لا تظنوا أن الإساءات التي تعرضتم لها ستقف عند هذا الحد. لن تقف اعتداءاتهم، ولن تنتهي المظالم التي تتعرضون لها. عندما فُضِحت سرقاتهم قالوا “هذا انقلاب ضدنا” وبدأوا يظلمون الأبرياء، كانت تلك البداية. لكن ضمير المجتمع لم يصدقهم، بدت حجتُهم في إيذائكم غير مقنعة. كانوا بحاجة إلى سيناريو شيطاني جديد. كانوا بحاجة إلى سيناريو يوهِم الناس بأن هناك انقلابا حقا.
أشار إليهم الشيطان بحيلة قال: أعددتُ لكم سيناريو آخر، أنتم سُذّج عقولكم لا تكفي، استخدِموا هذا السيناريو. افعلوا شيئا يشبه الانقلاب الحقيقي. لا تعتقلوا أحدا من المسؤولين، حرّضوا الناس على الخروج إلى الشوارع، وأمروا حُرّاسكم بأن يطلقوا النار على الشعب، اقتلوا الشعب، ثم حمّلوا ثمن الفاتورة آخرين. قولوا “هؤلاء من فعل هذا”، سيصدّقكم الناس آنذاك، ولن يقولوا شيئا حتى لو ملأتم السجون بالأبرياء.
ولكن وجدوا أن العالم لم يصدّق روايتهم هذه. مفكرون ونخب وأصحاب بصيرة في العالم قالوا: “كلا، هذه القصة غير معقولة”.
الرأي العام العالمي يتابع ما يقع عن كثب، وينظر من حيث تنظرون فيقول: “القصة فيها ثغرات كثيرة، السلطة تقول “هذا انقلاب”، لكن المؤشرات تقول “هذا اختلاق منهم”، هذا سيناريو شيطاني”.
في هذه الأيام تخطط النفوس الفاسدة لسيناريو آخر تقول “ماذا نفعل الآن يا ترى؟ علينا أن نرتب سيناريو أكبر، أقوى. علينا أن نغتال بعض الشخصيات المهمة” يقولون ذلك صراحة. هذا ما يتناقلونه فيما بينهم في وضح النهار، هذا ما يقال أمام الأبواب ووراءها. سيقتلون شخصيات مهمة بحيث يكون لاغتيالهم تأثير الانقلاب. يخططون لإثارة فوضى تفوق الفوضى، فوضى من نوع جديد. يقولون: “إذا تمت الخطة، فسوف ننجح في إقناع من فشلنا في خداعهم، ونحوّل نظرة الرأي العام العالمي إلى ناحية أخرى، بل نحوّله لصالحنا. هذا ضروري، لأن الجميع يسمي ما وقع “مسرحية”.
ناقوس الإنذار يدق لهذا السيناريو الجديد. على الذين لازموا الإخلاص على باب الحق، أن يتوقعوا ما هو أخطر، فيكونوا حذرين يقظين، يتحرّون الفراسة والبصيرة في تحركاتهم. لا فرق بين إزهاق روح نملة وإزهاق نفس بشرية، كلا الروحين ثمينتان. فلتتصرفوا بهذه الحساسية.
يحتاجون إلى ذريعة ليلتهموا من يطمعون في التهامه، هذا ديدنهم. لن يتركوا حيلة شيطانية إلا ويلجؤون إليها للحصول على ذريعة. هذا “الفصل الشيطاني الثالث”. سينفّذون سيناريوهات شيطانية تحيّر أعظم الكتاب، بل تبدو أحلامُ “جولفيرن” تافهة إزاءها. سيحاولون إقناع العالم أنهم على حق. سيقدم الظالم نفسه على أنه عادل. “الحجاج” الظالم سيقدم نفسه على أنه عمر. “يزيد” سيعرض نفسه على أنه أبو بكر الصديق. ولن يتراجعوا عن ظلمهم.
إزاء كل هذا أقول، لا أعطاهم الله فرصة.