كان الصحابة يتزاورون فيما بينهم ويقولون لبعضهم: “تعال نؤمن ساعة”، يروي ذلك أحمد بن حنبل عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه. تعال نتعبد إلى الله ساعة. يقول ذلك لكل من يلقاه من الصحابة. “تعال نؤمن ساعة” يعني تعال نعمق بحثنا في حقائق الإيمان، تعال نفتح صفحة جديدة في مدارستها واستيعابها، تعال نحللها قطعة قطعة، ونتمعن فيها مرة أخرى، نُعمّق النظر في حقيقة الكون من جديد.
فجاء أحد الصحابة إلى رسول الله يشكو ابن رواحة: “ألا ترى ابن رواحة! يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة”. هذا الصحابي الجليل الطيب لم يفهم مقصد ابن رواحة. فقال الحبيب المصطفى: “يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة”. يحب أن تكون مجالسه مثل مجالس الملائكة، أن تكون مجالس تغبطها الملائكة، مجالس تعشقها الملائكة. إذن فالمجالس التي يُذكَر فيها الحق سبحانه مجالس تغبطها الملائكة.