إذا وحّد العبد بين “القال-والحال”، عَلَتْ منزلته عند مولاه، ومَن عَلَتْ منزلته عند مولاه، ارتفعتْ مكانته في النفوس، وكان لِـقالِه وقعٌ في القلوب. فـ”القال-والحال” طرفا “لسانٍ واحد” له ما له من الأهمية في إعلاء الحق وتمثيله وتبليغه. وإذا ما صدع هذا اللسان بالحقيقة زلزل القلوب. ذلك هو شأن من جمع بين الحال والقال ولم يفصل بينهما؛ فكلماته تترك في القلوب أثرًا لا ينمحي ويُكتَب لها الخلود. وفي الأثر أن الله أوحى إلى عيسى ابن مريم: “عِظْ نفسَك بحكمتي، فإن انتفعتْ فعِظ الناس، وإلا فاستحي مني”، وفي هذا أبلغ البيان للسر الكامن وراء تصديق القول بالفعل.