Reader Mode

ينبغي أن نبيّن للعالم أن الإسلام ليس دين عنف. حتى الحروب التي خاضها الحبيب المصطفى (ص) إنما كانت حروبا دفاعية. إننا ضد العنف، وضد الصدام، وضد الفوضى، وضد كل التنظيمات الإرهابية. التأكيد على هذه المعاني بالغ الأهمية للكشف عن الوجه المشرق للإسلام. ما أكثر الإرهابيين في هذه الأيام! لا علاقة بين الإسلام والإرهاب قطعا. لقد قال القطمير (يعني نفسه) قبل عشرين سنة “لا يمكن للمسلم أن يكون إرهابيا، ولا يمكن للإرهابي أن يكون مسلما”. أعلنتُ عن ذلك هنا (أمريكا)، عندما ضرب برجا التجارة (في نيويورك) قبل أكثر من ١٥ عاما. وقد صرحت بالمعنى نفسه في أوقات عديدة وبأساليب شتى. ينبغي ألا يشوه اسم الإسلام الطاهر، وديعة رسول الله، ورسالة رب العالمين، بعمليات إرهابية إجرامية. لقد جاء الإسلام ليكون روحا للحياة، فتشويهه بالإرهاب جريمة لا تغتفر.

الدين حياة الحياة ونورها وجوهرها. إنما تحيا الأمة بإحياء الدين فيها. أجل، إحياء هذا العالم لا يتم إلا بإحياء قيم الدين الإنسانية في النفوس. اعملوا على إقناع العالم ببراءة الإسلام من الإرهاب مهما تفاوتت نسبة الإقناع. المهم أن يقتنعوا ولو بنسبة. هذا سيؤدي إلى نوع من التكاتف بصورة أو بأخرى، وإلى أن تلتقي الركب بالركب، والأقدام بالأقدام جنبا إلى جنب، وإلى اجتماع الناس في صف واحد. بعد ذلك، لكم أن تسموا هذا التلاقي “حوار الثقافات” إن شئتم، أو “حوار الأفهام”، أو “حوار الأديان” لا يهمّ، لكن جوهره يعني “عالما خاليا من الصراعات” أو “عالم الآدميين الذين لا يقتلون بعضهم بعضا”.

 المصدر: من “دروس أمريكا”