ما دعوت في حياتي إلا خيرا. دعوت أن أرى أمامي شبابا تفيض أعينهم بالدموع. انتظرت شبابا علقوا قلوبهم بالدعوة إلى الله. عبرت عن ذلك في نظمي ونثري. اعذروني، قد تبدو أمنياتي مثاليات، لكن هذا ما رجوته طوال حياتي. هذه العبارات كتبت في فترة امتلأ فيها قلبي ألما وفاض أنينا. كتبت هذه المنظومة في فترة كنتم فيها غائبين. غيابكم كان قاصما لظهري في قيامي وقعودي:
أيها الشاب! تأمل هموما تراكمت عبر عصور
تفشّت في المجتمع علل شتى لا دواء لها،
كل جزء من أجزاء الأمة مصاب بداء عضال،
عقول مهزوزة، قلوب مغشيّ عليها، دواء مجهول..
ساحات ترتجّ هتافا وضجيجا، جماهير بلا غاية،
كأن الناس أسماك في أحواض من زجاج،
يسيرون في حيرة، يخبطون يمينا وشمالا،
وداعا للوعي، وداعا للحكمة،
هل لمجتمع حياة مع هذه الكوارث؟ هيهات!..
عيون عمياء، آذان صماء، عواطف سوداء،
مدن تغص فسادا، شوارع قنوات للأوساخ،
شباب أسرى فوضى، حرية سند لكل عبث،
هُتك ستر الحياء، ديس على الطهر والعفاف،
الكذب ذهب خالص، الخداع سلطان على عرشه،
دود في الجسم ينخر، جفت الأوراق واحدة واحدة،
روح الأمة ممزّعة، الأمة ممزّقة،
أيها الشاب! أنت فارس هذه الجولة!
أنت المنتظَر في الأحلام والأماني منذ سنين،
انهض! استفق! هاك نور الفجر يشرق،
وتدحر الأنوارُ جيوش الظلام،
لا تبطئ، أسرع بدلوك إلى كل مكان،
تصدَّ للنيران هيا، هذه مهمتك!
لتتمزق الظلمات كلها، ويشرق الدرب الأغرّ،
أقبل، وكن أمين وديعة الإسلام دون نكوص،
أنت البطل المنتظر منذ قرون،
أقبل، لم يبق في ركبنا حول ولا قوة..!