لقد حاولنا في هذا الكتاب أن نقول: إننا إن كنّا نأمل أن تقرّ أعينُنا بأبنائنا في المستقبل فعلينا إظهار الدقة والعناية البالغة بإعدادهم منذ البداية… وأوضحنا أن هناك عددًا من العوامل المؤثرة في تربية الطفل ، مثل: الأسرة، والوالدين، والمدرسة، ومحيط الأصدقاء.
وبعد أن انتهى موضوعنا أردنا أن نذكِّر هنا في الخاتمة ببعضِ المعايير التي وردت من قبل بكتابنا “الموازين أو أضواء على الطريق”.
الطفل
يمثل الطفل بالنسبة لنسل الإنسان ما تمثّله البذرة بالنسبة لاستمرار نوع ونسل الشجرة، والأمم التي تُهمل أطفالها محكوم عليها بالانقراض، والأمم التي تدع أطفالها في أيدي الأجانب وتحت تأثير الثقافات الأجنبية سرعان ما تفقد هويّتها.
* * *
أطفالنا الحاليون سيكونون بعد ثلاثين أو أربعين سنة أكثر شرائح المجتمع تأثيرًا وإنتاجًا وفعالية، وعلى الذين ينظرون إلى الأطفال نظرةَ استصغارٍ واستهانةٍ أن يُدركوا مدى استهانتهم بعنصر مهمٍّ من عناصر الأمة وأن يخجلوا لذلك.
* * *
إن ما نراه اليوم من سوءٍ في أجيالنا الحالية، وانعدام الكفاءة في بعض الإداريّين عندنا، وما تعيشه أمّتنا من مصاعب… يرجع إلى ما اقترفه المسؤولون قبل ثلاثين سنة، أما المسؤولون الحاليّون عن التربية والتعليم فسيكونون مسؤولين عن كلّ مشكلةٍ أو فاجعةٍ وكذلك عن كلّ فضيلة وكلّ خيرٍ يحدث بعد ربع قرن من الآن.
* * *
على كلّ أمّةٍ تريد ضمان مستقبلها توجيهُ عنايتها إلى تربية وتنشئة أطفالها الذين سيكونون رجالها في المستقبل بدل تبديد طاقتها وسنواتها هنا وهناك، ومع أن الكثير من الجهود المبذولة هنا وهناك قد ذهبت أدراج الرياح، إِلَّا أن أيّ جهد مبذولٍ في سبيل تربية الأجيال سيظلّ مصدرًا من مصادر الخير الذي لا ينضب.
* * *
إنّ مَن يُعتَبَرون الآن وصمةَ عار في جبين المجتمع من الأشرار والسكّيرين والفوضويّين ومدمني المخدّرات هم الذين أُهملت تربيتهم وهم أطفالٌ، وإنّنا أمام هذا الإهمال الحالي نتسائل: هل فكرنا في عاقبةِ ذلك؟ وهل أعملنا أذهاننا بالتنبّؤ في نوعية الجيل القادم الذي سيملأ ساحاتنا وشوارعنا غدًا؟…
الزواج
لن تكون الأمم المتقدّمة في التقنيّة وفي التكنولوجيا هي ذاتها الأمم المسيطرة في المستقبل، بل ستكون هذه السيطرة في يد الأمم التي تهتمّ بمؤسّسة الزواج والتي تنجح في السموّ بأجيالها إلى مستوى الإنسانية الحقّ، أما الأمم التي لا تُعير أهمّيّةً لمؤسّسة الزواج ومرحلة النشأة ولا تهتمّ بتربية أجيالها حسب فلسفتها في التربية فمحكومٌ عليها بالتحلّل والذوبان بين فكّي الزمان الذي لا يرحَم.
لم يُشْرَع الزواج من أجل الحصول على اللذّة والمتعة، بل هو لتشكيلِ أسرة وتأمينِ بقاء الأمّة ودوامها، وتخليصِ أحاسيس الفرد وأفكاره من التشتّت، والسيطرةِ على أهوائه وغرائزه الجسدية، وكما في مسائل فطريّة عديدة، فإن اللذات ليست إِلَّا جوائز للترغيب.
* * *
يجب ألَّا يكون همُّ المقبلين على الزواج المَظهرَ الخارجيَّ لرفيق العمر أو ملابسَه أو ثروتَه أو جمالَه الخارجيَّ، لأنّ هذا الأمر من الجدّيّة والخطورة بمكان، فيجب اتخاذ القرار فيه على أساس جمال الروح، ومفهوم الشرف والأخلاق، وسموّ الفضائل.
* * *
إنّ الذين لم يقوموا بالتدقيق والبحث الضروريّ قبل الزواج، أو لم يجدوا الفرصة لذلك، لن تفيدهم أيُّ معايير أخلاقيّة عندما يصِل الأمر إلى مرحلة الطلاق.
أجل! فالمهمّ هنا ليس إنقاذ الأسرة من الحريق بأقلّ الخسائر، بل المهمّ عدم إدخال ما يسبّب الحريق إلى البيت أساسًا.
فكم من أسرة مباركة أُسِّسَت منذ البداية على قاعدة اللجوء إلى الحقّ تعالى وعلى العقل والمنطق، فأصبحت طوال حياتها بمثابة مدرسة تخرّج طلابًا نافعين يُعَدّون ضمانًا لبقاء أمّتهم ودوامها.
* * *
أيُّ زواجٍ لا يتمّ بتفكيرٍ وتمحيصٍ لا يخلّف وراءه سوى زوجاتٍ باكياتٍ مشرّدات في الشوارع، وأطفال في ملاجئ الأيتام، وجرائم تفتِّت القلوب والأكباد.
وإن كانت فائدةُ الزواج بالنسبة للفرد فائدةً واحدةً، ففوائدها للأمّة جمّة؛ لذا فإن أضرار عدم الزواج عديدة، مثله في ذلك مثل الزواج الفاشل حيث تصبح الفتاة بائسةً والشاب ضائعًا، وهو مرضٌ ينخر في جسد الأمة مثل الطاعون.
الأسرة
إنّ الأسرة المؤسّسة على أُسسٍ متينةٍ منذ البداية هي عشٌّ حنونٌ ترفرف عليه السعادة المادّيّة والمعنويّة، وهي حجرُ الزاوية لبقاء الأمة ودوامها، ومدرسةٌ مباركة تخرّج أفرادًا ذوي أخلاق فاضلة، وإنّ الأمـم التي جَعلت أُسَـرَها بمثـابـة مدارس مباركةٍ مثمرةٍ، وجعلت مدارسـَها دافئةً كبيوتها تكون قـد أنجزت أفضل حركاتها الإصـلاحية، وضمنت سـعادةَ أجيـالَها القادمة وطمأنينتَها.
* * *
إنّ الأمة تتشكّل من أفراد العائلة، فإن صلحت البيوت صلحت الأمّة وإن فسدت البيوت فسدت الأمة، ويا ليت الذين يرومون صلاح الأمّة يبدؤون بإصلاح الأُسر والبيوت قبل أيّ شيءٍ آخر.
* * *
إنّ البيت ليكون بيتًا حسب الأفراد الذين يعيشون فيه، فإنّ سعادة أفراد البيت مقرونةٌ بنسبةِ ما يتحلّون به من صفات ومن قِيَمٍ إنسـانيّة. أجل، نستطيع القول بأن المرء بفضل بيته يستطيع العيش إنسانًا، والبيت يكون بيتًا بالنظر إلى الأفراد الذين يعيشون في ظله.
* * *
البيت أمّة صغيرةٌ، والأمةُ بيتٌ كبيرٌ، فمَن ينجح في إدارة بيتٍ -كبيرًا كان أم صغيرًا- إدارةً صحيحةً ويرتفع بأفراد ذلك البيت إلى المستوى الإنسانيّ اللائق يستطيع -ببذل جهدٍ صغيرٍ- القيامَ بإدارة مؤسّساتٍ أكبر إدارةً ناجحة.
الوالدان
لا يستمرّ نسل الإنسان إلا بالإنسان وحده، فإلى جانب الإنسان الذي ارتقى إلى حياة القلب والروح، هناك أجيالٌ سِيئت تربيتُها ولم تنمُ ملكاتها الروحيّة فلم تصل إلى مستوى الإنسانية، وهذه الأجيال وإن كانت من نسل آدم عليه السلام فهي مخلوقات غريبة؛ فما أتعسَ الأمهات والآباء الذين كان من نصيبهم تنشئة مثل هذه المخلوقات الوحشيّة الغريبة.
* * *
إن حقَّ الآباء والأمّهات أن يقولوا: “هؤلاء أبناؤنا” مقصورٌ على قدرِ الفضائل التي ربَّوا أبناءهم عليها وزيّنوهم بها، لذا فليس من الملائم للآباء والأمّهات الذين يُهملون تربية أبنائهم أن يدَّعوا مثل هذا الادّعاء، فماذا يجدر أن يقال لآباءٍ يدفعون أبناءَهم إلى طريق الشرّ والرذيلة ويُبعدونهم عن المستوى اللائق بالإنسان؟!!
* * *
إن بقاءَ أيّ أمّةٍ ودوامَها مرتبطٌ بحُسن تربيتها لأجيالِها، وبتنشِئتها أجيالًا صالحةً متشرّبةً بروح الأمّة… وإنّ الأمم التي تفشل في تنشئة أجيالٍ صالحةٍ تستطيع أن تستأمنها على مستقبلها فمستقبلها مظلم، ولا شكّ أن المهامّ الأولى في تنشئة الأجيال تنشئةً صالحةً تقع أوّلًا على عاتق الآباء والأمّهات.
* * *
إن قام الآباء والأمهات بواجبهم على أتمّ وجهٍ نحو أبنائهم وربّوهم تربيةً صالحةً تجعلهم نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم؛ فإن الأمّة تكون قد ملكت ركنًا ركينًا مهمًّا، أما إن كان العكس -أي أهملوا تهذيبَ المشاعر الإنسانيّة- فكأنهم بهؤلاء الأولاد يبثُّون في المجتمع حشراتٍ ضارّةً.
* * *
إن أرواح الأطفال هي أصفى مرآةٍ، وأسرع آلة تصوير، والمدرسة الأولى لهم هي بيوتهم، وأول المربّين لهم هم أمهاتهم؛ لذا فإن إعداد الأمّهات كمربّيات صالحاتٍ أساسٌ مهمٌّ من أُسُسِ بقاء الأمّة ودوامها.
الأمّ هي المعلّمة الأولى لمدرسة الإنسانيّة؛ فهي التي تقوم بتعليم الأطفال وتربيتهم وتوفير السعادة والنظام في البيت، وإنني على قناعة تامّةٍ بأن تذكيرنا للمرأة مرّةً أخرى بهذا الموقع الممتاز الذي أنعمت به عليها يد القدرة الإلهيّة في هذه الأيام التي يتمّ فيها البحث عن مواقع جديدةٍ لها خارج البيت؛ سيمنعها من التفكير في هذه الأمور التي هي في غِنًى عنها.
* * *
إن أيّ امرأة نضجت روحها تنبعث من بيتها روائح زكيّة تشرح الصدور؛ بفضل الخلف الصالح الذي ربّته وخلّفته وراءها، لذا يظلّ بيتها -الذي تنبعث منه هذه الروائح العطرة- دوحةً زكيّةً تفوق الوصف، وروضةً إيمانيّةً تُشبه الجنّةَ في أجوائها وعِطرها وسعادتها.
* * *
المرأة التي فَتحت قلبها لنور الإيمان وعقلَها للعلم وللتربية الاجتماعية تُضفي كلّ يوم جمالًا جديدًا لبيتها وكأنّها تُنْشِئُه وتبثُّ فيه الحياةَ من جديد، أما السفيهة الوقِحَةُ فتقوم بهدم البيوت القائمة وتحويلِها إلى خرابٍ، بل إلى مقابر.
التربية والشباب
التربية جميلةٌ بحدّ ذاتِها، ومَن توافرت فيه حاز كلَّ احترامٍ وتقديرٍ. أجل، حتى الجاهل يكون محبوبًا إن كان مؤدّبًا، والأمم المحرومة من التربية الدينيّة ومن الثقافة الدينيّة والوطنية تُشبه المتسيِّبين الجاهلين الذين لا تتوقّع منهم وفاءً عند صداقتهم ولا جدّيّةً عند عداوتهم، والذين يثِقون بأمثال هؤلاء يُمنَون دائمًا بالخسران وخيبة الأمل، والذين يعتمدون على هؤلاء يظلّون دون سندٍ أو معونةٍ.
* * *
المربّيات والمربّون الذين لم يتتلمذوا على يد خبير، ولم يتلقّوا التربية من مصدر موثوقٍ يُشبهون العُمْيَ الذين يحملون المصابيح لإنارة الطريق أمام الآخرين، والوقاحة والتدلّل عند الصغار يدلّ على عدم صفاء النبع الذي يتلقّون منه التربية، وعدم التوازن الموجود في العائلة من حيث التصرّف أو الفِكر ينعكس على روح الطفل ويتضـاعف، ومنه يسـري طبعًا إلى المجتمع.
* * *
إن الشاب -حتى اللحظة التي نصل فيها بالتربية إلى إغاثته- نراه في المحيط الذي نشأ فيه يحومُ بجنونٍ حول الأهواء والشهوات بعيدًا عن البصيرة وعن العِلم والمنطق، ولكن إن عهدنا إليه بتربيةٍ تربطه بجذوره وتُهيِّئه للمستقبل غدا من أمثال سيدنا عمر رضي الله عنه في المستقبل.
* * *
إن تقدُّم الأمة أو انحطاطها مُرتبطٌ بالتربية والروح والشعور الذي تتشرّبه أجيالها الشابّة، فطريق التقدّم مفتوحٌ دومًا أمام أمم تُعِدّ أجيالَ الشباب إعدادًا جيّدًا، أما الأمم التي تُهمل الشبابَ فلا مناصَ من تدنّيها وانحطاطها.
* * *
على الذين يرغبون في معرفة مستقبلِ أيّ أمّةٍ والتنبؤ به أن ينظروا إلى تربية شباب تلك الأمة ويضعوا ذلك في اعتبار الرؤية المستقبليّة، عند ذلك تكون أحكامهم صائبة مائة في المائة.
* * *
إن إصلاح أيّ أمّة لا يكون بالقضاء على الشرور، بل بتربية الأجيال تربيةً سليمة وبتثقيفها ثقافة صحيحة، ورفعِها إلى مستوى الإنسانية الحقّة، فإذا لم ننثر في أرجاء الوطن بذورًا مباركةً، والتي هي عبارة عن خليطٍ من الشعور الديني والتاريخي والأعراف؛ فستنبت مكانَ كلّ شرٍّ قضينا عليه نَبتاتُ شرٍّ جديدة.
* * *
يجب أن تولَى أهمّيّة لدروس التربية والثقافة الدينيّة في المدارس بقدر الأهمّيّة المعطاة للدروس الأخرى على الأقل؛ حتى تنشأ أجيالٌ قويّة في خلقِها وسلوكِها وروحِها فيحوّلوا ربوعَ هذا الوطن إلى جنّة، إنّ التعليمَ شيءٌ والتربيةَ شيءٌ آخر، فمن الممكن أن يكون أكثر الناس معلِّمين، ولكن القلّة القليلةَ منهم مَن يستطيع أن يكون مربّيًا.
* * *
مع أنَّ دروس التربية الدينيّة والثقافة الدينيّة مهمّةٌ وضروريّةٌ جدًّا، إِلَّا أن الأهمّيّة المعطاة لها في المدارس قليلة، فإذا استطعنا يومًا أن نتلافى هذا التقصير ونسدّ هذا النقص نكون قد خطونا خطوةً مهمّةً جدًّا نحو تقدُّم هذه الأمة واتّخذنا أصوبَ قرار على طريق النهضة.
* * *
إنّ مستقبلَ كلِّ إنسان متعلّقٌ بما تأثّر به وانطبع عليه في طفولته وشبابه؛ فإن كان قد قضى طفولتَه وشبابَه في جوٍّ إيجابيٍّ تجيش فيه المشاعر العلويّة توقّعنا أن يكون إنسانًا يُحتذى به من الناحية الفكريّة والخلقيّة.
إنّ إنسانيّةَ الإنسانِ مربوطةٌ ومرهونةٌ بقدر بُعده عن الأشياء القذرة، أمّا مَن استكان قلبُه تحت وطأةِ المشاعر الخسيسة، وروحُه تحت قبضة شهواته؛ فهو وإن بدا إنسانًا في مظهره إلا أنّ هناك شكوكًا حول حقيقة إنسانيّته.
يَعرف الجميعُ تقريبًا متعلّقات التربية البدنيّة، ولكن النزرَ القليلَ من يعرف قيمةَ التربية الفكريّة والعاطفيّة التي هي الأصل، فإنّ مَن ينشَأ على التربية الأولى هو إنسانُ الجسد والعضلات، ومن ينشأُ على التربية الثانية هو إنسانُ الروح والمعنى.
الصديق الصالح
لا بدّ من اختيار الصديق، ولكن ليس أيّ صديقٍ، بل الصديق الصالح، وما أبدع قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: “الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ”[1]، وقوله عليه أكمل التحايا: “مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”[2]، وقول الأقدمين: “قل لي من تُصاحب، أَقُلْ لك من أنت”، وقولهم: “الوردة تنبتُ بين الورود”، و”الصديق الصالح يسوقك إلى الجنّة، والصديق الطالح يسوقك إلى النار”. أجل، لا جرم أن الإنسان يتأثَّر بصديقه خيرًا كان أم شرًا.
إننا لنرى عندما تُقلّم الأشجار، وتُرعى الحيوانات رعايةً صحيحةً كيف نحصل على ثمرة هذا الاهتمام، وكيف يستمرّ نسل تلك الشجرة وذلك الحيوان، ولكن عندما تُترك الأشجار أو الحيوانات دون رعايةٍ واهتمام لا نستطيع الاستفادة منها بالشكل المرجوّ والمطلوب، أفلا يستحقّ الإنسان المرسل إلى الدنيا بكمٍّ هائلٍ من القابليّات والاستعداداتِ أن يكون له نصيبٌ من الاهتمامِ والرعايةِ التي نُبديها ونبذُلُها لشجرة؟
* * *
يا ابن آدم! أنت مَن تنجب الطفل، لذا تقع عليك مسؤوليّة الارتقاء بهذا الطفل إلى ما وراء السماوات، فكما تهتمّ بصحّة جسمه وتشفقُ عليه من المرض، اهتمّ بحياة قلبِهِ وبروحِهِ وأَشفقْ على ذلك المسكين من النار وأنقذه بحقّ الله، ولا تدعه يخسر الدنيا والآخـرة.
[1] سنن أبي داود، الأدب، 19.
[2] صحيح البخاري، الذبائح والصيد، 31.