يا للإنسان المسكين!. حياته مؤقتة في هذه الدنيا ينخدع بطول الأمل لكنه يظن نفسه خالدًا، يظن نفسه أبديًّا فيقول: ” أريد أن أمتلك هذا الشيء وأشتري ذلك الشيء ..إلخ” ها أنتم ترونني أضع “سكارين” في الشاي، أهيئه لنفسي قائلاً: “لعلي أرتشف رشفة تزيل جفاف شفتيّ”، لكن أحيانًا قد لا يكتب لي نصيب في رشفة منه كما ترون، ستأتي لحظة يقال فيها لذلك الذي يكدّس ثروات الدنيا مثل قارون “كفى، انتهى وقتك”، أثناء انهماكه في جمع المال سيقال له “هنا نهاية الطريق”، سيخسف به قبل أن يذوق لذة تلك الممتلكات بلطم “فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةً يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين”. إذا غاب العدل والحق في شيء فمصيره الخسف مهما بلغ من العظمة، يقول الشاعر ضياء باشا: إذا ضاع العدل بين أفراد دولة يخسف بها حتى لو بلغت العرش في عظمتها، فإذا بتلك القصور والفلل والمنازل الفخمة منحات ومآتم، في اللحظة التي يقول فيها سأشتري، سأفعل، سأمتلك”، يُنادى عليه من السماء “هنا النهاية”، فيطعون صوته وأنفاس “علينا أن نعيش في هذه الدنيا “المباركة حاملين فكرة الغد في جوانحنا. وصفت الدنيا “بالمباركة” لأننا بفضلها نفوز بالآخرة، ولأنها مزرعة الآخرة، ومتجلّى الأسماء الإلهية، ومظهر الصفات السبحانية، الدنيا غالية بهذا الاعتبار، فإذا أغفلت فكرة “الغد” فيها، فقد بعتها بثمن بخس، بينما يمكنك أن تشتري بها الآخرة والجنة وجمال الله ورضوانه سبحانه يمكن أن تقول للباري تعالى: “استثمرت ثروات الدنيا من أجلك يارب، أجل من أجلك فقط”