Reader Mode

سؤال: ذكرتم فيما سبق أن على المؤمن أن يوفي إرادته حقها، وأن يسعى دائمًا إلى الكمال، ونوَّهتُم بضرورةِ المحافظةِ على التواضعِ ومحاسبةِ النفس مهما حالَفَ الإنسان الحظّ والنجاح، فكيف يمكننا أن نوفِّق بين هذين الأمرين؟

الجواب: المؤمن الحقيقيّ صاحبُ عزمٍ وإرادةٍ؛ يؤمن بالله يقينًا، ولا يفقد أمله حتى إزاء أعتى الحوادث، ولذا نجده إذا ما انقطعت به السبل لا يخضع لليأس مطلقًا، بل يظل ثابتًا، ثم يتخذ لنفسه طريقًا آخر وسط المعوقات التي تحول دون تقدمه، ويواصل السير صوب هدفه؛ لأنه يعلم أن الحق سبحانه وتعالى لم يتخلّ أبدًا عن السائرين في طريقه تعالى، فعلى سبيل المثال لما ضاقت بالنبي صلى الله عليه وسلم السبل واستحال عيشه في مكة فتح الله تعالى له طريقًا إلى الملإ الأعلى، وكلما نزل بهذا الطريق منزلًا حياه أحدُ الأنبياء العظام السابقين، بل إنه وصل إلى نقطةٍ قال عندها أمين الوحي جبريل عليه السلام: “يا مُحَمَّد أنت ضيفُ الكريمِ ومدعوُّ القديم، ولو تقدمتُ الآن بقدرِ أنملةٍ لاحترقتُ”، وتلا قوله سبحانه: ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ (سُورَةُ الصَّافَّاتِ : 164/37).

ابتغاء الكمال من مقتضيات التخلّق بأخلاق الله سبحانه وتعالى

أجل، لم يضيّع الله سبحانه وتعالى أحدًا ممن يسيرون في سبيله ألبتة، بل كان في أحلك الظروف يأخذ بأيديهم ويصل بهم إلى شاطئ السلامة، فلو أنكم مثلًا وقعتم في بئرٍ ما فسيتدلى إليكم حبلٌ من أعلى على حين غرة، تتمسكون به وتصعدون، وأحيانًا قد يمسّكم غدر وحسد وغيرة بعضِ الناس، ولكن بعد مدة من السير والسلوك الروحاني تشعرون وكأن الله تعالى قد ربعكم على عرش قلوب الناس، ومن ثم فعلى المؤمنين الذين يشعرون بمعية الله وعنايته وإعانته دائمًا أن يتطلّعوا إلى القيام بالأعمال العظيمة مهما كانت الظروف قاسيةً، ويعطوا إرادتهم حقّها من أجل القيام بهذه الأعمال العظيمة بشكل يتوافق مع قيمتها، حتى تظهر في أكمل صورة وأحسنها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المؤمنين في أحاديثه الشريفة بالتخلق بأخلاق الله، وقد عبرت بعضُ الآيات القرآنية عن هذه الأخلاق بقولها: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ (سُورَةُ السَّجْدَةِ: 7/32)، ﴿الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (سُورَةُ النَّمْلِ: 88/27)؛ بمعنى أنه خلق كل شيء في أبهى صورة وأكملها وأتمها وأحسنها مما جعل الرائين لها يقولون: “ليس هناك ما هو أعظم من هذا”، ويقول الإمام الغزالي غفر الله له فيما يتعلق بهذا الموضوع: “ليس في الإمكان أَبْدَعُ مما كان”.

على الإنسان أن يقوم بعمله على أكمل وجه بحيث لا يخجل عند عرضه على الذات الإلهية، وأن يجلس في الوقت ذاته مع نفسه، ويحدد عيوبه وقصوره.

أجل، ليس أمام مَنْ ينظر نظرةً شمولية إلى الكون ويجيل النظر بين السبب والنتيجة إلا أن يعترف قائلًا: لقد أحسن الله خلْقَ هذا الكون، لدرجة أنه لو وُهب لي من العمر ألفُ عام وأُمرت بإنشاء جزء ضئيل من هذا الكون ما استطعتُ إلى ذلك سبيلًا، وهكذا ترشدنا الأخلاق الإلهية إلى أنه ينبغي للمؤمن وهو يسعى في سبيل الله أن يبذل قصارى جهده حتى يخرج عمله في أبهى صورة وأكملها.

استشعِروا مع كلِّ عملٍ تعملونه أنه سيُعرَضُ على الله ورسوله

ويحدثنا القرآن الكريم عن ضرورة أن ينشد المؤمن الكمال في الأعمال التي يقوم بها للفوز برضا الله تعالى فيقول: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سُورَةُ التَّوْبِةِ: 105/9).

ونلاحظ هنا أن القرآن الكريم يؤكد على أهمية العمل باستخدامه للفظة “اعملوا” بدلًا من “افعلوا”، غير أن ماهية العمل الذي تصفه بعض الآيات الأخرى بالعمل الصالح هي العمل الإيجابي الذي لا يعتريه نقصٌ ولا قصور، ويجري في إطار خطة محددة.

أما قوله تعالى “فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” ففيه تشديدٌ على القيام بالعمل مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأعمال ستُعرض على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ بمعنى أن على المؤمن أن يقوم بعملٍ يرضى الله تعالى عنه، ويفتخر به مفخرة الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، ويغبطه عليه المؤمنون قائلين: “ليتنا وُفِّقْنَا نحن أيضًا للقيام بمثل هذا العمل!”.

إنَّ الذي لا يرى نفسه دنيئةً تحتاج إلى التطهر لن يكون مزكّى لأنه لن يكون قد زكّى نفسه.

وبالمناسبة فإنني أريد أن ألفت انتباهكم إلى أمرٍ وإن كان خارجًا عن موضوعنا الأصليّ وهو: أن المؤمن الذي يرجو الكمال في أعماله لا يستهدف استثارة إعجاب الآخرين، وسوقهم إلى غبطته، وإنما يعمل ويوفي إرادته حقها ليحظى برضا مولاه جلّ وعلا، وإن كانت غبطة الآخرين والتشبّه بهم وعدم التخلف عنهم في إحراز الجماليات الأخروية أمورًا لا حرج فيها إلّا أن النظرَ للأمرِ بحسدٍ وغيرةٍ صفةٌ لا تليق بالمؤمن أبدًا.

الملائكة خيرُ قدوة لنا

يقول القرآن الكريم عن الملائكة: ﴿لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (سُورَةُ التَّحْرِيمِ: 6/66)، يُحقِّقون الإتيان بالأوامر الإلهية تحقيقًا تامًّا، ولا يحيدون عنها قيدَ أنملة، وبذلك فهم خيرُ قدوةٍ لنا، ولذلك يجب على المؤمن أن يسير في عمله على نهج جبريل الأمين عليه السلام، حتى تكون أعماله متوازنةً وفي مسارِها الصحيح وتحظى بتقدير الله عز وجل، فإن اقتضت الضرورة فعليه أن يبذل كلَّ جهده، ويأتي بكل ما في وسعه حتى يعطي إرادته التي منحها الله له حقها، ويؤدي الوظائف المنوطة به على أكمل وجهٍ؛ لأن “مَن طَلبَ وجَدَّ وجَدَ”.

الابتلاء بالنجاح

فمن بذل هذا القدر من الجهد والسعي وفقه الله تعالى بفضله وعنايته إلى نجاحات عظيمة، وربما يلتفّ مئات الآلاف من الناس حول ما قام به ذلك الشخص من عمل عظيم، ويغرقونه في الشكر والمدح والثناء، وحينذاك يبدأ أصعب امتحان بالنسبة له؛ فهل سينسب النجاحات التي حققها إلى نفسه أم إلى صاحبها الحقيقي؟ وهل ستُثير هذه النجاحات فيه شعور الشكر، أم ستدور رأسه ويغشى بصره بها؟ ولا جرم أن الذين سيجتازون هذا الامتحان القاسي بنجاح هم أرباب القلوب الذين لزموا المحو والتواضع، وتعهدوا أنفسهم بالتربية والتهذيب والتقويم، وعرفوا حدودهم في هذا الموقف الحرج الذي قد يخسر فيه الإنسان رغم أنه أدعى للكسب، وكما أعطوا إرادتهم حقها أثناء العمل فهم هنا أيضًا يعطون ضمائرهم حقَّها، ويُحَدِّدون النقطة التي عليهم أن يتوقفوا عندها، ومن ثم فهم لا ينسبون شيئًا لأنفسهم، بل يقولون: “الصانع هو الله، والخالق هو الله، والفاعل هو الله…”، وتراهم يفرّون من نقاط الضعف كالغرور والإعجاب بالنفس فرارهم من الحية والعقرب، ولا يكتفون بهذا بل يفتِّشون عن أوجه القصور في عملهم من باب محاسبة النفس، فيحزنون لها، ويغتمُّون لعدم قدرتهم على الإتيان بعملهم على أكمل وأتمّ وجه.

وبمزيد من الإيضاح نقول: قد يُحْرِزُ الذين يتولّون بعض الوظائف في الحياة العامة نجاحات متعدّدة في المجالات المنوطة بهم، ويطبعون أعمالهم بخاتم الجمال لدرجةٍ تَبْهَرُ ساكني الملإ الأعلى؛ فبعضهم وصل إلى حدِّ الإتقان في عمله بأحاديثه، وبعضهم بكتاباته، وبعضهم بحسن إدارته وقيادته، وبعضهم بمهارته الفنّيّة، ولكن المؤمن الحقيقي يقول أو عليه أن يقول عند إحرازه أيَّ نجاحٍ أو تقدُّمٍ: “لو كان في مكاني من هو أكثر رشدًا وأوسع صدرًا لأتى بأعمال أكثر روعةً وإتقانًا”.

بل لو افترضنا مُحالًا أنه استطاع شقَّ القمر بأصبعه وتغيير مجرى الشمس، وجعل الناسَ يلتفون جميعًا حول حقيقة جليلة واحدة، وحقَّقَ نجاحًا يعادل نجاح جبريل عليه السلام في أعماله فينبغي لصوت وجدانه أن يصدحَ قائلًا: “لو كان غيري في مكاني فلربما أدى هذا الأمر بشكل أفضل وأقوم، حقيقة الأمر أن يدي القاصرة هي التي جعلت هذا العمل لا يصل إلى المكانة اللائقة به، فصار عملًا مبتورًا ضعيفًا”.

القيامة والنفس اللَّوامة

لماذا لومُ المؤمن نفسَه مهمٌّ إلى هذا الحدّ؟! لخطورة أن يخسر في نهاية عمله رغم أنه وقتٌ أدعى للكسب، يقول الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ $ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ (سُورَةُ القِيامَةِ: 1/75-2).

فأقسم سبحانه وتعالى هنا بيوم القيامة ثم أقسم بالنفس اللَّوامة أيضًا، وكما هو معلوم فإن القَسَمَ لا يكون إلا على ما هو مهم وقيّم وعظيم؛ ويوم القيامة حدثٌ مهمٌّ لأن كل المجرات والأجرام والأنظمة الشمسية التي يعظّمها الناسُ في أعينهم سوف تختل وتنهدم أمام علم الله المحيط وإرادته المدهشة وإجراءاته العظيمة، فسيُذْرَى كلُّ شيءٍ في ذلك اليوم كالعصف المأكول ويتطاير، وهكذا كان القسم بيوم القيامة إعلانًا عن عظم هذا الإجراء السبحاني من الله تبارك وتعالى.

ثم يأتي القسم بالنفس اللّوامة، وهي النفس التي لا تثبُت على حال واحدة؛ إذ لا يُعجبها صنيعها، فتحاسب نفسها بنفسِها وتلومها على فعلها دائمًا، وهذه هي الدرجةُ الأولى في الارتقاء والسمو عن طريق النفس، ولا يستطيع إنسانٌ عجز أن يصعد هذه الدرجة الأولى الوصولَ إلى درجة النفس الملهمة، فالنفس المطمئنة، فالنفس الراضية والمرضية اللتين تشكلان جناحيها المختلفين، وأما النفس الصافية والنفس الزاكية فلا يصل إليهما ألبتة، إنّ النفسَ اللّوامةَ بمثابة سُلَّم أو حلزون أو مِصعَد يوصل الإنسان إلى مراتب النفس هذه، ولهذا السبب فإنه لمُهِمٌّ جدًّا أن يواجه الإنسان نفسه دائمًا، ويعزو إليها كل ما يقع من سلبيات، ويلومها دومًا.

آمَنُ الطرقِ للتطهّر من الذنوب

وإن رأي فضيلة الأستاذ بديع الزمان فيما يتعلق بطبيعة مجاهدة النفس التي تغري الإنسان بنفسه عند إحرازه أي ظفر أو نجاح لجديرٌ بالانتباه إلى حد كبير، فعلى سبيل المثال نجده في أحد المواضع يواجه نفسَه ويخاطبها قائلًا: “يا نفسي المرائية! لا تغتري قائلة: إنني خدمت الدين؛ فإنَّ الحديث الشريف صريح بـ”أَنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ“، فعليكِ أن تَعُدّي نفسكِ ذلك الرجلَ الفاجر، لأنك غير مزكاة”، أما المبدأ الذي وضعه من أجل تزكية النفس فهو عدم تنزيهها وتبرئتها، وعليه فإنَّ الذي لا يرى نفسه دنيئةً تحتاج إلى التطهر لن يكون مزكّى لأنه لن يكون قد زكّى نفسه، ولأنه ليس مزكى فلا بدّ أن يعلم أن نفسه هي مصدر كل الأشياء السلبية غير الإيجابية.

المؤمن الذي يرجو الكمال في أعماله لا يستهدف استثارة إعجاب الآخرين، وسوقهم إلى غبطته، وإنما يعمل ويوفي إرادته حقها ليحظى برضا مولاه جلّ وعلا.

ماذا يحدث إن علم الإنسان أن النقص والعيب من نفسه؟!

إن مثل هذا الشخص يتوجه إلى الحق تعالى، فيطلب منه الهداية، وفي نفس الوقت يقبل الله جل جلاله تضرعات ذلك الإنسان على أنها ندم داخليّ وتوبة ضمنيّة، فيفتح له الطرق المؤدّية إلى العفو، أما من لا يأبه بهذه التضرُّعات فإنه يرتكب أخطاءً شتى دون وعي أو إدراك، ويظلّ أيضًا مغرورًا يحسب نفسه شيئًا ما، تمامًا كما يفعل معظم الناس في يومنا الحاضر، فرغم أنهم ليسوا شيئًا يُذكرُ فإنهم يحسبون أنفسهم شيئًا ذا قيمة.

ها هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أذلَّ أكبر قوتين عظميتين في عصره، يتضرع إلى الله بالدعاء، ويبتهل طوال يومه منقادًا إليه تعالى في عبودية دائمة، ورغم أن الذنب لم يستطع أن يتسلل إلى حيّه الطاهر نراه يخلو بنفسه عامَ الرمادة، ينتحب باكيًا، ويتوجه إلى الله راجيًا ألّا يُهلك أمة محمد قائلًا: “اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي!”، فلما قيل له ذات يوم “يا أمير المؤمنين! لو أنك خرجتَ للاستسقاء!” استسقى بسيدنا العباس بن عبد المطلب، ربما قال في نفسه: “مَن أكون أنا حتى أرفع يدي إلى الله تعالى وأطلب منه نزول المطر!”، وعلى ذلك أمسك بيد سيدنا العباس رضي الله عنه وصعد به هضبة، ثم رفع يده عاليًا وابتهلَ إلى الله تعالى قائلًا: “اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا”؛ نافيًا نفسَه، مستسقيًا بسيدنا العباس، طالبًا ما يطلب به، قال أنسُ بن مالك رضي الله عنه -وهو راوي الحديث- فإذا استسقى عمر بهذا الدعاءِ يُسْقَون.

لم يضيّع الله سبحانه وتعالى أحدًا ممن يسيرون في سبيله ألبتة، بل كان في أحلك الظروف يأخذ بأيديهم ويصل بهم إلى شاطئ السلامة.

هكذا ينبغي أن يكون تصرف الإنسان الكامل وموقفه؛ فيجب عليه إلى جانب قيامه بأعماله على أكمل وجه ونِشدَانِه الكمال والتمام في العمل دائمًا، واستخدامه إرادته تمامًا أن يعزو إلى نفسه كل أنواع العيب والنقصان، ويحاسبها باستمرار، ويعمل بذلك القول المنسوب إلى سيدنا عمر رضي الله عنه: “حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا“.

والحاصل أن على الإنسان أن يقوم بعمله على أكمل وجه بحيث لا يخجل عند عرضه على الذات الإلهية، وأن يجلس في الوقت ذاته مع نفسه، ويحدد عيوبه وقصوره موقنًا في نفسه بأنه: “لو كان هناك شخص آخر لاضطلع بهذه الأعمال بصورة أفضل، أما أنا فإنني لا أجيدها وأسيءُ صنعًا”، وفي المقابل فإن الله تعالى سيطهّره بعنايته من الذنوب والعيوب جميعها ويغسلها بماء الحياة.