الذين يتربّصون بكم لتشويه سمعتكم، ويستبدلون الصدقَ بالكذب، ويتفنَّنون في اختلاق الفرية بعد الأخرى، ويخترعون كذبة بعد أخرى، إن لمحوا انحرافا طفيفا لدى واحد منكم، فسيضخِّمونه ويعمِّمونه. وسيؤدي ذلك إلى فقدان هذه المجموعة المباركة ثقتها ومصداقيتها لدى المجتمع. لذا أردد في دعواتي دائما: ”اللهم لا تُخزِني بإخواني، ولا تُخزِ إخواني بي. اللهم إن كانت لقمة من حرام بحجم حبة من شعير آكلها، فيتلقَّفها الحاقدون قائلين ”ها هو يأكل حراما أيضا!“ فأكون سببا في خزي إخواني، اللهم فاقبض روحي قبل أن آكل حبة الشعير تلك“، وها أنا أكررها مرة أخرى بين أيديكم ”اللهم فاقبض روحي قبل أن آكل حبة الشعير تلك“.
حرصتُ على ألا آكل حراما بحجم حبة شعير حتى اللحظة، وألا أمد يدي إلى أي شيء ليس لي ولو بحجم حبة شعير. لكننا بشر، قد يوقعنا الشيطان في زيغ أو زلل. مع ذلك ليس من حقي أن أخزي إخواني، وليس من حقهم أن يخزوا بعضهم بعضا أو أن يخزوا قطميرهم، ليس لهم أدنى حق. لقد التزمنا جميعا بدعاء ”اللهم لا تُخزِني بإخواني، ولا تُخزِ إخواني بي، لا تحكم علينا بنزع المصداقية والثقة“. علينا أن نلتزم بهذه الحساسية حفاظا على كرامة ومصداقية هذه الجماعة المباركة. أن نراقب أنفسنا بهذه الحساسية، بدءًا من العين إلى الأذن إلى اللسان إلى نمط الحياة. علينا أن نعيش حياتنا في قمة النزاهة دون أن نفتح بابا للناس يتساءلون ”من أين حصلت على هذا؟ كيف امتلكت هذا؟“ عندما نموت ينبغي ألا يجدوا حتى أجرة لأكفاننا معنا. لن يجدوا أجرة كفن معنا على غرار ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وصلاح الدين الأيوبي، ربما يستدينون تلك الأجرة أو تأتي منحة، لكنهم سيجدوننا متشبعين بهذه الأفكار: ”لقد ذهبنا إلى الله بشرفنا، وكرامتنا، لا شيء لدينا يُحاسِبنا عليه“. إذا كنا بهذا المستوى من الحساسية، فلن يخجل إخواننا منا ولن نخجل منهم بإذن الله.