إذا تكاسل أحد أعضاء الجسم عن العمل فترةً طويلة يصيبه الضعف ويأكله الوهن، ثم يتعطل بالكامل ما لم يدركه صاحبه. هذا فيما يتعلق باللياقة الجسدية. كذلك الأمر في اللياقة الروحية. ثمة حاجة ملحة إلى رياضة روحية مستمرة للحفاظ على أدائنا في هذا الباب. من هنا تتجلى حكمة الصلاة في خمسة أوقات كل اليوم، وحكمة صوم رمضان شهرًا في السنة، فضلا عن النوافل. فالقلوب النابضة بالإيمان ترمي في “منهل العذب المورود” بدلوها خمس مرات في اليوم، تخرج منه ماء عذبا طهورا تغتسل به وتتنقى. إنها تسعى في اليوم خمس مرات إلى أن تتعرف على الله وتحس به في أعماقها وتجدد أنفسها. علينا أن ننظر إلى العبادات من زاوية هذه الحكمة، ونربط قيامَنا وقعودَنا وليلَنا ونهارنا به سبحانه حتى نحافظ على أدائنا الروحي وتعشُّقنا لمعاني ديننا العظيم.
المصدر: من كتاب “جهود التجديد“