يقول تقاتي زاده: “أبكي بقلبي وإن بدوت مبتسمًا، يئن صدري وإن وجهي ضاحكًا. هكذا ينبغي أن نكون، ينبغي أن لا توقف عن توزيع صدقات الابتسام بالناس جميعا، فمفخرة الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان قلبه الشريف يضطرب اضطراب أحجار الطواحين، كانت الهموم المضنية والآلام المبرحة تؤرقه، لكن لم تكن الابتسامة تفارق وجهه إزاء كل من جاء ينتظر منه ابتسامة وقبولا.
عندما كان يلتقي أحدا لكي لا يشعره بما يعتمر في قلبه من آلام كان يوفِّي إرادته حقها، إرادته المتناسبة مع مكانته، إرادته التي شقَّت القمر نصفين وكان يكبت آلامه تلك.
لماذا كان يتألم؟ كان لأن البشرية قد هامت على وجهها، وأسلمت نفسها لسيل جارف مندفع نحو لظى الجحيم. يتألم لأن البشرية قد سدَّت على نفسها السبل المؤدية إلى الجنة.
كيف يغلق الناس أبوابهم إزاء هذه المحاسن والطيبات؟ وكيف يفتحونها أمام تلك المساوئ والمنكرات؟
ليتهم عادوا إلى رشدهم. يقول ذلك بألم، ويموت ويحيا في هذا الهم في اليوم مرات ومرات، أرواح الآلاف منا فداء لأنَّة من أناته.