أُقيمت اليوم الاثنين 19/ 1/ 2020 بمقر مركز إبداع احتفاءً بصدور العدد الثامن من إصدارة نسمات ندوة بعنوان: “الإنسانية الصالحة قراءة في إصدارة نسمات الجديدة”.
حضر الندوة الأستاذ الدكتور محمد صلاح عبده أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر محاضرًا، والدكتور خالد راتب المفكر الإسلامي والمحاضر بجامعة حلوان محاضرًا، والشاعر الحادي العربي السيد عمران مقدمًا للندوة، كما حضر الندوة لفيف من طلاب العلم من جنسيات مختلفة.
بدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس تحرير إصدارة نسمات الأستاذ صابر المشرفي، والتي رحَّب فيها بالحضور الكريم، ثم عرَّف بإصدارة نسمات التي انطلقت فكرتها في إسطنبول، وشهدت القاهرة ولادتها عام 2016، ويسعى القائمون عليها إلى أن تكون مركزًا بحثيًّا متكاملاً حول مشروع الخدمة وفكر الأستاذ فتح الله كولن، يضم مواقع إلكترونية، وإصدارة ورقية، ومشاريع كتب، وندوات يُستضاف فيها كبار الكتاب من الأكاديميين والمثقفين، وورشات عمل لإمداد الباحثين بالاستشارات العلمية المتخصصة.
واختتم الأستاذ صابر المشرفي كلمته بدعاء كان طلاب الأستاذ كولن يستفتحون به حلقتهم العلمية معه يوميًّا منذ خمسين عامًا وحتى يومنا هذا.
وفي كلمته التي امتزجت فيها الفقاهة بالحكمة، وانصهرت الحكمة بالعرفان، صال وجال الأستاذ الدكتور محمد صلاح عبده مطلًّا إطلالة واعية على مقالات إصدارة نسمات في عددها الثامن، ومحلِّلاً لمقال الأستاذ الدكتور محمد جكيب “التاريخ وبناء الإنسان”، حيث عرض أقوال العلماء في تعريف الإنسان، واختتمها بتساؤلات كاتب المقال التي دارت حول، كيف ينظر الأستاذ كولن إلى الإنسان ووظيفته في الوجود؟ وما المصدر الذي يستقي منه هذا المفهوم؟ ومن الإنسان الكامل الذي يجب أن يكون قدوة؟ إلى آخر هذه الأسئلة التي يخلص منها كاتب المقال إلى أن الأستاذ كولن يستقي نظرته للإنسان من طبيعة تحديد القرآن الكريم باعتباره وحيًا، ومما تقرره سنة خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فالإنسان في القرآن الكريم هو مدار التكليف، وهو كما يقول بديع الزمان سعيد النورسي ثمرة شجرة الخلق.
وتحت عنوان التاريخ والقدوة تحدث المقال عن القدوة كمفتاح من مفاتيح منهج بناء الإنسان عند الأستاذ كولن من خلال اعتماد هذه القدوة على مكونين رئيسين:
المكون الأول: الإنسان الكامل وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المكون الثاني: مكون الصحابة وهم ذلك الجيل القادم من أوساط اجتماعية وثقافية وفكرية ودينية مختلفة ومتنوعة، وهم كذلك الجيل المتنوع النفسيات والذهنيات، لكنهم تحولوا في مدة وجيزة إلى قدوة لغيرهم عبر الزمان والمكان، إما بفعل ما زرع فيهم من نور النبوة أو بفعل تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في ضوء التربية التي تلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه وتعالى.
أما الدكتور خالد راتب المفكر الإسلامي فقد بدأ محاضرته بكلمات ثلاث عن الأستاذ كولن، أولها: أنه عالم بالتاريخ ودوراته، فمن يجهل التاريخ يعجز عن بناء المستقبل.
ثانيها: أنه يعلم الواقع ومآلاته. ثالثها: أنه عالم بالمستقبل واحتمالاته. كما أكد الدكتور خالد راتب أنه من خلال القراءة الواعية لكتاب من البذرة إلى الثمرة يمكن استنباط معالم المنهج التربوي الإصلاحي الذي يصلح تطبيقه على الإنسانية كلها، والذي يمكن تلخيصه فيما يلي:
- أنه منهج يتسم بالواقعية، ومن ثم سهل تحويل نظرياته التربوية إلى واقع ملموس في صورة مشاريع ومؤسسات
- منهج مُستلهم من الواقع الملموس
- نظرته تكاملية جمعت بين أبعاد الكون كله في التربية
- أنه منهج استباقي أي لديه قدرة على التنبؤ بالمشكلات قبل وقوعها ومن ثم القدرة على إيجاد الحلول لها.
- أنه منهج شمولي يشمل العقل والمنطق والحس والعاطفة
- أنه منهج يعتمد على نور القرآن الكريم ونجاعة السنة النبوية المشرفة.
ثم ألقى الشاعر المتألق الأستاذ العربي السيد عمران مجموعة من أشعار ألوان وظلال والتي لاقت استحسانا طيبا من الجميع وفي نهاية الندوة توجه بعض الطلاب بأسئلة لكلا الضيفين.