“لقد تابعتُ بأسى شديد وحزن بالغ ما طالعتْنا به وكالاتُ الأنباء العالمية عن الأحداث الإرهابية الخسيسة التي تعرّض لها إخوة مواطنون مصريون في أثناء استعداداتهم للاحتفال بمناسبة دينية في بعض دور عباداتهم في كل من مدينتي طنطا والإسكندرية، على أيدي فئة شيطانية مخرّبة لا تمتّ أعمالُها لأيّ دين بصلة.
وإني إذ أندد بهذه الأفعال الإجرامية في حق أبرياء معصومين أتقدم بخالص التعازي لذوي الشهداء من إخوتنا المصريين مسيحيين ومسلمين، شرطة ومدنيين، وأسأل الله تعالى أن يمنّ على المصابين والجرجى منهم بالشفاء العاجل.
إن الإرهاب الذي يستهدف أرواحا بريئة في كل بقعة من بقاع العالم لا دين له ولا أخلاق، وهو يتنافى قطعيا مع كل الديانات السماوية والشرائع الإنسانية، وهو يستوجب منا جميعا أن نقف متكاتفتين في وجهه حتى نقتلع كل أشكاله وألوانه من جذورها، وأن نعمل وفق وعي جمعي لإحلال المحبة والتعاون والإخاء في ربوع الإنسانية بدلاً من العداوة والكراهية والشقاق.
إنني على ثقة بأن وحدة الأمة المصرية أقوى من أي إرهاب خسيس يستهدف أمنَها واستقرارها، ويسعى إلى تخريب النسيج الوطني لشعب عاش محقِّقا أعلى درجات التسامح والمحبة والإخاء على مدى العصور. ورغم جسامة هذه الأحداث الأليمة التي وقعت في مصر المحروسة -بإذن ربها- فإنها لن تفتّ في عضد الشعب المصري المتلاحم، ولن تزيد الأمةَ المصرية بجميع فئاتها إلا ثباتا وصمودا وإصرارا على التصدي لهذا الحقد الأسود، والقضاء على أسبابه ومظاهره.
نسأل الله تعالى أن يحفظ على مصر وسائر بلاد العالم أمنَها وأمانها وأن يوفِّق الإنسانية جميعا إلى أمر رشَد يعمّ فيه الأمنُ والأمان والاستقرار والرخاء، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير”.
بتاريخ 10 أبريل 2017.