جامعة الأزهر تناقش رسالة دكتوراه عن جهود حركة الخدمة الدعوية
نوقشت في رحاب جامعة الأزهر كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية أمس 19/8/2017 رسالة دكتوراه بعنوان: “حركة كولن التركية وجهودها وأثرها في الدعوة إلى لله تعالى”؛ للباحث: علاء علي محمود شكر المدرس المساعد بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بالكلية.
انطلقت المناقشة في تمام الساعة التاسعة صباحًا تحت إشراف كل من:
الأستاذ كولن وجد أن أكثر ما يضر الناس في ترابطهم بربهم وبعضهم البعض هو الجهل لذلك أنشأ المدارس ليحارب هذا الجهل وينشر الثقافة الصحيحة بين الناس.
-فضيلة الأستاذ الدكتور: فوزي عبد العظيم رسلان؛ أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات “مشرفًا أساسيًّا”.
– فضيلة الأستاذ الدكتور: مرسي شعبان السويدي، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالكلية، وعضو اللجنة العلمية المحكمة لترقية الأساتذة بجامعة الأزهر “مشرفًا مشاركًا”.
وتكونت لجنة المناقشة من:
-فضيلة الأستاذ الدكتور: عطية مصطفى حسين، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالكلية ووكيل الكلية.
– فضيلة الأستاذ الدكتور: أحمد حسين محمد إبراهيم، أستاذ الأديان والمذاهب ووكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة.
اشتملت خطة البحث على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة:
المقدمة: وتحدث فيها الباحث عن أهمية اختياره للموضوع، وتركيا بين الماضي والحاضر، والطرق الصوفية وأثرها الدعويّ في تركيا.
الفصل الأول وكان بعنوان: الشيخ محمد فتح الله كولن، الشخصية والرؤية.
الفصل الثاني بعنوان: سمات حركة كولن وأهدافها، والتحديات التي تواجهها.
الفصل الثالث: جهود حركة كولن في الإصلاح وتجديد الفكر الدينيّ “الجانب النظري”.
الفصل الرابع أتى بعنوان: آليات ووسائل حركة كولن في الدعوة والإصلاح “الجانب التطبيقي”.
الفصل الخامس بعنوان: طرق الاستفادة من حركة كولن في الدعوة إلى الله تعالى.
خاتمة: واشتملت على أهم نتائج تلك الدراسة، بالإضافة إلى توصيات الباحث.
أما عن ردود الأساتذة والمناقشين أثناء المناقشة وبعدها فكانت كالتالي:
أعرب د. عبد العظيم خلال المناقشة أن عمل الأستاذ فتح الله كولن انطلق من قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ليجسد هذا المفهوم على أرضي الواقع فلا تعارض بين المؤمنين وبعضهم، وإنما الخلافات الموجودة حاليًّا بسبب تقسيم المجتمع لتيارات وجماعات، فحركة الخدمة حركة للعالم كله أتت تحارب هذه الأفكار.
وفي نفس السياق قال د.أحمد حسين أحد المناقشين: “إنَّ حركة الخدمة أبعد ما تكون عن اتهامها بالعمالة، وإنَّ حركة كولن لم ترضَ أن تنطوي تحت السلطة السياسية في تركيا، لذلك تم اتهامها بهذه التهم”.
وأضاف أن الأستاذ كولن شخصيةٌ عالميةٌ ربانيةٌ متدينةٌ حولت الإسلام إلى واقع بعيد عن التنظير فقط، واستطاع فهم الإسلام فهمًا صحيحًا؛ لأنه غاص في أعماق الإسلام وحول رسالة الإسلام إلى رسالة أمن وسلام.
إن حركة الخدمة أبعد ما تكون عن اتهامها بالعمالة، وأن حركة كولن لم ترض أن تنطوي تحت السلطة السياسية في تركيا، لذلك تم اتهامها بهذه التهم.
وأعرب أن ما يقال في حق الأستاذ كولن وحركته من أنها حركة باطنية وليست حركة سنية، ليس جديدًا لأن هذا يقال دائمًا في حق صناع النجاح، ومن خلال الاطلاع على مؤلفاته والرسالة نستطيع أن نقول: “إن حركة الأستاذ كولن من صميم الإسلام لأنها تفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، وأن الغرض من هذه الاتهامات هو ضرب هذه الحركة وهذا النشاط العالمي، وليس غريبًا أن يكون هناك عدو لهذا النجاح الذي حققته حركة كولن”.
وبين د. عطيه حسين وكيل الكلية وأحد المناقشين أن هذه الرسالة من الناحية الشخصية -شخصية الأستاذ كولن- فريدة في نوعها اتسمت بالهمة العالية والعزيمة الماضية والفكر السديد الصائب، واستطاعت أن تحشد هذه الجموع التي لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما استطعت أن تجمعها لولا إخلاص عمل هذه الرجل الصالح، والحركة حركة مدنية دعوية هادفة، تستطيع إذا حافظت على ضوابطها التي بدأت بها أن تبقى إلى يوم القيامة.
ووضح أن الأستاذ كولن وجد أن أكثر ما يضر الناس في ترابطهم بربهم وبعضهم البعض هو الجهل لذلك أنشأ المدارس ليحارب هذا الجهل وينشر الثقافة الصحيحة بين الناس، كما أن حركة الخدمة عملت على محاربة الفقر الذي يحدث الفرقة بين الناس.
وأعرب الدكتور أنني غير مقتنع بأن حركة الخدمة تقف خلف هذا الانقلاب الفاشل، لأنه ليس غريبًا على حكومة تحتضن بعض الأفكار المنحرفة، أن تحارب فكر الأستاذ كولن الذي سيطر على كثير من قلوب وعقول الشعب التركي، وسبب هذه الاتهامات؛ هي رفض الخدمة الانضمام والانصياع لما تريده السلطة الحاكمة، أما عن تهمة العمالة فإنني لا أظن أن إنسان يتهم بتهمة العمالة يوفق في كل هذه الأعمال الخيرية لأن الباطل عمره قصير جدًا، فحركة الخدمة بعيدة كل البعد عن كل هذه التهم.
وقد حصلت الرسالة على مرتبة الشرف الأولى، مع توجيه من الأساتذة المشرفين والمناقشين للطلاب الحاضرين للبحث والكتابة عن حركة الخدمة الأستاذ فتح الله كولن ومنهجه الدعويّ والإصلاحي.
وأضاف الباحث د. علاء شكر أن السبب الذي جعلني أكتب في هذا الموضوع، أن الأستاذ كولن ليس حامل معرفة فقط وإنما هو صانع معرفة، هذه المعرفة صنعت جيلاً ذهبيًّا استطاع أن يعمّر ويبني في ظل هذا التيه الذي يعيشه العالم، كما أن الست سنوات التي قضيتها بحثًا في كتب الأستاذ كولن جعلتني أرى التطبيقي العملي لفكر الأستاذ كولن وهذا ما يميزه عن باقي المفكرين.
وقد حصلت الرسالة على مرتبة الشرف الأولى، مع توجيه من الأساتذة المشرفين والمناقشين للحاضرين للبحث والكتابة عن حركة الخدمة الأستاذ فتح الله كولن ومنهجه الدعويّ والإصلاحي.
يذكر أن هذه هي الرسالة السابعة التي أنجزت في الجامعات المصرية حتى اليوم، كما أنها أول رسالة دكتوراه تكتب في مصر عن الأستاذ كولن وحركة الخدمة، كما أن هناك حوالي ٦٠ رسالة جامعية ما بين ماجستير ودكتوراه في العالم العربي؛ للبحث في حركة الخدمة وفكر الأستاذ فتح الله كولن بعضها نوقش والبعض الآخر قيد الإنجاز.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت إدارة الشؤون الدينية التركية تقريرًا، تتهم فيه حركة الخدمة بأنها حركة باطنية وليست حركة سنية ولا تمت إلى الإسلام بصلة، وتعتبر رسالة الدكتوراه هذه ردًا صريحًا على كل تلك الدعاوى الباطلة الصادرة من إدارة الشؤون الدينية التركية.