمساء الذي ينصرم دون دعاء الأوابين مساءً قاتمًا. والنهار الذي يفوت دون ضحى نهارًا لم تطلع شمسه.