إذا لم نستطع أن نعبر عن ذاتنا بصدق فسيصبح انتظار تغير الآخرين لا معنى له. الإنسان هو المرآة الوحيدة التي تستطيع أن تعكس تجليات الذات الإلهية بأسمائها الحسنى وصفاتها السبحانية؛ ولذلك فعلاقتنا تجاه الإنسان تعني علاقتنا بصنعة الله سبحانه وتعالى فتلك العلاقة معيار لكمال احترامنا لله تعالى.
في أولمبياد اللغة التركية وفق الله إخوانكم لتحقيق هذا المعنى، لدرجة أنني ترسخ عندي إيمان بأنهم سيفتحون قلوب العالم، هناك الأسود والأبيض يحتضن كل منهما الآخر ويبكون لأنهم سيفترقون، إنهم يتوجون فراقهم بالبكاء، عندما شاهدت هذا الموقف جلست في مكاني وشاركتهم البكاء. إنه أمر مبشر جدًا للمستقبل لأن هذا معناه التآلف بين البشر.
ولأننا لم نعبر بجد عن قيم الإسلام فالآخرون يرون الإسلام على غير حقيقته، فهناك سيل من المشوشات السوداء بكمية كبيرة، أنظروا سترون هذا السيل الأسود حولكم يسود وجوه المسلمين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم سيصل اسمي لكل مكان تطلع عليه الشمس، قولو لي ألم تنتشروا في ربوع الأرض وفي كل مكان تطلع عليه الشمس أم لا؟ من جهة يمثل هذا الهم تطهير لأرواحنا ومن جهة أخرى يسوقنا إلى غاية علوية شريفة لنخدم فيها.
فهي حياة قلبية جديدة تتمـثل في الإيمــان بـالله، وبريشة معرفة الله الضاربة على القلب أثناء سيرنا، وفي الطريق إلى الله سنجد أنفسنا في كل خطوة نخطوها تتجلى لنا حزمة من أطياف المعرفة الواردة على قلوبنا. لكن إن توقفنا في مكاننا وأكتفينا بالموجود فسيعبر هذا عن قلة همتنا، وكالأشجار اليابسة في مكانها سنكون وما رأه الأخرون منا بالأمس يجب أن يشاهدوا غيره اليوم نحب أن نقدم لهم أمرا مختلفًا وجديدًا حتى ينجذبوا إلى ما نقدمه، وبانجذابهم سيصلون إلى الله وإلى أفق النجاة.
أما عن علاقتنا بمن هو أقرب من أنفسنا منا فيجب أن نعيد تأسيسها، يجب علينا أن نتجاوز بُعْدنا عنه حتى نحظى بالقرب منه جل وعلا، ومادام هو نثرنا في الأرض كالبذور فيجب أن نتمثل حال البذور في ارتقائها ونموها، ومادام زرعنا في مختلف أنحاء العالم علينا أن ننبت الثمار النافعة. اللهم خذ بأيدينا، فبدونك نحن لا شيء.