إن حالنا في اقتفاء أثر الأنبياء ومن سار على دربهم من العظماء يشبه حالَ مَن ألقى بنفسه في البحر دون أن يعرف السباحة، ظل يتخبّط هنا وهناك دون جدوى، فلما شاهده أهل الحرفة قالوا: “هذا لا يعرف السباحة، هلمّوا بنا ننقذه”، هذا حال مَن أراد السير في طريق العظماء يقول: “اللهم لا طاقة لي على السير في هذا الطريق، ولكنني أحب أهله، نذرت نفسي للسير معهم، نظرتُ إلى الأنبياء العظام والأولياء الفخام والأبرار الكرام فوجدتهم يسبحون في هذا البحر، كل أملي يا رب أن أكون معهم، وإن كنتُ لا أجيد السباحة مثلهم”، ثم يلقي بنفسه في هذا البحر. إن الله لن يترك عبدا توجَّه إليه بهذا الشعور أن يغرق، بل سيأخذ بيده وينقذه ويفتح له آفاقًا لم تكن في حسبانه، يجعل من اللمعة شمسًا، ومن القطرة بحرًا، ومن لا شيء كلَّ شيء. المهم أن نكون على هذا الوعي، نمحو ذاتنا، وننسلخ من دعوى الأنانية.
المصدر: من كتاب “جهود التجديد“