Reader Mode

على رجالات “الخدمة” ألا يحيدوا عن جادة الاعتدال والاستقامة مهما بلغت بهم المظالم والاعتداءات. عليهم أن يكونوا متوازنين في أفكارهم وعواطفهم دائما. أن يوازنوا بين القوة العقلية والقوة الغضبية والقوة الشهوية، أن يسلكوا في كفاحهم مسلكا رشيدا حين يتعرضون لكراهية أو حقد أو حسد أو اعتداء. الرشاد الحقيقي أن تحافظ على التوازن إزاء من اختلت لديهم جميع الموازين.

يقول تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا). نزلت الآية في مكة حينما كان الحبيب المصطفى (ص) والصحب الكرام يتعرضون لأذى يفوق العقل والتصور. كان الأمر للمؤمنين أن يقابلوا تلك التجاوزات بصدورهم الرحبة ويلوذوا بالصبر ولا يلجئوا إلى الرد بالمثل. واجب المؤمنين ألا يتخلوا عن قيمة الحق والعدل بسبب رداءة الآخرين في سلوكهم. ظلم الآخرين، لا يسوّغ لكم الظلم أبدا. أنتم كأصحاب قلوب تنبض بالإيمان، عليكم أن تلتزموا بالعدل مهما كان الثمن.

ولكن إذا شُنّت ضدكم حملات تشويه، وصار الظلم عادة، وانتهاك الحقوق عُرفا، وباتوا يرشقونكم بزفت من الأكاذيب والافتراءات صباح مساء دون توقف.. عندئذ من حقكم أن تنشروا توضيحا أو تصحيحا أو تكذيبا أو ترفعوا قضية تعويض، حسب الحالة. ولكن حتى عند استخدامنا لهذا الحق، ينبغي أن نتحلى بسلوك رفيع يليق بأدبنا وشخصيتنا. كل يعمل على شاكلته، واجبنا أن تكون تصرفاتنا وأقوالنا مناسبة لشخصيتنا وأدبنا مهما قست الظروف واشتدت الأحوال.