بعض المنافقين يفترون على أُمِّنا المباركة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، التي هي فوق كل الأمهات لو وُزنت بكل الأمهات مِن أمثال أمهات الأناضول الطاهرات العفيفات لفاقتهن في العفة والطاهرة، ولما وزن ذلك كله منهن شعرة من براءتها الغراء، ولكن أحد السفهاء أو اثنين منهم، يفتري عليها افتراءً من المعيب أن يقال، أو يُصغى إليه، أُفْتُرِي عليها كما يُفْترى عليكم اليوم، افتروا على تلك العفيفة الطاهرة عزيزة النفس، التي نشأت في بيئة نزيهة، ولكونها نشأت في بيئة نزيهة وقُربها من فخر الإنسانية وكونها ابنة الصديق الفريد أبي بكر وأمها الصحابية الفريدة، لقد كانت آلام تلك المصيبة عليها أضعافًا مضاعفة، لم يكن ألم المصيبة من جراء الافتراء عليها شخصيًّا فحسب، بل لمكانتها السامقة، ولم يكن مجرد افتراء واحد، بل كانت تشعر بمرارة المصيبة مثل ما شعرت السيدة مريم عليها السلام، كيف انطلى على بعض المسلمين السذج هذا الافتراء، وكيف لهج به بعض الصحابة المنتقين الأخيار رضوان الله عليهم، الذين تدفقت عليهم شلالات الوحي، والذين يرون ماهية الأشياء رؤية صحيحة مطابقها لحقيقتها ويعطونها حق قدرها، حتى هؤلاء الناس بُهِتُوا بحديث الإفك، هكذا كان تأثير الإفك والكذب والزور، ولم ينبري مَن يُذُبُّ عن أمنا ويقول الحق، لقد بُهِتُوا بسبب ذلك الافتراء والكذب، ما كان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن ينتظر الوحي متقلبا في آلامه وأحزانه، وهكذا أبو بكر رضي الله عنه كان يتقلب في الآلام، ووالدتها وأختها أسماء وحتى الزوجات الطاهرات كلهن كن يتقلبن كمدًا وحزنًا، واستمر هذا الحال طيلة أيام حتى باتت أمنا عائشة رضي الله عنها طريحة الفراش. إن الافتراءات التي تصيبكم والظلم الذي وقع عليكم في المعاملات والاعتقالات والتهجير والتحقير والأكاذيب المزيفة، وقد بلغت أنهم يريدون أن يهيمنوا عليكم وينفوكم من الأرض ويُبيدوكم كليًّا. لقد كانت هذه الأحداث صدمة أثَّرت في النفوس وكادت أن تجُرّها إلى الأعمال السلبية، شخصان من أزكى أبناء الأناضول أحضروهما بالأمس لتشييع جنازة والدتهما وهما مكبلين من خلفهما، هذا المشهد أثَّر في مشاعري، ألهذا الحد سقطت الإنسانية في أراضي الأناضول المباركة حتى إني لم أتمالك عبراتي، هذه تشييع جنازة والدتهما!!! “وافق شنٌ طبقة”. عندما يأمر هيملر وفهرر، يسرع رجال إس إس في التنفيذ. لم تحصل الدنءة والشناعة إلى هذا الحد من البشاعة في تاريخ الأناضول