سؤال: ما الموقف الإيماني الذي يجب مراعاته عند تحقيق نتيجة إيجابية أو إحراز نجاح ما؟
الجواب: إن المؤمن الحقيقي هو الذي يعي أنّ كلّ حسنةٍ أصابها أو جمالٍ اكتسبه أو نجاحٍ حققه إنما هو من عند الله عز وجل، وأن كلَّ سيئةٍ أصابته أو فشلٍ مُني به إنما هو من عند نفسه؛ لأن الحق سبحانه وتعالى يبين هذه الحقيقة بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ فيقول: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ (سُورَةُ النِّسَاءِ: 4/79).
ولذا يجب على المؤمن ألّا ينسب لنفسه أبدًا أيّ حسنةٍ أو جمالٍ كان هو وسيلةً لهما ولا أيّ عمل أو خدمة قام بهما، ففي الواقع إننا عندما نسبّح ربّنا تبارك وتعالى في جميع صلواتنا نعلن أنه سبحانه وتعالى لا ندّ ولا شريك ولا نظيرَ ولا مثيلَ له في إجراءاته وشؤونه وربوبيته، فإذا ما شعرنا في أعماق قلوبنا بهذه الحقيقة -التي تتفوّه بها ألسنتنا- وجعلناها تستولي على أفكارنا تمامًا؛ نكون بذلك قد نجونا -بإذن الله تعالى- من الوقوع في جرمٍ كبيرٍ كأن ننسب إلى أنفسنا الجماليّات والنجاحات التي كنّا وسيلةً إليها.
طوبى لمَن عرّف حدّه فوقف عنده
يجب على المؤمن أن يعرف حدّه ولا يتجاوزه، أيًّا كانت النجاحات التي حققها، ويشير الأستاذ النورسي رحمه الله رحمة واسعة إلى هذه الحقيقة التي يؤكّد عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “طُوبَى لِمَنْ عَرَفَ حَدَّهُ وَلَمْ يَتَجَاوَزْ طَوْرَهُ”[1].
غير أن هذا يتأتّى من إدراك الإنسان بأنه خُلقَ من لحم ودم، وأن ماهيته قد عُجنت بالعجز والفقر، فضلًا عن ذلك ينبغي للإنسان أن يتعمّق أكثر في تفكيره، وأن يراعي أنه تلطّخ بالأرجاس التي يمكن أن نصفها بالبلوى العامة، وأنه غرق في الذنوب حتى أذنيه، ومن ثمّ عليه أن يقول:
أنا إنسان لا حيلةَ لي؛ بمعنى أن الله تعالى قد تكرّم عليّ بكلّ هذه الأفضال والإحسانات بمحض قدرته ورحمته الواسعة، فلو فكّر الإنسان على هذه الشاكلة، وتوجّه إلى ربّه بتوحيدٍ خالص، فلن تساورَه الأوهام التي تجاوزُه حدّه، وسيُديم الله تعالى عليه نِعَمه لأن ذلك الإنسان قد أدرك أن الله تعالى هو مصدر كلّ نعمةٍ يُتنعّم بها.
وينبغي ألا يغيب عن عقل الإنسان ما اقترفه من ذنوبٍ وآثام حتى يعي أن نفسه لا يُؤمَن لها ولا يُعوَّل عليها؛ وبذلك لا يأخذه الغرور والكبر طالما أنه على وعي بالجرم الذي ارتكبه، دَعْ عنك الكبر والغرور، إنه -علاوةً على ذلك- ينظر إلى نفسه نظرة الإنسان المجرم على الدوام، وينظر إلى الأعمال الخيرة في الظاهر على أن الله تعالى قد يجري أمثالها على يد الرجل الفاجر؛ وعندها يقول في نفسه: “أنا إنسان لا حول لي ولا قوة، ولكن الله تعالى يجري النفع على يد مَن لا يُرجى منه ذلك”، وعليه ألّا يكفّ عن مساءلة نفسه ومحاسبتها دائمًا بوسائل شتّى.
ولا يدفع هذا الإنسانَ إلى أن يعتقد أنه لا بدّ من اقتراف ذنبٍ حتى يتخلّص من مثل هذه الأوهام، لأن الأخطاء التي نقترفها دون وعيٍ أو سابق إصرارٍ -مثل الاستماع إلى الذنوب والإقدام على ارتكاب خطإٍ ما- تُعدّ بمثابة رأس مالٍ كافٍ لندرك أن النفس لا يوثق بها، المهم هو الاستفادة من هذه الأخطاء، فإذا ما تاب الإنسان إلى ربّه ألف مرّةٍ، واستحضر الخطأ الذي ارتكبه دائمًا بين عينيه فلن ينسِب إلى نفسه أبدًا النتائج التي تفضّل الله تعالى عليه بها جرّاء العمل والجهد، وسيشعر يقينًا أن هذه النتائج هي لطفٌ من ألطاف الله.
أما الأمر الذي تجب مراعاته عند هذه المحاسبة الراقية: فهو أن الشيطان قد يعمل على تعظيم الجرم لصاحبه حتى يبعده عن ربّه عز وجل، ويحاول أن يخدعه قائلًا: “لن تستطيع أن تتّجه إلى ربّك وأنت محمّلٌ بهذا الجرم”، ومن ثمّ فعلى الإنسان في مثل هذه الأحوال أن يتوسّل بكلّ السبل التي تساعده على التطهّر من ذنوبه، ولا يقنط في الوقت ذاته من رحمة الله تعالى، بل يقول: “جرمي كبير، ولكن قلبي لك عاشق”، لا بدّ ألّا تمنعه ذنوبه من التوجّه إلى ربّه والتطلّع إلى لطفه وعنايته وفضله ومشاهدة شؤونه سبحانه وتعالى، وحتى إن اعتقد أن هذه الذنوب قد أبعدته كثيرًا عن ربّه فعليه أن يَسْبح بأفكاره ومشاعره حول القرب منه سبحانه وتعالى، وإن غرق الإنسان حتى أذنيه في الآثام وليس إلى ساقيه أو ركبتيه فعليه أن يتوجّه أيضًا إلى الله تعالى السلطان الأوحد لدائرة الربوبية والألوهية، وإلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم داعٍ في هذه الدائرة، وأن يفنى في حبّهما، ولا يبرح ذلك الباب أبدًا، وقد يبدو هذا تناقضًا من ناحيةٍ ما، لكن يجب على المؤمن أن يقيم توازنًا بين هذه التناقضات في حياته.
الشيخ لا يطير ولكن المريد هو مَنْ يدفعه إلى الهاوية
ولنرجع إلى موضوعنا الأصلي ونقول: إنّ مِن أكثر المهالك التي يقع فيها الإنسان إزاء ما يحقّقه من نجاحاتٍ هو أن يفكّر أنه جديرٌ بهذا المدح والثناء الموجّه له نتيجة ما أحرزه من نجاح، بيد أن الله تعالى قد يتفضل على الإنسان بأعظم من هذه الجدارة واللياقة التي هي ابتلاءٌ في حدّ ذاتها؛ ولذلك لا بدّ للإنسان ألا يقصِّر في أداء شكره لله سبحانه وتعالى على ما أنعم عليه من فضائل من ناحيةٍ، وألا يعزوها إلى نفسه من ناحيةٍ أخرى، إن الإنسان الذي يعي الجرم الذي وقع فيه لا يعزو لنفسه شيئًا من فضل الله؛ لأنه إذا ما نظر -مثلًا- إلى الورود اليانعة ونظر إلى نفسه حاسب نفسه وعبّر عن حيرته ودهشته من نموّ هذه الورود في هذه الأرض القاحلة، والحقّ أن الله تعالى قد يتوجّه بمزيدٍ من فضله وإحسانه على أناسٍ تعثّرت أقدامهم فسقطوا في الذنوب والمعاصي؛ بسبب ما بذلوه من سعيٍ وجهدٍ عند القيام بأعمالهم، فإذا ما رأى البعض هذه الفضائل التي منحها الله لهذا الشخص قد يلتفون حوله ويعبّرون عن تقديرهم وتوقيرهم له، بل قد يهمّ أحدهم ويزعم أنه وليٌّ من أولياء الله، وقد يتقالّ آخر هذا اللقب ويقول: أي ولي؟، إنه يبدو كالغوث بآثاره البديعة، بل يتجاوز آخر هذا الأمر ويدّعي أن ذلك الشخص قد جمع بين القطبيّة والغوثيّة، وإزاء كلّ هذا المدح والإطراء ربما يستهوي ذلك الشخص المقامات التي أنزلها له الناس لحسن ظنِّهم فيه ويقول في نفسه: يا ترى هل أنا وليّ أم غوثٌ على الحقيقة؟”.
وقد يجد ذلك الشخص لهذا الحال مبرّراتٍ معقولة؛ فقد يقول مثلًا: “إن أعظم إكرام من الله للإنسان هو ألا يُشعره بإكرامه”؛ وهذا يعني أنني لم أكن على وعيٍ بالمنازل التي بلغتُها حتى الآن، فلا جرم أن هؤلاء الكثيرين الذين يلتفون حولي لا يكذبون”، وكما يقولون: “كم طيّرت طقطقةُ النعال حول الرجال من رأس!، وكم أذهبَت من دين!”، إن ذلك الشخص لا يطير في الحقيقة ولكن الآخرون هم من يلجئونه إلى الطيران، والحقّ أن هذا ليس طيرانا، ولكنه -حفظنا الله- تدحرجٌ نحو الهاوية؛ لأنه قد يأتي زمان ولا يقنع هذا الشخص بالقطبية والغوثية لِما يلقاه من فرط المدح والثناء، فييمّم وجهه نحو المسيحية والمهدية، ولا سيما إن أوحى إليه من حوله بأنه المهدي أو المسيح، فينخدع هذا المسكين بالمقامات التي أنزلها له الغَيْرُ بحسن ظنّهم فيه، ويأخذ في إقناع نفسه بهذا الأمر، وأحيانًا ما يلجأ إلى توضيح فكرته بتواضعٍ مزيّفٍ، ويستخرج من الآيات والأحاديث المتعلّقة بهذا الموضوع ما يؤيّد هذه الفكرة أحيانًا أخرى، ولربما يرى نفسه طائرًا في السماء بينما لا يستطيع أن يسير على أرض مستوية بسبب ما اقترفه من ذنوبٍ ومعاصٍ، ويسلك طريقًا محفوفًا بمخاطر جمّة؛ فيسوق نفسه إلى الهاوية، بيد أن على الإنسان -كما ذكر بديع الزمان سعيد النورسي- أن يتحلّى بالصدق والإخلاص في دعواه بدلًا من أن يُنزل مَن يحبّهم مقامات أعلى من حدّهم. أجل، يجب على الإنسان أن يحبّ إخوانه إلى درجة لا يستعيض عن هذا الحب بالدنيا وما فيها، ولكن عليه أن يتجنّب المدح والثناء المبالغ فيه والذي يقطع به عنق صاحبه.
مثلُ الجلد في يد الدباغ
حين ننظر إلى تاريخنا نجد أن هناك كثيرًا من الأشخاص -بدءًا من السلاطين والشعراء وصولًا إلى أولياء الله تعالى- قد أذلّوا أنفسَهم وحقّروها على الدوام، ورغم أن كلَّ واحدٍ منهم يمثّل قامةً ساميةً شامخةً إلا أنهم لم يروا لأنفسهم أيّةَ قيمةٍ ولا قدرٍ قطّ، والواقع أن الأفراد الأنانيّين المغرورين في أنفسهم لا يمكنهم أن يمثّلوا شيئًا ولا قيمة؛ إذ إنه يستحيل عليهم أن ينسلّوا من الخيالات والأوهام بأيّة حال؛ لأنهم دائمًا ما يشعرون بضرورة التعبير عن أنفسهم؛ فلا يرون الحقائق كافيةً لتحقيق هذا، ومن ثم يدخلون من أجل تحقيق هذا في نوعٍ من الأوهام والخيالات، ويلجؤون إلى طرق أخرى كالسمعة والرياء.
ومن ذلك على سبيل المثال أنْ يَهُمَّ أحدُهم يومًا فيتحدّث عن الإمام البخاري، بيد أنه يفاجأ بأن كلامه لا يحظى بأيّ نوعٍ من الاهتمام؛ إذ إنَّ كل قوله معهود لدى علماء الحديث أجمعينٍ، ومن ثم فإنه حين يرى عجزه عن جذب الأنظار إليه بما قاله يشعر بحاجةٍ إلى قول أشياء أكثر أصالةً وعراقةً؛ فيرى رأيًا مختلفًا فيما يتعلّق بوجود الآخرة، ويسعى مجدّدًا كي يلفت الأنظار إليه مستخدمًا عبارات كعبارات منسوبي المذهب الأحادي الفلسفي، والحقيقة أنه لا فرق بين قوله وقول “الشيخ بدر الدين” في كتابه المسمى “الواردات”، بل إننا قد نواجه تناقضات مشابهة حين ننظر إلى الأفكار التي زعمها وطرحها أرسطو عن العالم الآخر والروح، فحين يدرك أن ما طرحه من أطروحات ظانًّا أنها أصيلة قد نادى وتشدق بها كثيرون غيره من قبل يبدأ يفكر ماذا سيقول هذه المرة؟؛ فيتحدّث عن تناسخ الأرواح كي ينتج أوهامًا وخيالات أخرى، بيد أن مظاهر الأصالة والعراقة التي يتمثّلها ذلك الشخص كي يسلّي نفسه ويرضيها تنتهي بالخسران والضلال؛ لأنه لا يبحث عن الحقائق ولا يعنيه إبلاغها ونشرها.
وقد خلقنا الله تعالى عبادًا له، وليس ثمّة رتبةٌ ولا درجةٌ أسمى من رتبة العبودية بالنسبة للإنسان، فلماذا لا نقنع بخلق الله تعالى إيانَا عبيدًا له، ولا نكتفي بذلك؟! إن الواجب الواقع على عاتقنا هو التوجّه الصادق إليه ومقابلة ربوبيّته وألوهيّته بالعبوديّة الحقّة الجادّة، وبمفهوم فضيلة الأستاذ بديع الزمان “فإن العبودية شكرٌ لنعمٍ وُهبت لنا مسبقًا؛ وليست مقدّمةً لنعم نحظى بها لاحقًا”[2]. ولذلك فإنه ليس من الصواب الإذعان والإقرار بالعبودية لله تعالى بغيةَ نيل نعمٍ معيّنة فحسب، وكما أن الله تعالى قادر على أن يهب وينعم دون مقابل؛ فإنه قادر على أن ينعم ويحسن من رحمته الواسعة جزاءً على العبودية له، إلا أن هذا لا يُنتظر، فنحن كعباد نالوا أجرهم ومكافأتهم مسبقًا يقع على عاتقنا، بل ومن واجبنا أن نحمد الله تعالى ونشكره دائمًا.
إن الإنسان الذي لا يعبد الله يعبدُ نفسَه، وعابدُ نفسِه يعيشُ من أجلها فحسبُ، ويرَاهَا مركزَ العالم، ومثل هذا الإنسان يُسمى أنانيًّا، كما يطلق لفظ “نرجسي” على الإنسان المشغول بنفسه دائمًا المشغوف والمولع بأفُقِه وأفكارِه وآرائه الخاصّة، بل وقامته وقدّه وأدائه وتصرّفاته، فأمثال هؤلاء يعجبون ويتفاخرون بما فعلوه وما حقّقوه هم فحسب من نجاحات، وأما أنْ يُعجَبوا بما فعله الآخرون فهذا أمرٌ محال، بل إنه لم يثبت ولم يلاحظ أن مثل هؤلاء الأشخاص قنعوا بما حظوا به من مدحٍ وثناءٍ؛ فَهُم دائمًا ما يطمعون في الأكثر والمزيد، وبالطبع لا يحقّق مثلُ هؤلاء الأشخاص الأنانيّين النرجسيّين أيّةَ فائدةٍ ولا أي عملٍ نافعٍ للإنسانية.
أما الأشخاص المتواضعون فالله تعالى يهيّئهم لكثير من الأعمال الصالحة الخيرة، وكما قال الشاعر:
والبذرُ في الترب إن لم يُغمرا أنى يكون لفيض ربّك مظهرًا
والــمــرءُ إن لـــــربــــه قــــــد أخـبـتــا فبرحمة الرحـمـن يسمو لافــتــًا
أي إنَّ البذرة لا يمكنها أن تنبت وتنعم بالحياة ما لم تُبذَرْ في باطن الأرض، والمتواضعون يرفعهم الله حتى يصبحوا قاماتٍ سامقات بمزيد ألطافه جل جلاله، وهكذا كان الشيخ الجيلاني، وهكذا كان محمد بهاء الدين النقشبندي، وكذلك أبو الحسن الشاذلي، وكذلك فضيلة الأستاذ بديع الزمان، فنحن لا نزال نقرأ أورادهم وأذكارهم ونستفيد من أثارهم رغم مرور قرون وعصور على رحيلهم؛ إذ صار كلُّ واحد منهم رمزًا مخلّد الذكر؛ حيثُ كانوا أبطال التفاني والتواضع والحياء ونكران الذات، لقد تجاهلوا أنفسهم وحوّلوا هممهم كلّها لإثبات الله تعالى، وتدارسوا وجوده سبحانه، وطهّروا أنفسهم وأخلصوها، وبتعبيرٍ آخر قصروا نظرهم على أنهم “ظلُّ ظلِّ وجود الله”؛ فخَلَّدَ الله تعالى ذكرهم؛ فلا يزالون يحيون في داخلنا، إنهم يعيشون في داخلنا حتى إنه يُخيّلُ إليَّ وأنا أدخل غرفتي أحيانًا أنني سألتقي أبا الحسن الشاذلي أو عبدَ القار الجيلاني مثلًا؛ إنهم حاضرون في ذاكرتي ومخيّلتي. أجل، لقد هرعوا لإثبات الله، فثَبَّتهم الله تعالى وأبقى ذكرهم؛ حتى إن كلّ واحدٍ منهم يضطلع بوظيفة مرشدٍ ودليلٍ يهدينا إلى الطريق رغم مرور عصور على انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فبعد سبعة أو ثمانية قرون لا نزال نبحث عن حلول لمشكلاتنا المعاصرة بالرجوع إلى أورادهم وأذكارهم، فهل هناك تَثبيتٌ أجمل من ذلك؟!
والحاصل أن التكبّر والتباهي من أكثر أمراض عصرنا انتشارًا مع الأسف، فإن ألمَّ هذا المرضُ بالإنسان في نهاية النصر والفلاح فهو خطير لدرجة يدفعه معها إلى الهلاك، إذًا ينبغي لنا أمام النجاحات والنتائج الطيبة أن نَرُدَّ كل هذا إلى الله تعالى، ونحمده ونثني عليه، وننحني تواضعًا وامتنانًا له سبحانه.
[1] البخاري: التاريخ الكبير، 3/338؛ الطبراني: المعجم الكبير، 5/71.
[2] انظر: بديع الزمان سعيد النورسي: الكلمات، الكلمة الرابعة والعشرون، الغصن الخامس، ص 405.