سمعت مرارًا من غير واحد من الأخوة ممن كانوا أبطالاً في البذل والعطاء والإنفاق وصادرت الحكومة التركية ممتلكاتهم ظلما في الآونة الأخيرة يقول: “أنا بدأت عملي أجيرًا بسيطًا. ثم جئت إلى إسطنبول، اشتريت أرضًا بمكسبي المتواضع. الأرض جاءت بأرض أخرى، الأرض أنجبت مبنى، المبنى أنجب مبنى آخر، ومن ريعه أُنشئت مبان أخرى، ومنها أنشئت فيلل، ومنها أُنشئت مساجد عملاقة كذلك الذي أنشئ في جنوب أفريقيا. كان الله هو المعطي يومها، وهو اليوم يأخذها”، يحكي ذلك مبتسمُا. يقول “قلبي مطمئن، الله أعطى والله أخذ”. ولا يكتفي بهذا، بل يبرر الأخذ فيقول: “لعل شيئًا من حظ النفس خالط هذا الكسب. لعل الحساب عليه سيكون شاقًّا في الدار الأخرى، فأخذه الله هنا ليعفيني من الحساب هناك”. هذا تفكير أبطال الإنفاق عندكم.
في اللحظات الأولى من الصدمة ينبغي الاعتصام بالصبر. فخر الإنسانية (ص) يقول: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”. عندما يطعنونك بالإبرة صُرّ على أسنانك ولا تقل “أف”. سنستمر على هذا النحو، سنصبر عند الصدمة الأولى، وبعدها، ولا نشكو. رأينا شدة الدهر، على الله توكلنا. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير. هذه أنفاسنا التي نرددها. حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وبهذه الكلمات سنختم حياتنا.