Reader Mode

نستطيع فهم ما يأتي من آية “وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً”:

جعْل البيوت متجهة نحو القبلة، أي نحو الجنوب، وبذلك تُحل مشكلة أشعة الشمس وحرارتها أيضًا.

جَعْل البيوت ملائمة لمهمة المساجد، فمن جهة تم التأكيد على:

“فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ” (النور: 36). ومن جهة أخرى تمت الإشارة إلى بيوت تقوم بأداء مهمات ووظائف هامة.

إذا تناولنا موضوع صدور الأمر باتخاذ كل بيت قبلة ومسجدًا نفهم وجوب اتخاذ كل إنسان البيت الذي يسكنه معبدًا، ويجعل نفسه عابدًا دائمًا فيه ويحيي بيته بالعبادة، ولا يجعله كالقبور الخالية من الحياة.

صحيح أن الآية تبدو وكأنها توصية خاصة بموسى وأخيه هارون عليهما السلام ولكن الآية تقوم بعد ذلك بتوصية عامة “وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ” (يونس: 87)، أي إن كانت الظروف غير ملائمة ولا تسمح بالعبادة العلنية فاجعلوا بيوتكم معابد سرية. أو عليكم أن تقيموا معابد لذكر الله تعالى في كل حال من الأحوال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: فتح الله كولن، أضواء قرآنية في سماء الوجدان، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ6، 2012، صـ164.