هناك بين ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ وبين الفاتحة عُرًى متينة، حتى لكأنها آية من الفاتحة، وعدَّها كثير من الفقهاء أولى آياتها السبع، فبين البسملة والفاتحة آصرة تُحاكي الانسجام بين مصاريع الشعر الموزون، وسبق في سياق بيان المعاني المُنيفة للبسملة: أن المخلوقات دانت لجلال الله تعالى، فخَلَقَها، وألقى بذور الوجود على أرض العدم، ونمَّى الكونَ ببذرة النور المحمدي، وأودعها لُبَّه، وجَعَل الإنسانَ ثمرة لشجرة الكون.
إن البسملة تبدأ باسم الله، وكان اللهُ ولا شيء معه، ثم خلق نور سيدنا محمد ووصفه بمثلِ آخرِ البسملة بأنه “رَحْمَة للعَالَمِين” وبأنه “رَحِيم”، ثم تتالى خلقُ سائرِ الكائنات من نوره، فتسلسلت الأحداث (الكونية)، وسمِّها -إن شئتَ-: “الأدوار الأرضية (Geological Periods)”، أو الأدوار التي تلاحمت فيها الغازات، فالبذرة صارت شجرة وراحت تنمو.
إن القرآن فيه الهدى الذي تسألون، وأنه لا هداية في عقيدة أو عبادة أو نمط الحياة إلا باتباعكم له مطلقًا.
قد يغرس أحدنا شجرة لتثمر، فما تزال محط نظره ورعايته، يرعاها في كل طور، وعينه على أعاليها تترقب ثمارها، وقد تخلو بذورُها من أمارات الحياة، ولا يعني لِحَاؤُها شيئًا لناظرها، ولا كذلك أغصانها وفروعها وأوراقها قبل أن تُينع، فهي إنما غُرست لغرض كبير؛ وعين ناظرها مسمّرة على الثمرة التي ستطل برأسها من بين الزهور يفترّ ثغرها مترامية في الأحضان ضمن غُلُفٍ ربانية.
وهكذا جعل الله تعالى نور محمد بذرة في أرض العدم، فأنشأ الوجود من شعاع ذلك النور، ولو كان لِعِلْمِنا وإدراكنا أن يحيط بالأمر لجاز أن نقول: إنه مادّة الإلكتروناتِ وعالمِ الذرة، ومَبْلَغ علمنا أن شجرة الكون نبتت ونَمَتْ من تلك البذرة المحمدية في أرض العدم، وامتدت تلك الشجرة من العرش الأعظم ثم أينعت، وينعُها هو هذا الإنسان، ولبابُها هو سيدنا محمد الذي سماه ربه “المصطفى” أي الصفوة والرحيق.
هذه المعاني كلُّها في “بسم الله”، والمناسبة بين البسملة والحمدلة ندركها إذا علمنا أنَّ الله بجلاله زلزل الوجود فأخرج منه تلك الشجرة، وبـ”رحيميته” منحنا الإرادة، وهدانا لإدراك ماهية الكون وسَعته.
إن في البسملة جاذبية رحيمية لا يفوتها شيء حتى سورة الفاتحة، فكل من يشرع في ختمة يبدأ بالفاتحة، وقارئ الفاتحة يستفتح بالبسملة، وهذا الاستفتاح كأنه سؤال لنا: كيف ستلقون الله تعالى الذي يتحدث عن نفسه في البسملة بالرحمانية والرحيمية؟ وبأي كلام ستقابلون تلك الرحمة الجذابة التي تتجلى في البسملة بجمالها وجلالها؟
هذه أسئلة مقدرة وجوابنا هو: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فردّنا هو: “الحمدُ والثناء لله الذي أحاطنا ورعانا برحمته”.
إن الحق تعالى يتجلى تجليًّا كليًّا عموميا بـ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم﴾، وبرحمته يمنحنا من إرادته إرادة، وها نحن أصبحنا ندرك معاني الأشياء فسيَفتح لنا بابَ الحصول على بعضها، ويمنّ علينا بالهداية، أي إن الله تعالى أتى بنا إلى عالم الوجود فالإنسانية، ثم هدانا إلى الإسلام، فجعلنا أمة من شرَّفه وسماه باسمه في ختام البسملة (الرحيم)؛ فالرحمة التي تحيط بنا بجاذبيتها تجعلنا نقول: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فالحمد لله أنْ أوجدَنا، والحمد لله أنْ خلقنا في أحسن تقويم، والحمد لله أن جعلنا مسلمين، والحمد لله أن شرَّفَنا بالإسلام الذي هو الإنسانية الكبرى وجعلَنا من أمة محمد
“مقام الجمع” فهو أن يدرك الإنسان الحقائق الكونية جميعًا بمنظار فلكيّ، ويَمْثُلَ بهذا المستوى من الإدراك بين يدي الله تعالى.
وقبيل التوجه إلى الله مباشرة نطوِّف في ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ لنبحث في آثار الله تعالى عن الأدلة عليه ، ثم إن الله “رب العالمين” يقلِّب الكون بقدرته كالسُّبحة بيد المسبِّح، ويبصّرنا بعظمته وجلاله، ثم يدعونا في الفاتحة إلى التأمُّل في اسميه: “الرحمن الرحيم”، ليرينا كيف أنه -برحمته وشفقته- جعل وجه الأرض مائدة للنعم، وأن الكون كأنه أمواج من الشفقة تَمُورُ باسم “الرحمن الرحيم”، وتتوالى هكذا، فتتكون موجات متتابعة من الرحمة، والله من وراء هذا الغطاء يبصّرنا ويعرفنا نفسه، فنقف لنخاطب من جعلَنا نعي وندرك الرحمة المطلقة قائلين بلسانِ جميع المخلوقات ومشاعرها وأحاسيسها القلبية: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فَبَيْن ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ و﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ مناسبات من هذا النوع.
ونحن إذ نقوم بهذا الاستكشاف والبحث لا نخاطب الله مباشرة، بل نستعملُ صيغة الغائب وكأننا لسنا بين يديه .
هذا “مقام الفرق”، وأما “مقام الجمع” فهو أن يدرك الإنسان الحقائق الكونية جميعًا بمنظار فلكيّ، ويَمْثُلَ بهذا المستوى من الإدراك بين يدي الله تعالى.
وإليك مثالًا يجلِّي المسألة:
إن العبد لن يعرف ربه سبحانه، ولن يتسنى له أن يتوجه إليه، ويقومَ بعبوديته كما يليق بعظمته تعالى إلا إذا أَدرك معنى الكون كله جملةً واحدة، وهذا يستلزم أن يُطلّ من منظار فلكيّ على ذلك المقام السرمديّ، وبه يمكن أن يرى شؤون الله في هذه الدائرة الواسعة، ويفهمَها، ويحيطَ بها علمًا، فيكبّر من أعماقه، أو يسبّحه وينزّهه، وما لم نَحظَ بمثل هذه الأمور على وجه كامل، فإننا سنظل في “مقام الغيب، والإيمان بالغيب” إذا لم تُكشف لنا هذه الأمور تفصيلًا.
وكلما نظر الإنسان إلى التسيير الجليل للكون وما فيه، تقرَّب إلى الله تعالى وحظي به، وهذا القرب سيكشف ما في جوانيته من حُجُب البعد، فيدرك ويستلهمُ مما كان يفهمه وعلى نحو ما أمورًا مختلفة، ثم يرقى إلى مقامِ “كُلُّ مَا خَطَرَ بِبَالِكَ فَالله بخلاف ذٰلِكَ”، وهذه ذروةٌ كلما أدرك الإنسان منها شيئًا، وجد أن الله مِن ورائه؛ فإذا نظرنا إلى زهرة، أبصرت قلوبنا أن صنعها المتقَن من فعل البديع، وإذا رأينا ثمرة على شجرة فسيغمرنا الإحساسُ بـأن مصوِّرها وبارئها بهذا الشكل والنضج والقِوام هو الله تعالى، وإذا تأملنا الخلق شاهدنا عليهم تجلياتِ الرحمن الرحيم ومحاسنها كافّة.
بهذه المشاعر والمشاهدات يكدّ الإنسان ويجدّ للخروج من “مقام الغيبة”، فإذا بقلبه ووجدانه تترعرع فيهما مشاعرُ وأحاسيس تجاه الحق تعالى تحمله على مخاطبته بـ”أنت”، وما إن يَظهر هذا الإحساس حتى يشعر بمثوله أمام حضرة المولى ، أي يشعر وكأنه لطائف مركبة من أسمائه تعالى: الأول والآخر والظاهر والباطن، فيناجيه من صميم قلبه بإخلاص تام: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فإذا به في المقام الذي يستطيع فيه أن يخاطِب اللهَ تعالى بـ”أنت”.
على زائر السلطان أن يقدم بين يديه هدية، وهديتنا التي نقدّمها هي “الغاية التي من أجلها خُلقنا”، ألا وهي “المعرفة الإلهية”؛ فعلينا أن نُقرّ له بأن غايتنا معرفته، ونعترفَ بأن نواصينا وأمْرنا بيده، ولا يجدُ وجدانُنا خطابًا لائقًا إلا ما علَّمَنَاهُ بقوله “إياك”، والحقيقة أننا مفطورون على هذا الإحساس المكنون في وجداننا وعلى هذا الشعور القائم فينا، لكن يغيّب هذا الوجدانَ بعضٌ من رانِ المعاصي، فإذا شاهد العبدُ “شؤون” ربّ العالمين، واطَّلع على تجلياته بالرحمة، فسرعان ما يزول هذا الران ويتجلّى الوجدانُ، ويصدح بـ”إياك” بنقاءٍ صِرفٍ، فينطلق اللسان بـ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾.
وإذا حظي العبد بهذا القرب قال: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ لأنه لن يستطيع النهوض بتكاليف العبودية إلا بمعونةٍ كهذه، فلا واسطة ولا وسيلة؛ فالعبد الذي ارتقى في مقام الخطاب إلى هذا المستوى لا بد أنه سيستعين بالله وحده، فإنه في مقامه هذا يكون قد تخطَّى كل شيء وشاهَد بوجدانه قدرةَ الله وعظمته، وارتقى من مقام الغَيبة إلى مقام الخطاب.
وكأن الإنسان يلُوح له وهو في هذا المقام أنها فرصة وصلاحية، فليستثمرها على أفضل وجه، إذًا عليه أن يقتنصها ويطلب أحسن ما يليق بأن يُطلب، وها هو ذا يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم قائلًا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
وللقرآن ثلاثة محاور: العقيدة، والعبادات، والحياة.. فالعقيدة كلُّ ما يجب اعتقاده، والعبادةُ كلُّ ما يجب فعله، والحياة هي تطبيق الأحكام القرآنية على الفرد والأسرة وشرائح المجتمع كافّة.
جعل الله تعالى نور محمد بذرة في أرض العدم، فأنشأ الوجود من شعاع ذلك النور، ولو كان لِعِلْمِنا وإدراكنا أن يحيط بالأمر لجاز أن نقول: إنه مادّة الإلكتروناتِ وعالمِ الذرة.
إن موضوع القرآن إجمالًا هو هذه المحاور الثلاثة، ولا تخلو سورة منها، فهذه سورة الفاتحة تجمع بين العقيدة والعبادة والحياة؛ فالعقيدة من قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ﴾ إلى قوله ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، إذ إن ﴿الْحَمْدُ لِلهِ﴾ تعبيرٌ عن الركن الأساسي للإيمان، فهي تُبين أن الله تعالى هو وحده المعبود الحقيقي، وهذا هو جوهر التوحيد وصفوته، وأما قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فيشير إلى صفات الله التكوينية المتصرفة في الكون، وإلى أسماءٍ من جنس هذه الصفات، ويدخل فيه كلُّ اسمٍ له في خلق العالم وتدبيره أثر؛ وفي قوله ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ توحيدُ المالك ليوم الدين يوم الحشر والآخرة والحساب والميزان والجنة والنار والثواب والعقاب.
إذًا مِن مطلعِ السورة إلى قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ موضوعُها العقيدةُ والحديث عن مسائلها بأبعادها كلِّها، وقوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ يتناول العبادات، وهو مطلق يصدق بالبدنية والمالية، فأشار بكلمة إلى الصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد… وقوله:
﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يشير إلى أن العناية الإلهية أُسّ الأسُس، وإلى الاستغراق في العبادة، ويأتي الحديث عن الحياة في قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
إن الفاتحة تبدو وكأنّ محورها “الصراط المستقيم”؛ فهو صراط لا إفراط فيه ولا تفريط، فالنوازع النفسانية في توازن تام مع اللذائذ الروحية، والعقل على خط متوازٍ مع القلب وكأنهما فرسا رهان.
علينا أن نُقرّ له بأن غايتنا معرفته، ونعترفَ بأن نواصينا وأمْرنا بيده، ولا يجدُ وجدانُنا خطابًا لائقًا إلا ما علَّمَنَاهُ بقوله “إياك”
فاذا عوّلنا في طلب الهداية إلى الصراط المستقيم على المحاور الثلاثة: (العقيدة، العبادة، الحياة) يكون المعنى: اللهم اهدنا في العقيدة الصراطَ المستقيم، وأرشدنا في عباداتنا إلى الاستقامة، وبصِّرنا بطريق الدين منهجًا لحياتنا.
هذه الأسس الثلاثة مواضيع القرآن الرئيسة هي العقدة الحياتية في الفاتحة أيضًا، ولولا الهداية الربانية، لتعذّر الوصول إلى الحق في العقيدة والعبادة والحياة، فالهداية أولًا، وبها بدأت سورةُ البقرة أيضًا، بل جوهرها ومفتاحها قوله تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ (سورة البَقَرَةِ: 2/2)؛ ففي كلمتين أبانت بإيجاز أن القرآن فيه الهدى الذي تسألون، وأنه لا هداية في عقيدة أو عبادة أو نمط الحياة إلا باتباعكم له مطلقًا.
وبين طلب الهداية في سورة الفاتحة وقولِه تعالى في سورة البقرة: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ آصرة متينة، فلو اجتهدوا لتحقيق ما في الفاتحة من هداية بالمعنى المصدري بأن أنزلوها على الواقع، لتحقَّق نمط الحياة الذي يدعو إليه القرآن ولأثمرَ فكرًا ومنهجًا إسلاميًّا، وطلاب الهداية في الفاتحة هم من يشعرون في سورة البقرة بأن القرآن منبع للهداية، فينهلون منه، ولا يستشعر في سورة البقرة بأن القرآن مصدر للهداية، فيتَّبعُ هداه، إلا من التمسها في سورة الفاتحة.
دانت المخلوقات لجلال الله تعالى، وألقى بذور الوجود على أرض العدم، ونمَّى الكونَ ببذرة النور المحمدي، وأودعها لُبَّه، وجَعَل الإنسانَ ثمرة لشجرة الكون.
وكليات الفاتحة في العقيدة والعبادة هي مطلع سورة البقرة، فالفاتحة من ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إلى ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ في قضايا العقيدة، وقولُه تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ في العبادة، وفي مطلع سورة البقرة بعد قوله تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، أوصاف المتقين: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾، وهو فحوى قوله تعالى في الفاتحة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾.
والعبادة نوعان: مالية وبدنية، فقوله تعالى: ﴿يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ إشارة إلى العبادات البدنية، وقوله تعالى:﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ إلى المالية، وهكذا يظهر جليًّا التناغمُ والانسجام بين الآيات الأولى من سورتي الفاتحة والبقرة.
والصلاة والزكاة ركنان في العبادات، فذُكرتا دون غيرهما، وأيضًا بين قوله تعالى:
﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ وقولِه تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة البَقَرَةِ: 2/5) تطابُق تامٌ، فما ورد في سورة الفاتحة اعتضد بالآيات الخمس الأولى من سورة البقرة، فيا له من تناسب وانسجام فريد!
وموضوع قوله تعالى في الفاتحة ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ جاء في بضع عشرة آية من سورة البقرة بدءًا من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وكذا في سورة يونس بالتفصيل، فبين الفاتحة وسائر القرآن وشائج وأواصر، ولن ترى مثل هذا الانسجام إلا في القرآن، وهو كذلك من كل وجه، فأيّ إعجاز هذا!