يجب ألا يخلو البيت من الإدارة، فإن خلا من إدارةٍ تحفظ التناغم والتوازن فيه سادت هذا البيتَ الفوضى الإدارية، وما تمكّن الأطفال من التخلّص من الازدواجية.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ (النِّسَاءِ: 34).
وجود أبوين غير مسؤولين وتلقّي أوامر مختلفة من جهتين يشتّت أفكار الطفل
مسؤوليات الرجل والمرأة
إن الرجل في البيت مسؤولٌ في أمور معيّنة عن حفظ النظام والتناغم في البيت، بل يمكن أن يُقال إنه المسؤول الأوّل عن أمورٍ كثيرة، وفي الواقع إن الطفل في حاجةٍ إلى مثل هذا الإنسان المسؤول، فالطفل الذي يشهد الشعور بالمسؤولية داخل البيت لن تسود حياتَه فوضى ولن يتخلّلها عبث، وإلا فإن وجود أبوين غير مسؤولين وتلقّي أوامر مختلفة من جهتين يشتّت أفكار الطفل.
فضلًا عن ذلك ينبغي للطفل عندما يخاف من أحد أبويه أن يلجأ إلى الآخر، فيجد مثلًا عند أبيه مخافةً ومهابةً وعند أمه شفقةً ورحمةً، والعكس صحيح، فبمثل هذه المشاركة والتعاون يعيش الأطفال بين خوفٍ ورجاء، ولن يشعروا بالوحدة قطعًا، فإن لم تقم الحياة الأسرية في البيت على هذه المشاركة والتعاون استمرّ النزاع والخلاف والتناقض، إذ ترى المرأة في نفسها أنها رئيسة البيت، ويرى الرجل أنه رئيس البيت، وعند ذلك ينشأ الأطفال غلاظ الطباع، متبلّدي المشاعر، غير أسوياء.
إن لم تقم الحياة الأسرية في البيت على المشاركة والتعاون استمرّ النزاع والخلاف والتناقض
خليفة الله
وقناعتي أن الأجيال المثالية تحتاج بدايةً إلى بيت مثالي. أجل، يجب أن يرتبط البيت بدايةً بالله تعالى، فإن تناول الوالدان أو أحدهما مسألة التربية بشكلٍ يليق بـ”خليفة الله” في الأرض أصبح أهل هذه الأسرة بفضل هذه الرابطة أعزّاءَ كرماء مسيطرين على زمام الأمور، فلا مجال حينئذٍ لوقوع المشاكل في مثل هذا البيت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: من البذرة إلى الثمرة، دار النيل للطباعة والنشر 2015 ص 98/99
ملحوظة: بعض العناوين وبعض العبارات من تصرف المحرر.