لا يمكن تحقيق الديمقراطية بالعنف، ولا يمكن الحفاظ عليها باستخدام وسائل العنف. كما لا يمكن تأييد أي عملية تهدف إلى إسقاط سلطة سياسية بطرق مناقضة للديمقراطية حتى لو انتهكت السلطة السياسية حقوق مواطنيها الإنسانية الأساسية ومارست عليهم أصنافًا شتى من الظلم.
لقد تعرّض متطوعو الخدمة إلى ألوان من الضغط والقمع لا نظير لها في تاريخ تركيا سواء من حيث الأساليب التي استُخدِمت ضدهم أو الأعداد الهائلة التي مورست عليها تلك المظالم. ورغم تلك التجاوزات الشنيعة لم يُلوِّح واحد من متطوعي الخدمة بقبضته ضد هؤلاء الظَّلَمة بقصد تهديدهم. فهم مستمرون- مهما كان الثمن الذي تكبدوه باهظا- في الالتزام بالطرق السلمية والالتجاء إلى الوسائل القانونية لاسترداد حقوقهم التي سلبت منهم قهرا. هذه هي الصورة وتلك هي الحقيقة؛ فإن شكَّك أحد –بعد ذلك- بولاء هؤلاء الأبرياء لسيادة القانون وأمن البلد وسكينته وسلامه، فلا يمكن تفسير ذلك التشكيك إلا بالعَمَى الراجع إلى قناعات مسبقة.
أعلن للعالم بأسره أن أبناء الخدمة لن يتخلوا عن ولائهم للديمقراطية وسيادةِ القانون، مهما بلغ حجم التنكيل بهم والتعدي على حرياتهم وممتلكاتهم.
إنني أعلن للعالم بأسره أن أبناء حركة الخدمة لن يتخلوا أبداً عن ولائهم للديمقراطية وسيادةِ القانون واحترام مبادئه، مهما بلغ حجم التنكيل بهم والتعدي على حرياتهم وممتلكاتهم، ومهما بلغ حجم الانتهاكات والتمييز الفئوي ضدهم.
إن أولوية هؤلاء الذين لم يؤذوا حتى النملة هي محاربة الجهل والفقر، ودعوة الناس إلى تبني قيم العيش المشترك والتسامح، لترسيخ أسس المحبة والسلام في شتى بقاع العالم. وسيظل العمل الإيجابي البنّاء هو الراية التي ترفرف فوق رؤوسهم وهم يواصلون السعي نحو هذه الغاية، ولن يتركوها أبدا من أيديهم مهما قابلوا من عقبات.
المصدر: مواقف في زمن المحنة، حوارات إعلامية مع فتح الله كولن، ص، ٣٠٨؛ وبيان الأستاذ كولن بمناسبة مرور عام على محاولة الانقلاب في تركيا، ١٥ يوليو ٢٠١٧
ملاحظة: العنوان من تصرف المحرر.