Reader Mode

نزلت الأسبوع الماضي فاجعة أليمة كالصاعقة على الأتراك الذين يواجهون الظلم، إذ توفيت معلمة تسمى عائشة عبد الرزاق هي وطفلاها الصغيران غرقا أثناء هربها من البطش في تركيا، إثر انقلاب القارب الذي كان يحمل على متنه أشخاصا يحاولون العبور إلى اليونان عبر نهر مريج هربًا من ظلم النظام الحاكم في تركيا.

وقد تبين أن المعلمة عائشة عبد الرزاق التي عُثر على جثمانها على شاطئ النهر هي خريجة كلية الآداب قسم تدريس اللغة التركية وآدابها بجامعة مرمرة ودرست قبلها في ثانوية الأئمة والخطباء في محافظة أدرميت، وهي واحدة من الموظفات اللائي تم فصلهن من العمل بموجب أحد مراسيم الطوارئ التي أصدرتها حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وفي عام 2005 تزوجت المعلمة عائشة من أوغور عبد الرزاق، وفي الثامن من فبراير/ شباط العام الماضي تم فصلها هي وزوجها من العمل بموجب أحد مراسيم الطوارئ التي أصدرتها الحكومة.

من جانبه نشر المفكر الإسلامي فتح الله كولن عبر الموقع الإلكتروني التابع لكولن رسالة نعى فيها ضحايا الحادث الأليم، حيث ذكر الأستاذ أنه تلقى بألم وحزن شديدين نبأ الأسرتين اللتين مات أفرادها غرقاً في نهر مريج أثناء محاولتهم الهرب من تركيا آملين النجاة من ظلم الظالمين، مشيرًا إلى استمرار الحملة الشبيهة بـ”مطاردة الساحرات” الفريدة من نوعها التي تجرى في تركيا بطريقة لا تسمح للمواطنين الأبرياء بمواصلة حياتهم بعزة.

وأضاف الأستاذ كولن أن عددًا كبيرًا من أبناء الوطن الأبرياء الذين لم يحطموا ولو نملة واحدة في حياتهم قد اضطروا إلى مغادرة وطنهم آخذين في عين الاعتبار كل المخاطر، وذلك نتيجة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في تركيا والتي أدانها عدد كبير من منظمات رصد حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الأمم المتحدة في تقاريرها.

وشدد كولن على ضرورة أن يدرس المجتمع الدولي السبب الذي يدفع المواطنين الأصليين في تركيا التي تفتخر باحتضانها اللاجئين من دول أخرى، إلى مغادرة بلادهم ملقين بأنفسهم إلى التهلكة، وعلى ضرورة تحذير القائمين على الحكم في تركيا بشأن إعادة تأسيس النظام القضائي في البلاد وحماية حقوق الإنسان الأساسية.

هذا وختم كولن رسالته داعيًا المولى عز وجل أن يرزق أفراد عائلتي عبد الرزاق ودوغان أعلى مقام في الجنة وأن يلهم ذويهم وأقاربهم الصبر والسلوان، متمنيًا العثور عما قريب على المفقودين، سائلاً الشفاء العاجل للناجي من الحادث الأليم فاتح ياشار، ونجاة تركيا ومواطنيها الأبرياء من ظلم الظالمين المتسلطين .

المصدر: zamanarabic.com