س: أطلعتمونا على الغرفة الخاصة التي تعيشون فيها، نشكركم على ذلك، نحن ممتنون لكم. تعيشون في ظروف متواضعة جدا، وفي الوقت نفسه معروف عنكم أنكم تديرون إمبراطورية تقدَّر بالمليارات من الأموال. عندكم مستشفيات ووسائل إعلام ومصارف بنكية، في حين لا يوجد أي عنوان لحركتكم، لا أثر لاسم كولن في أي مكان، لا يوجد حتى صندوق بريد، لا عضوية رسمية، لا نظام داخلي. لماذا لا تعلنون عن بياناتكم المالية؟
ج: فيما يتعلق بالجانب المالي، فنحن في منتهى الشفافية، لو جاء أحد المسؤولين الأمريكيين، فبإمكانه أن يفتش في كل مكان وفي أي وقت شاء. يمكنكم أن تفتشوا المكان الذي أعيش فيه، غرفتي، سريري، بإمكانكم أن تنظروا في ثنايا كتبي ودفاتري ومقالاتي التي كتبتها في بعض المجلات. وبالتأكيد ستخرجون من هنا راضين مطمئنين. لن تجدوا سوى شفافية مطلقة. لا شك أن كل بلد يمتلك جهازا للمراقبة المالية، كما أن هناك مسؤولين في المجال القضائي ومسؤولين في المجال الأمني، بإمكانهم أن يذهبوا إلى مؤسسات الخدمة حيثما كانت، ويفتشوا فيها حتى أدق التفاصيل، فإن عثروا فيها على أي خلل أو ثغرة فليغلقوها بدون تردد. لن أحزن أبدا ولن أحتجّ بكلمة واحدة. كانت نصيحتي لجميع من وثقت بهم، ووثقت بصدقهم وإخلاصهم ونزاهتهم “كونوا شفافين دوما، احرصوا على الاندماج مع البلد الذي تعيشون فيه أيا كان ذلك البلد، حذار أن تقصّروا في ذلك، اعتبروا أنفسكم منهم، فكروا بمصالح ذلك البلد دائما، واعملوا على خدمة أهله”. هذه توصياتي التي أرددها دائما. ولا أظن أنني مخطئ في ذلك. رغم كل هذا، إن جاء أحدهم ينقّب عن هفوات أو فلتات، فاسمحوا لي أن أقول إنه فاسد العقل والقلب ويحمل نوايا مغرضة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: حوار الأستاذ فتح الله كولن مع قناة ZDF الألمانية مع الأستاذ فتح الله كولن، الذي تم بثه بتاريخ 23 سبتمبر 2016م.