على الإنسان أن يبذل في سبيل الله كلَّ ما أوتي من جهد، ولكن عليه أن يلزم حدّه في جنب الله، ويعيَ منزلته، ويكون في يقظة وحذر، لا يتعدى حدوده ولا ينسب لنفسه ما ليس منها. عليه ألا يَنسب الجمال إلى نفسه ألبتة، وأن يستحضر دائمًا أنه ليس مظهرًا للجمال، بل هو ممر له على الأكثر؛ لأننا لسنا أصل الجمال، أصل الجمال هو الله، وليس الجمال ملازمًا لذاتنا، بل يبدو أحيانًا ويختفي أحيانا أخرى، مثل أشعة الشمس تنعكس على فقاعات الماء، الأصل هي الشمس، أما الفقاعات فهي ممر لنور الشمس لا غير. لا يليق نسبة الجمال إلا بصاحب الجمال. أجل، لسنا مصدر الجمال، وجمالنا ليس نابعا منا، بل منه سبحانه. فمن كان هذا فكره، بارك الله له في أعماله، وأصبح بطلَ الآية التي تقول:﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ وأفاض الله عليه من نعمه دون انقطاع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: من كتاب “جهود التجديد“