سؤال: مِن أُسس الإخلاص ودساتيره عند الأستاذ سعيد النورسي: “أن تعدّوا مزايا إخوانكم مزاياكم، وفضائلَهم فضائلَكم، وأن تفتخروا بها شاكرين لله”[1]؛ فكيف نفهم هذا الدستور؟ وما الأمور التي تبلغ بنا أفق الفخر بـمزايا الإخوان، ومشاعرُ الحسد والغيرة كامنةٌ في طبيعتنا البشرية؟
الجواب: كثيرًا ما يشير القرآن الكريم إلى أن العبادة لا تكون إلا لله، ويستخدم مفهوم “الإخلاص” تعبيرًا عن هذا، قال تعالى:
﴿فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ (سُورَةُ الزُّمَرِ: 39/2).
أمر ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية في أوائل سورة الزُّمَر بأداء العبادة مع التحلي بالإخلاص، وفي السورة نفسها جدَّد الأمر بالإخلاص، فقال:
﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ (سُورَةُ الزُّمَرِ: 39/11).
ثُم أكدَّت السورة مرةً أخرى أهمية الإخلاص، فقال سبحانه وتعالى:
﴿قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي﴾ (سُورَةُ الزُّمَرِ: 39/ 14).
أهمُّ وسيلة لحصول التوفيق الإلهي
كتب الأستاذ النورسي رحمه الله في الإخلاص رسالتين اثنتين أوجز فيهما كل ما في المسألة:
الدستور الأول لبلوغ الإخلاص: ابتغاء مرضاة الله تعالى في كل شأن، بمعنى ألا ينشد المرء أي مطمع دنيوي أو أخروي عند امتثاله لما أُمر به، وأن تكون غايته الوحيدة هي رضا الله فحسب، أما من سعى واجتهد ثم أُكرِم بشيء من الثمار والمكافآت دون طلب فتلك عاجلُ بُشرى المؤمنِ، فليقابل ذلك بالشكر والحمد.
لكن في هذه الأيام التي طغت فيها الأنانية حذارِ أن يغيب عنا ولو لحظة أن هذه النعم التي نُمطَر بها زخًّا زخًّا قد تكون “استدراجًا”؛ وإن شئت ألا تخسر في وقت هو أدعى للكسب فقل كما قال الشيخ محمد لطفي أفندي[2]:
يا لَها مِنْ نعمةٍ هَذَا الْحَقيرُ لم يَكُنْ أهلًا لها
فما سرُّ هباتِ كلِّ ذاك اللطف والإحسانِ؟
لا ينبغي أن نأمن الاستدراج ألبتة؛ فليُعلَم أننا إنما حظينا بألطاف تتجاوز طاقاتنا وتفوقها بفضل العناية الإلهية.
ثمة رجال عظام ذوو حكمة وبصيرة يستطيعون قراءة الأحداث قراءة صحيحة، إلا أنهم لم يحظوا أو يوفقوا بمثل هذه الخدمات الجليلة التي تكرم الله تعالى بها على أناس صغار مثلنا؛ فلنلجأ إلى الله تعالى ولنرفع أكفّ الضراعة إليه قائلين: “اللهم إن كانت هذه النعم التي أسبغتها علينا ستفضي بنا إلى البغي والطغيان فإنا نستعيذ بجنابك منها، اللهم إنا نتوسل إليك أن تجيرنا من الطغيان”.
إن التحلّي بالإخلاص الذي له كل هذا القدر من الأهمية في حياتنا الدينية يتناسب طرديًّا مع قوة الإيمان؛ فلو أنكم تدبرتم الأوامر التكوينية والتشريعية، وسلكتم طرقًا تعبر بكم من الإيمان التقليدي إلى الإيمان التحقيقي، وتوجهتم على الدوام إلى ربكم سبحانه وتعالى قولًا وفعلًا وحالًا، فإن الله تعالى سيجود عليكم يومًا بإشعال جذوة الإخلاص في قلوبكم كما أشعل جذوة الإيمان من قبلُ؛ فتوفَّقون لأداء ما تُكلَّفون به بإخلاص تام بفضل الله تعالى وعنايته.
نعم، إنّ منع الإنسان نفسَه من مشاعر التظاهر، وإدراكَه لقصوره وعيوبه، واستغفارَه الله فورًا إذا ما تلفظ بكلمة “أنا” وتقويمَه لمشاعره بل كبْحَها مباشرة، كل هذا منوطٌ بزيادة اليقين في الإيمان والاعتكاف في حِمى الإخلاص، فمن حظي بهاتين الخاصيتين وُفِّق في مشاركة إخوانه في العمل؛ إذ يعلم أنه من المحال أن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا من دون عناية الله تعالى وفضله، وأنجعُ وسيلة لتحقيق النجاح وبلوغ فضل الله تعالى وعنايته هي الوفاق والاتفاق.
من أجل ذلك عُنِيَ الأستاذ بديع الزمان بأهمية الشخصية المعنوية وذكرها في مناسبات مختلفة، فهو يراها ذاتَ قدر في بلوغ الإيمان التحقيقي وحسن الخاتمة، ويرى أن الحسنات التي يعملها فردٌ من جماعة تُكتب لأفراد الجماعة كلهم، فعملٌ واحدٌ يقوم به فردٌ يصبح ألفًا بسرِّ الشَّرِكة الأخروية في العمل.
مثلًا قد يشرع الشخص في الوعظ ببلدة ما، وثمة عشرةٌ آخرون يفعلون ذلك في البلدة نفسها بروح الأخوة، فكلٌّ منهم قد يحظى بثواب جزيل وكأنه قد قام بألف عمل، لكن لا يعتمد المرء على هذا لأنه لا علم له بما كُتِبَ في ميزان حسناته، فلا يضيع ثواب عمله؛ إذ إنه لا يدّعي أن مردّ هذه الجماليات إليه، ويوم القيامة يقول العليم الخبير: “لقد سرتم معًا، وتلاءمت خطاكم، ولم يكن أحد منكم حجر عثرة في طريق أخيه، فجعلتُ التوفيق حليفَكم فيما قمتم به في الدنيا من أعمال أخروية، فاليوم أَجْزِيكم على ما قدّمتم بروح الشركة الأخروية، فأعطي كلًّا منكم مثل ثواب كلّ فرد في الجماعة”؛ وبذلك يُضاعف ثوابُ أعمال صغيرة قاموا بها بروح المشاركة الأخروية.
عطاء غير متوقع
في بعض الأوقات والأحوال يضاعف الله عز وجل بعضَ الأعمال الصغيرة أضعافًا كثيرة لملابستها لظروف ما.
مثلًا رباطُ ساعة على ثغر الوطن قد يعدل عبادة سنة، والشهيد في سبيل الله يرتقي مباشرة في الكمالات إلى أعلى عليين وكأنه قد ركب مكوك الفضاء، وهكذا العبادة في ليلة القدر، فهي خير من ألف شهر إن أحسنّا استغلالها.
رأينا في الأمثلة السابقة أن الله عز وجل يضاعف وينمِّي ثواب بعض الأعمال لملابستها لظروف خاصة، فيجعل الحسنة كسنبلة فيها ألف حبة؛ وهكذا العمل داخل إطار الشخصية المعنوية، له قيمة جدّ متميزة عند ربنا تبارك وتعالى وهو يُعدّ بعدًا من أبعاد الإخلاص، ويبلغ هذا ذروته بفخر الفرد من باب الشكر بـمزايا إخوانه وشركائه في هذه الشخصية المعنوية.
ذات يوم أراد الأستاذ النورسي رحمه الله رحمة واسعة اختبار شعور الإخلاص والأخوة لدى طلابه، فقال لأحدهم: إن خط زميلك في استنساخ الرسائل أجمل من خطّك، فما كان من المخاطب إلا أن طار بكلام أستاذه فرحًا مفتخرًا بأن خط أخيه هو الأحسن، فحمد الأستاذ النورسي ربه سبحانه وتعالى على ما لدى طلابه من شعور الإخلاص والأخوة، وقال: “راقبتُ قلبه وأمعنت فيه بدقة، وعلمت أنه ليس تصنعًا، بل شعرت أنه شعور خالص، فحمدت الله تعالى على أن في إخواننا من يحمل هذا الشعور السامي، وسينجز هذا الشعور بإذن الله الكثيرَ الكثيرَ من الخِدمات، والحمد لله أن ذلك الشعور الأخوي أخذ يسري في صفوف إخواننا في هذه المنطقة”[3].
نعم، إذا كان العمل استنساخًا ونشرًا وتوزيعًا لكتاب مثلًا فلا يهمّ من الذي فعل، فليفرح المرء بأن أخاه هو من قام بهذا، وعليه أن يؤثر غيره ليحافظ على خلوص قلبه لأن النجاح في أي أمر له جوانب تنذر بالخطر؛ فقد يعزو الإنسان هذا النجاح إلى عقله وعلمه ومهارته، وقد يسيطر عليه مثل هذا الشعور لتقدير الناس وثنائهم عليه وإن لم يكن قد فكر فيه ابتداء؛ لذا ينبغي أن يسعد المرء عند قيام أخيه بهذا الأمر، وأن يفتخرَ بمزايا أخيه شاكرًا لله فيحصل على ثواب شكره؛ وهذا ليتقي كل تلك المخاطر ولئلَّا يُترَك الأمر ويُهمَل، ولْيَعلم أنه سيكتب له في صحيفته مثل أجر ما أنجزه أخوه، وهكذا يُضاعف ثواب ما يُؤدَّى في جماعة؛ هذا وإن تشجيع الإنسان لأخيه وتهليله له قمعًا لأنانيته وكبحًا لجماحها سيعود عليه بأنواع من الجزاء والثواب، وقد يسهم تهليل الإنسان لأخيه وتقديره له في انكشاف قدرات هذا الأخ ومواهبه، ويشجعه على أداءٍ أكثر تميزًا في الأعمال المهمة الأخرى، فمن كان سببًا في هذه الأعمال كلّها فسينال حصتَه من ثواب ما قام به إخوانه بلا ريب.
المذاكرة مفتاح لأبواب الإخلاص الأتمّ
ذكرنا آنفًا أن الإخلاص والصدق والوفاء يتناسب تناسبًا طرديًّا مع الإيمان؛ فالإنسان يوفَّق إلى الإخلاص بقدر عمق إيمانه، إذًا عليه ألا يكتفي بما حصّله في مسألة الإيمان، بل عليه أن ينقّب ويقلّب ويحقّق دائمًا في الأوامر التشريعية والتكوينية قائلًا: “هل من مزيد؟”، حتى يقطع المسافات في سبيل الإيمان والمعرفة.
أجل، على الإنسان أن يسعى ويجتهد بلا فتور في هذا السبيل، ويطوّف في مراتب اليقين، ويرقى دائمًا من مرتبة إلى أخرى.
ثم إنه يجب أن يدعم بعضنا بعضًا لتغدو دساتير الإخلاص روحًا لحياتنا، فإذا ما اجتمعنا تناقشْنَا وبحثنا في مثل هذه المسائل، ولكن حذار أن يتسم هذا الأمر بالسذاجة والسطحية كأن تقول لفلان مباشرة: “عليك بالإخلاص!”.
وإليكم هذه الحادثة مثلًا: لما كنت طالبًا لم يكن لي إلا بنطال واحد، أغسله، ثم أضعه تحت الفراش لألبسه مكويًّا في الصباح، لا أعلم فلعل هذا ضعف أو عقدة نقص لكوني من أسرة فقيرة، وذات يوم جاءني صديق مقرّب وقال -وهو يقصد البنطال المكوي-: “أما كان الأولى أن تتقي الله بعض الشيء؟”؛ لا فضّ فوه، يا له مِن صديق!، لكن لم أستطع أن أستوعب حتى الآن علاقة التقوى بكيّ البنطال.
أجل، ليس من الصحيح أن نحدّث مخاطبينا بأسلوب كأننا نملي عليهم أوامرنا حتى وإن كنا مخلصين في هذا، خاصة أننا عندما نستخدم أسلوب التعالي تجاههم ونستثني أنفسنا ونُزكّيها نكون قد تجاوزنا الحدّ، أمّا الطريق أو المنهج المتعين في هذا فهو إعمالُ الفكر في بحث المسائل ومناقشتها ومخاطبةُ الآخرين بألطف الأساليب وأنسبها حتى لا نجرح مشاعر أحد أو نكسر خاطره.
وقد حملت أهمية الإخلاص الأستاذَ بديعَ الزمان على أن يوصي بقراءة “رسالة الإخلاص”[4] مرة على الأقل كل أسبوعين، لعل هناك من قرأ هذه الرسالة المهمة عشرات المرات، وإذا ما ذُكرت كلمة من أي فقرة أكملها كلها عن ظهر قلب، لكن القراءة السطحية لا تكفي، بل لا بد أن تكون القراءة أكثر عمقًا وشمولية ليغدو الإخلاص روحًا لحياتنا، ويتشربه القلب والروح.
أجل، لا بد أن نقوّم طريقة القراءة ونجددها حينًا بعد حين حتى نخلّصها من الرتابة ونضفي عليها حيوية وعمقًا جديدًا.
مثلًا ابحثوا الموضوع بالتفصيل، وعودوا به إلى الكتاب والسنة، ثم ادرسوه وحللوه معًا في جلسة مذاكرة ومناقشة، فإن فعلتم فستقولون: “الحمد لله أننا استفدنا من هذا الموضوع، فكم من الأمور كنا نجهلها، وكم مسألة مهمة اكتشفها هذا العالم الجليل في عهد مبكر، فرغم قراءتنا مرارًا لهذا الموضوع لم نكن ندرك أهمية هذه المسألة بجوانبها كلّها”.
نعم، إن استخراج أعذب الأفكار من الأعماق منوطٌ بالمذاكرة والمناقشة، وفي المثل: “الْعِلْمُ بِئْرٌ دِلاؤها الْمُذَاكَرَة”.
أجل، إن لطَرْقِ المسائل بالمذاكرة والمناقشة أهميةً كبيرة جدًّا، قال صلى الله عليه وسلم: “مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ”[5]؛ وردت في الحديث عبارة “يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ”، ومعلوم في الصرف أن “التدارُس” من باب “التفاعُل” الدالِّ على “المشاركة بين اثنين فصاعدًا”، أي إن أي كلمة من هذا الباب تدل أن شخصين أو أكثر قاموا بعمل واحد، فالتدارس هو مباحثة ومناقشة لمسألة ما في حلقة علم بين شخصين أو أكثر، وللشيخ محمد لطفي أفندي في أهمية حلقة العلم:
إلى الحَلْقةِ أيا طالبَ فيضِ اللهِ إلى الحَلْقةِ هَلُمّ!
إلى الحلقة أيا عاشق نور الله إلى الحَلْقَةِ هلُمّ!
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَؤوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: “مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟” فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: “وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟” قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: “وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟” قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ، قَالَ: “فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟” قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: “وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟” قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: “وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟” قَالُوا: لَا، قَالَ: “فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟” قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ: “قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا”، فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، فَيَقُولُ: “وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”[6].
إذًا علينا أن نعمل بروح الأخوة لنبلغ الإيمان التحقيقي والإخلاص، بل علينا أن نطبّق مبدأ الشركة في بحث المسائل على أرضية المذاكرة، هذا في باب الأسباب، وكذلك علينا أن نعتصم بالدعاء ونلوذ بالعناية الإلهية؛ عسى الله أن يمنّ علينا جميعًا بروح الأخوة التامة والإخلاص الكامل في فترة حرِجة طغت فيها الأنانية.
[1] سعيد النورسي: اللمعات، اللمعة الحادية والعشرون، الدستور الرابع، ص 224.
[2] محمد لطفي (1283هـ/1868م – 1375هـ/1956م): عالمٌ زاهدٌ وشاعرٌ صوفي، ولد في محافظة أرضروم شرقي تركيا، حصل على الإجازة العلمية من كبار علماء عصره، وبعد أن عُيِّن إمامًا وخطيبًا انتسب لشيخ النقشبندية محمد بيري كفراوي. عُرف بين الناس بـ”إمام ألوار”، واشتهر بلقب “سيدي أفا”، نظم أشعارًا بالعربية والفارسية والتركية، نُشرت فيما بعد تحت عنوان “خلاصة الحقائق”.
[3] سعيد النورسي: الملاحق، ملحق بارلا، ص 54.
[4] سعيد النورسي: اللمعات، اللمعة الحادية والعشرون، ص 219.
[5] صحيح مسلم، العلم، 38.
[6] صحيح البخاري، الدعوات، 66؛ صحيح مسلم، الذكر والدعاء، 25 (واللفظ لمسلم).