1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء”.( )
2- وكما هو واضح في الحديث فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يربط خلق حواء بأي عملية تكاملية أو تطورية.( ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أباكم آدم عليه السلام كان كالنخلة السحوق ستين ذراعاً”.( ) يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل واضح لا يدع مجالاً لأي تأويل آخر بأن آدم عليه السلام هو أبو الإنسان الأول.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض. فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب”.( ) كما يفهم من هذا الحديث فإن منشأ وأصل آدم عليه السلام كأنه من معجون مركب مأخوذ من جميع أرجاء الأرض. فالله تعالى قام بمثل هذا التركيب وخلق منه آدم عليه السلام.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لما خلق الله عز وجل آدم تركه ما شاء الله أن يَدعَه فجعل إبليس يُطيف به ينظر إليه فلما رآه أجوفَ عرف أنه خَلْقٌ لا يَتَمالَك”.( )
لا نعثر في هذا الحديث على أي عبارة توميء لا من قريب ولا من بعيد إلى التطور. فالشيطان تأمل هيكل آدم عليه السلام وهو في مراحل الخلق ورأى فيه فجوات كثيرة، وتوصل إلى نتيجة أن الإنسان مخلوق لا يستطيع السيطرة على نفسه. وهذا أمر في غاية الأهمية، فكما هناك علاقة بين قلبنا البيولوجي وقلبنا الذي يعد مركز حياتنا الروحية والمعنوية، كذلك فمن المحتمل وجود علاقة شبيهة بين البنية المادية للإنسان وبين خُلقه وطباعه. والحديث ينبه إلى الضعف الموجود في طباع وخُلق الإنسان، وإلى مشاعر الحقد والطمع والشهوة والغضب والمكر، التي إن لم تتم تربيتها قادت الإنسان إلى الهلاك الروحي والمعنوي.
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لما نفخ الله في آدم الروح فبلغ الروح رأسه عطس فقال: الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله”.
نقرأ في البخاري الرواية الآتية: “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً ثم قال له: اذهب وسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن”.
وكما هو واضح في هذه الرواية فإن آدم عليه السلام لم يكن استمراراً لمخلوق آخر، بل كأول مخلوق، فعندما نفخت فيه الحياة عطس، وعندما عطس قال: “الحمد لله”. إذن فلم يكن حتى ذلك الحين قد تنفس، ولم يكن قد تكلم بعد كلمة ولم يكن قد خوطب من قبل أحد، ولم يكن هناك أي مخلوق إنساني بعد. أي أن الإنسانية بدأت بآدم عليه السلام.
6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً مُرْ داً بيضا مُكحلين أبناء ثلاث وثلاثين سنةً على خلق آدم ستون ذراعاً في عَرْض ِ سبع أذرعٍ”.
الذراع هي المسافة بين أطراف أصابع الإنسان حتى مرفقه، وكان طول آدم عليه السلام ستون ذراعاً، وبعرض سبع أذرع من ناحية المنكبين.