“المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”. أن تعيش مع الناس و تتخلى عن فكرة الخلوة، وأن تصبر على أذاهم، هذا أعظم أجرا من أن لا تنشغل إلا بنفسك وتبحث عن الأمان في خلوتك قائلا “ما شأني بهموم الناس”وأن تفكر في نفسك فحسب، اولئك الذين يتحملون الأذى أفضل من الآخرين بأضعاف. ستتعرضون للأذى، ويقسو عليكم الناس، وتحسون بوقع كلمات الشاعر أشرف على الدوام:
“يا للآلام التي أصبت بها منذ أن جئت إلى الدنيا،
انسحقت تحت أثقال الغموم وذقت ألف لون من الأذى،
ليس الغرباء، بل فجعني أصحابي وخلاني،
تحول بدني إلى كومة أنقاض بين الأصحاء..”
ستموج هذه المشاعر في داخلكم وتفور دوما، مع ذلك ستقولون “لا ضير”. “سيدي، مفخرة الإنسانية (ص) ذاق مئة ضعف ما ذقته من آلام. أبو بكر، عمر، عثمان، علي وأمثالهم تجرعوا مئة ضعف ما تجرعناه. أوذوا، لكنهم لم يتراجعوا نصف خطوة إلى الوراء، ناهيك عن خطوة. كلما نزلت مطارق على رؤوسهم أسرعوا أكثر. ارتفعت معنوياتهم وازدادوا عزيمة وأسرعوا في السير أكثر. ما يحتاج إنجازه إلى ٥ سنوات أنجزوه في سنتين بإذن الله.